لن يخوض المنتخب الاميركي أي مباراة في الدور الاول في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 في مدينة هامبورغ، ومبارياته الثلاث في الدور الاول ضد تشيخيا وايطاليا وغانا مقامة على ملاعب غيلسن كيرشين وكايزو سلاوترن ونورنبيرغ على التوالي، ولكن المدير الفني للمنتخب الاميركي بروس ارينا اختار فندقاً في هامبورغ لاقامة منتخب بلاده في المونديال، وأكد أن هامبورغ هي الافضل وبفارق بعيد عن كل المدن الالمانية الأخرى لاقامة لاعبيه لمدة 32 يوماً، ويسافر المنتخب الاميركي قبل كل مباراة الى المدينة التي يلعب فيها مستفيداً من الرقي الكبير للمواصلات في المانيا. هامبورغ هي عاصمة الولاية الشمالية في المانيا، وهي تحمل الاسم نفسه، وهي المدينة الاقصى بين كل مدن المونديال شمالاً، ويقطنها مليون و700 ألف نسمة، وبها ظاهرتان يطلق عليهما سكان المدينة لقب"الاسطورة"، والاولى هي سوق السمك العملاقة التي تقام صباح كل احد على ضفاف نهر البي، ولا يبالغ سكان هامبورغ عندما يؤكدون أن مبيعات هذا اليوم لا تقل عن 100 طن من السمك، وارباحه تتجاوز عشرة ملايين يورو، والاسطورة الثانية هي الحفلات المفتوحة في مساء اليوم نفسه في شارع ريبربان، ويذهب اليها اكثر من 100 الف شخص. والاسطوة الثالثة، التي لم تنضم بعد الى سوق السمك وحفلات ريبربان، هي ملعب هامبورغ، ويصفه الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بأنه ملعب خمس نجوم، بسبب ارضية الملعب ذات العشب الممتاز، الذي يتمناه كل لاعب في العالم، وهو الملعب الاول بين 12 ملعباً للمونديال ينتهي العمل فيه باكراً، ويسع 51055 مشاهداً، ويحتضن اربع مباريات في الدور الاول، وتبدأ مساء 10 حزيران يونيو بقمة اميركية جنوبية افريقية بين الارجنتين وساحل العاج في المجموعة الثالثة، وتنتشر اللغة الاسبانية في مدرجات الملعب، مساء 15 حزيران عندما يلتقي منتخبا اكوادور وكوستاريكا ضمن المجموعة الاولى، ولكن اللغة العربية ومعها عشاق"الأخضر"يسيطرون على المدرجات مساء 19 حزيران، عندما يلتقي منتخب السعودية مع نظيره الاوكراني في المجموعة الثامنة، واخيراً تتحدد قمة المجموعة الخامسة في هامبورغ مساء 22 حزيران في قمة الكرة الاوروبية بين ايطاليا وتشيخيا. والمباراة الخامسة والاخيرة في هامبورغ ستكون في الدور ربع النهائي مساء 30 حزيران، ولأن المدرجات لن تتسع لاكثر من 50 ألف متفرج، ومعظمهم من زوار المدينة وانصار المنتخبات الاجنبية، وفرت بلدية هامبورغ لاهل مدينتهم ساحة عملاقة وشاشة ضخمة في ميدان الروح القدس - هايلي غايست - في سان باولي، وهي الساحة المخصصة سنوياً لمهرجان شعبي في كاتدرائية هامبورغ الكبرى، ويمكن لأكثر من 50 ألف شخص ان يوجدوا معاً في الساحة لمشاهدة أي مباراة من اللقاءات الخمسة على الشاشة التي يصل اجمالي مساحتها الى 80 متراً مربعاً، ويمكن متابعتها بوضوح كامل من مسافة تصل الى 300 متر في الميدان الفسيح. وتمتلئ الحدائق في الميادين بمحلات الطعام والشراب والمنتجات والهدايا، وتنظم المدينة بطولة خاصة على غرار المونديال، ولكن في رياضة"كرة القدم الطاولة"، وهي اللعبة الشعبية للشباب في هامبورغ، ويعرفها العالم باسم"بيبي فوت"وتوضع اكثر من 100 طاولة لتنفيذ المباريات في توقيت متزامن في صالة مزادات السمك. ويعتز أهل هامبورغ بفريقهم الكبير الذي يحمل اسم المدينة، وكذلك بفريقهم الثاني الاقل شهرة سان باولي، ولديهم من مصادر الفخر خارج الرياضة عشرات العناصر والمباني، والمدينة التي تأسست عام 811 بها واحدة من أقدم وأضخم قلاع اوروبا وهي قلعة هامابورغ، التي شيدت عام 950، والمدينة القريبة من جبال الالب والواقعة على نهري البي والستير، وبجوار بحيرة الستير، ايضاً هي اكبر موانئ اوروبا على الاطلاق في المساحة، وهي واحدة من اكبر سبعة موانئ في العالم، وبها اكبر أحواض السفن الجافة لبناء وصيانة وتجميل السفن، وتلجأ إليها السفن العملاقة مثل"الملكة ماري الثانية"، ومهرجانات القوارب في نهر البي، ومسابقات الرياضات المائية من العلامات المميزة للمدينة، ويوجد اكثر من 80 ألف شخص في قطاع الميناء بين مهندس وبحار وعامل، ما يشكل القطاع الاكبر على الاطلاق في المدينة، وبها مقر المحكمة الدولية للبحار. وهامبورغ بها اكثر من 100 قنصلية لدول اجنبية، وهو عدد لا يتوافر في اي مدينة اخرى في العالم، وهي المركز الاكبر للإنتاج الموسيقي في اوروبا، وهي مقر فريقي كاتس وفانتوم الشهيرين، وتحتضن المدينة وكالة الانباء الالمانية، واكثر من 15 مجلة بين اشهر 20 مجلة في البلاد. واختارت اللجنة المنظمة للبطولة نجماً مخضرماً من أشهر وأحسن لاعبي هامبورغ في تاريخ كرة القدم، ليكون سفيراً للمدينة في المونديال، ومهمته تمثيل اللجنة في كل المباريات المقامة في المدينة، واستقبال ضيوف"الفيفا"والمنتخبات المشاركة، وسفير هامبورغ هو الكابتن الاسطوري اوفي زيلر، الذي يكمل 70 عاماً في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وهو لعب مع هامبورغ 20 عاماً متتالية بين 1953 و1972، وخاض خلالها 239 مباراة، وسجل 137 هدفاً، وهو صاحب اطول فترة بقاء في تاريخ المنتخب الالماني، ولعب من 1954 الى 1970، وخاض خلالها 4 نهائيات لكأس العالم، ولكنه لم يوفق مطلقاً في الفوز بالكأس، واكتفى بفضية 1966 وبرونزية 1970، ولعب 72 مباراة دولية، وسجل 43 هدفاً، واختاره الاتحاد الالماني ليكون كابتن الشرف الدائم لمنتخب المانيا على مر العصور.