اغلق حزب"الفضيلة"الاسلامي، احد الاطراف الاساسية في"الائتلاف العراقي الموحد"، الباب في وجه التكهنات التي كانت تشير الى دور لأمينه العام السابق نديم الجابري في فرط عقد"الائتلاف". وجاءت التشكيلة الجديدة للامانة العامة للحزب خالية من اسم الجابري. وكان الجابري دأب في الفترة الاخيرة على تبني مواقف سياسية تخالف توجهات المرجع الديني الاعلى للحزب الشيخ محمد اليعقوبي فيما يتعلق بتسمية مرشح"الائتلاف"ابراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة المقبلة، مما دفع اليعقوبي لاتخاذ قرار بابعاده. وقال الشيخ محمد الحميداوي، عضو الامانة العامة الجديدة للحزب، ل"الحياة: ان"الامانة العامة السابقة كانت تقحم نفسها في امور تخالف توجهات المرجعية الدينية العليا متمثلة بالشيخ اليعقوبي". واوضح ان مطالبة الجابري بإحالة ترشيح الجعفري الى البرلمان، وطرح نفسه كبديل له، اضافة الى التصريحات الاعلامية التي كان يدلي بها"كلها عوامل اظهرت حزب"الفضيلة"وكأنه الطرف الذي يعمل على اضعاف"الائتلاف"ويهدد بفرط عقده"، وهو ما يتعارض وتوجيهات المرجعية الدينية العليا للحزب. واكد الحميداوي ان حداثة التجربة السياسية لحزب"الفضيلة"ومواقف امينه العام السابق دفعت بعض الكتل البرلمانية الى التلويح له بموافقتها على توليه رئاسة الوزراء كبديل عن الجعفري. ولفت الحميداوي الى ان الموقع الجديد للجابري، كمستشار سياسي للامين العام الجديد، ورئيس لكتلة"الفضيلة"في"الائتلاف"، لا يخوله اتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق بسياسة الحزب. اما التشكيلة الجديدة للامانة العامة لحزب"الفضيلة"فقد ضمت اسماء جديدة لم يسبق لها العمل مع الحزب من بينها علي الدباغ وجواد البولاني عضوا البرلمان السابق عن"الائتلاف"واللذان فشلا في الحصول على مقعد في البرلمان الحالي. وفسر عضو من كتلة"الائتلاف"فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"اختيارهما بأنه خطوة تمهيدية لترشيحهما للمناصب الحكومية التي ستكون من حصة"الفضيلة". كذلك ضمت التشكيلة الجديدة للامانة العامة عبد الرحيم الحصيني الموسوي، المشرف على حزب"الفضيلة والفضلاء"في مدينة الناصرية اميناً عاماً، وجابر خليفة جابر، نائباً اول للامين العام، وعلي الدباغ نائباً ثانياً، وجواد البولاني، والنواب في البرلمان الحالي. واكد اياد الطائي، نائب مدير المكتب التنفيذي لحزب"الفضيلة"ل"الحياة"ان"التغييرات التي طالت الامانة العامة السابقة هي اجراءات تنظيمية دورية تتخذها المرجعية الدينية العليا من حين الى آخر"، وزاد"ان تغيير الامين العام لن يغير من سياسة الحزب داخل"الائتلاف"ومازلنا متمسكين بخياراته في ما يتعلق بمرشحه لرئاسة الحكومة المقبلة والامور الاخرى"، مشيراً الى ان الهدف من التغييرات الحاصلة هو اعداد الحزب للعب دور بارز ومؤثر في المرحلة القادمة. ولفت فاضل الشرع، مسؤول المكتب السياسي للتيار الصدري، الى ان النظام الداخلي لحزب"الفضيلة"ينص في احد بنوده على"منح المرجعية الدينية العليا للحزب متمثلة بالشيخ محمد اليعقوبي حق حل الحزب او دمجه مع أي مكون سياسي آخر"واكد ل"الحياة"ان قرار اليعقوبي بحل الامانة العامة للحزب وتشكيل امانة جديدة، جاء بناءً على شعوره بوجود اطراف تسعى لاستخدام الحزب لاغراض شخصية. واوضح ان اصرار نديم الجابري، الامين العام السابق للحزب، على منافسة الجعفري لم يكن يعكس توجهات الشيخ اليعقوبي، الذي صرح في اكثر من مناسبة ان الجعفري هو الاقرب الى قلبه، وقال ان"اليعقوبي قرر وقف التحرك المصلحي والشخصي للجابري، حفاظاً على وحدة الائتلاف"لافتاً الى ان طروحات الجابري كانت تتناغم مع طروحات جهات خارجية، خاصة بعد طرحه مشروع تشكيل حكومة انقاذ وطني والترويج له،"وهو مشروع اميركي تبناه الجابري نزولاً عند رغبة الاميركيين"، ونوه الشرع الى ان"المرحلة الحالية تشهد تنسيقا عالي المستوى بين كتلة"الفضيلة"والكتلة الصدرية"وهو ما يمكن ان يسفر عنه تحالف ثنائي بين الكتلتين داخل الائتلاف. يذكر ان حزب"الفضيلة"كان انشق عن التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عام 2004، وكان يدعى بجماعة"الفضلاء"في مراحله الاولى، ثم تحول الى حزب سياسي يطلق عليه اسم"حزب الفضيلة الاسلامي"، وله امانة عامة وهيئة سياسية. وكان نديم الجابري، اول امين عام للحزب، وهو من مواليد بغداد 1959، حاصل على شهادة الدكتوراه وله مؤلفات عدة من ابرزها"الفكر السياسي لثورة العشرين"، و"الاصولية اليهودية والنظام السياسي الاسرائيلي"، و"المرجعية الدينية العليا في اسرائيل"و"جدلية الارهاب بين الطروحات الغربية والاسلامية".