يتصدر منتخب ألمانيا، المجموعة السادسة ويضم إلى جانبه المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية، وهو المنتخب الرئيس والذي يمثل دولة ألمانيا الواقعة في الوسط الغربي لأوروبا، ويستمد اسمها الإنجليزي جيرماني، من اللغة اللاتينية وتحديداً كلمة جيرمانيا، وذلك إشارة للشعوب التي تقطن شرق نهر الراين، وهو النهر الذي يخترق عدداً من الدول الأوروبية، ويعبر من بعضها الآخر، ومن بين هذه الدول كانت ألمانيا، التي باتت اليوم تشكل واحداً من الأرقام الصعبة في المجال الكروي، وأصبح منتخبها من ضمن المنتخبات الأبطال لكؤوس العالم. كانت بداية كرة القدم مبكراً في ألمانيا، وهي الدولة التي لم تكن تعرف لكرة القدم أي طريق، ولكن بفضل وجود عدد من البريطانيين، الذين انتشروا في المدن الألمانية للعمل والدراسة، أصبحت كرة القدم تتقاذف بين أقدامهم في ملاعب الحواري، لينجذب انتباه الألمانيين إلى هذه اللعبة الجديدة، والتي أرادوا التعرف عليها والدخول إلى خفاياها وأسرارها، قبل أن تتحول كرة القدم الألمانية إلى صناعة وفكر واحتراف، واستطاعت بمنتخبات فئاتها العمرية أن تكتسح البطولات العالمية. أول الأندية جاءت أول أندية كرة القدم الرسمية في ألمانيا، على يد الإنجليز كذلك، حيث أسسوا في الالعام 1874م نادياً اختاروا له اسم درسدن الإنجليزي، وذلك نسبة إلى المدينة الألمانية درسدن، ويعتبر هو من أقدم أندية ألمانيا تأسيساً، ويرجح كذلك أنه أول نادي أقيم في القارة الأوروبية، أو هو من أوائل الأندية على مستوى القارة الأوروبية، وانطلق النادي تحت رعاية واهتمام إنجليزية خالصة، حيث كان أعضاؤه الذين بلغ عددهم 70 عضواً جميعهم من الجنسية الإنجليزية، وشكلوا فرق عمل متنوعة للنهوض والارتقاء بالنادي، وفي العام 1890م أعيدت عملية تأسيس النادي من جديد، وذلك بإضافة أعضاء جدد وإلغاء آخرين. المباراة الأولى يؤرخ للمباراة الأولى التي لعبت في كرة القدم الألمانية بالعام 1874م، بأنها كانت بين تلاميذ إحدى المدارس، وسمي الفريقان بفريق أغسطس هيرمان وكونراد كوخ، وهما معلمان ألمانيان كان لهما الفضل في تنظيم هذه المباراة بين تلاميذهما، وهيرمان هو من الذين أسسوا لكرة القدم في ألمانيا، حيث استقاها كعلم في جامعات بريطانيا، ثم انتقل إلى ألمانيا للعمل كمعلم تربية بدنية، ويطلق عليه اسم "الأب للتربية البدنية"، وذلك نظير جهوده واهتمامه في الارتقاء بعلم التربية البدنية في ألمانيا، وكانت هذه المباراة خاضعة لقوانين وأنظمة لعبة الركبي، وذلك باعتبار أن كرة القدم لم يكن لها قوانين خاصة في ألمانيا، لكونها حديثة المولد. اتحاد رياضي على خلاف الكثير من الدول التي لا تنشئ اتحاد رياضي، إلا بعد أن يمضي الكثير من الوقت بالنسبة لوجود الأندية والمنافسات الرياضية، لكن في ألمانيا كان الأمر مختلفاً، فقد تم إنشاء الاتحاد الألماني مبكراً، ففي العام 1875م وضعت لبنات البناء الأولية للاتحاد، وكان يخضع في كثير من أنظمته إلى قواعد وقوانين الركبي، وذلك حتى العام 1890م ومن خلال هذا العام تم العمل على استقلالية قواعد وأنظمة الاتحاد الكروي عن لعبة الركبي، وبحلول العام 1900م عقد أعضاء الاتحاد الألماني اجتماعاً موسعاً، ضم نحو 86 عضواً وذلك لمناقشة شؤون كرة القدم الألمانية، وتم خلال الاجتماع الذي يعتبر هو نواة التأسيس الرسمية الاتفاق على زيادة عدد الأندية، وتوحيد البطولات المقامة في مدن ألمانيا، ليكون هناك دوري موحد يجمع هذه الأندية تحت مظلة قوانين وقواعد موحدة، وحوافز ومكافآت وعقوبات وأنظمة واحدة، وفي العام 1904م التحق الاتحاد الألماني بعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وفي العام 1954م انضم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويعتبر فرديناند هوبي هو أول شخص يتقلد منصب رئاسة الاتحاد الألماني لكرة القدم. منتخب ألماني كانت فكرة إنشاء منتخب ألماني عائدة إلى فالتر بينيسمان، والذي عمد في العام 1899م إلى تشكيل منتخب وطني يضم عدداً من لاعبي أندية جنوبألمانيا، وذلك بهدف تمثيل الدولة في البطولات القارية والدولية، ولعب المنتخب المؤسس حديثاً مباريات ودية مع أندية إنجليزية، وانتظر الألمان حتى العام 1908م وهو العام الذي تمكن خلاله هوغو كوباسيك أحد أعضاء الاتحاد الألماني من ترتيب مواجهة ودية أولى لمنتخب ألمانيا وذلك ضد منتخب سويسرا، ولم يكن هناك مدرب لمنتخب ألمانيا فتم إسناد مهمة اختيار اللاعبين والتشكيلة لكوباسيك، وكان عدم وجود مدرب متمرس سبباً في أن تخسر ألمانيا مباراتها الأولى 5 / 3، وكان المكسب الوحيد من هذه المباراة هو شخصي بالنسبة لبيكر لاعب فرانكفورت كيكرز، والذي سجل أول هدف بتاريخ المنتخب الألماني. الكرة والحرب باعتبار ألمانيا دولة ارتبطت بعدد من الحروب، فقد كان لهذه أثر كبير على كرة القدم الألمانية، وربما ساهمت بشكل مباشر في تراجع أداء المنتخب في سنوات ماضية، فقد توقفت عن لعب الكرة في أثناء نشوب الحرب العالمية الأولى، وعادت إلى الحياة الكروية العام 1920م حين خاضت أول مباراة لها أمام منتخب سويسرا وخسرت المباراة 4 / 1، وبعد ذلك حكم ألمانيا سياسياً النظام النازي، ولم تنجح ألمانيا في تحقيق أي إنجاز كروي لها، وخاضت ألمانيا العام 1942م آخر مبارياتها، قبل أن يتخذ النازيين قرار بتجنيد الشباب الألمان في الجيش، وكان من بين هؤلاء لاعبي المنتخب الألماني، لذلك توقفت ألمانيا عن ممارسة كرة القدم إلى قرابة ثمانية أعوام، وكان لهذا القرار ثمنه على الصعيد الكروي، فقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم استبعاد عضوية الاتحاد الألماني من الفيفا، وكذلك حرمان منتخب ألمانيا من المشاركة في مونديال العالم الذي أقيم بعد انقضاء الحرب العالمية الثانية في سويسرا العام 1950. أبطال عالم ارتفع الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي على كرة القدم الألمانية، وأصبح بمقدور الألمان أن يشاركوا في كؤوس العالم من جديد، ففي نهائيات كأس العالم العام 1954م التي أقيمت بسويسرا، كان موعد المشاركة الأولى لألمانيا بعد رفع العقوبات عنها، ولم يكن أحد يتوقع أن دولة للتو خرجت من حرب عالمية، ستكون قادرة على أن تنافس لتحقيق اللقب، وحدث عكس التوقعات، فجاء منتخب ألمانيا كمنتخب منافس في هذه البطولة، فعبر دور المجموعات على غير ما توقعه الكثير من الرياضيين، وفي ربع النهائي استطاع أن يتجاوز منتخب يوغسلافيا بنتيجة 3 / 0 بمجموع المباراتين، وفي نصف النهائي اكتسح منتخب النمسا بنتيجة 7 / 2، ليضع أقدامه في المباراة النهائية والتي كان له فيها موعداً مع منتخب هنغاريا، وكانت التوقعات جميعها تصب في مصلحة المنتخب المجري، والذي كان يفوق بخبرته وإمكاناته المنتخب الألماني، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالأداء أثناء المباراة، ونجح الألماني من حصد لقب البطولة العالمية بعد التغلب على المنتخب الهنغاري 3 / 2 وذلك لأول مرة بتاريخ ألمانيا. فترة ذهبية كان فوز ألمانيا وانتصارها في مونديال 1954م، مجرد البداية لتطور كرة القدم في ألمانيا، فبعدها بسنوات مرت الكرة الألمانية بموجة ذهبية استطاع خلالها لاعبي ألمانيا تحقيق عدد من الألقاب والإنجازات، فجاءت البداية في تحقيق لقب بطولة أمم أوروبا العام 1972م حيث تفوقت على منتخب الاتحاد السوفيتي في المباراة النهائية 3 / 0، وفي العام 1974م كانت ألمانيا تتزين لاستضافة مونديال كأس العالم، حيث كانت أبعاد هذه الاستضافة أكبر من كرة قدم، وإنما بحثاً عن إعادة ألمانيا إلى الاندماج مع العالم على خلفية العزلة التي أصابت البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، لعبت الألمانيتان الغربية والشرقية إلى جنب بعضهما في دور المجموعات، وتأهل المنتخبان سوياً إلى الدور الثاني، لكن ألمانيا الغربية هي من أكملت مشوار البطولة التي تلعب فوق أراضيها، في وقت غادرت ألمانياالشرقية من الدور الثاني، وفي المباراة النهائية استطاعت ألمانيا أن تهزم هولندا 2 / 1، وتتوج نفسها بطلاً لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخ البطولة العالمية. استمرارية الأبطال لم تتوقف مسيرة ألمانيا عن تحقيق البطولات والألقاب، فقد كانت بطولة أمم أوروبا العام 1980م، هي الموعد الجديد للمنتخب الألماني لتحقيق بطولة قارية جديدة، ففي ملاعب إيطاليا لعبت ألمانيا المباراة النهائية للبطولة أمام بلجيكا وتفوقت 2 / 1 بفضل هدفي هورست هروبيسش، وفي نهائيات كأس العالم 1986م كانت ألمانيا على مقربة من تحقيق لقب المونديال الثالث، لكن الحظ رمى بهم أمام منتخب يمتلك بين صفوفه ديغو آرماندو مارادونا، لتخسر ألمانيا المباراة النهائية أمام الأرجنتين، وفي مونديال العام 1990م استطاعت ألمانيا أن تعود لتنتقم من الأرجنتين بعد أن تكررت المواجهة بينهما في المباراة النهائية، ونجح منتخب ألمانيا من هزيمة الأرجنتين 1 / 0، ليتوج الألمان أنفسهم أبطالاً للعالم للمرة الثالثة. عواجيز ألمانيا رغم البطولات التي حققها المنتخب الألماني، إلا أنه مر بعد ذلك بفترة فتور وتراجع بالأداء ملحوظ، فلم يعد منتخب الماكينات بنفس الانضباط والأداء الذي كان عليه، لقد ظل المنتخب مجرد ضيف شرف في البطولات التي يخوضها، باستثناء بطولة أمم أوروبا العام 1996م، ما عدا ذلك فلم يكن منتخب ألمانيا قادراً على تحقيق أي لقب، وقدم مشاركات هزيلة في نهائيات كأس العالم 1998م، حيث كان معظم اللاعبين في هذه البطولة أعمارهم تتجاوز الثلاثين عاماً، وفي مونديال آسيا العام 2002 لم يقدم منتخب ألمانيا مستوى مميزاً، ورغم أنه استضاف نهائيات كأس العالم 2006 إلا أنه فشل من تحقيقها أو الوصول إلى المباراة النهائية، ومؤكداً أن هذه الانتكاسة لم ترض المسؤولين في كرة القدم الألمانية، لذلك اتخذوا قراراً في الاهتمام بالأكاديميات الرياضية واللاعب الناشئ في ألمانيا، ونجحوا في هذه الرؤية التي ابتدأت منذ العام 2001 تقريباً، إلى أن تحول المنتخب الألماني وتعيده من جديد إلى المشهد العالمي على صعيد كرة القدم. اكتساح ألماني الخطوات التي انتهجها الاتحاد الألماني، من خلال فرض بعض القرارات على الأندية، وذلك بهدف منح اللاعبين الشبان الألمان فرصة اللعب، قد جاء بمردود إيجابي لا يمكن إنكاره، ولم يكن هذا على صعيد المنتخبات الألمانية، بل حتى أندية ألمانيا انتفعت من هذه القرارات، ففي نهائي دوري أبطال أوروبا الذي لعب العام 2012، وكان طرفا المواجهة فريقا بايرين ميونيخوبروسيا دورتموند، سيطر اللاعبون الألمان على قائمة الفريقين، وشكلا نحو 80 % من القائمة الأساسية التي خاضت المباراة فوق ملعب ويمبلي في لندن، وحين يشهد نهائي مسابقة أوروبية هذا الحشد من اللاعبين الألمان، فإن هذا دليل واضح على مدى كفاءة اللاعب الألماني وقدرته على الوجود في أعرق البطولات والأندية العالمية. أبطال العالم المستوى الكبير الذي وصلت إليه كرة القدم الألمانية، في العام 2012 من خلال تمثيل فريقين لها في نهائي دوري أبطال أوروبا، وغالبية تشكيلة الفريقين من اللاعبين الألمان، كان دليلاً على أن كرة القدم الألمانية، باتت تحظى بأسماء لامعة ونجوميتها كبيرة، وأن المدير الفني لمنتخب ألمانيا يواكيم لوف لن يكون في حيرة من أمره قبل توجه بعثة المنتخب الألماني إلى البرازيل لخوض نهائيات مونديال 2014، وهو ما أكده أداء المنتخب الألماني في تلك البطولة، والذي وصل للمباراة النهائية وكرر مواجهته مع الأرجنتين، وبعد أن انقضت الدقائق الأصلية للمباراة، اتجه المنتخبان إلى الأوقات الإضافية، وفيها تسلل ماريو غوتزه من بين دفاعات الأرجنتين وسجل هدف الفوز لمنتخب بلاده ليتوج باللقب، وفي العام 2017 توجت ألمانيا نفسها بطلاً لكأس القارات للمرة الأولى بتاريخ الكرة الألمانية، وذلك قبل عام من التوجه إلى مونديال روسيا والتي ستخوضه ألمانيا كأحد أبرز المنتخبات المرشحة لتحقيق اللقب. منتخب ألمانيا بطل 2014 منتخب ألمانيا بطل مونديال 1990 ألمانيا ضد النمسا في دورة الألعاب الأولمبية 1912 جانب من احتفالات لاعبي ألمانيا بعد التتويج بمونديال 2014 قائد ألمانيا بيكنباور لحظة رفع كأس البطولة Your browser does not support the video tag.