دعا رئيس جزر سليمان ناثانيال واينا شعبه الى الهدوء امس، بعد يومين من اعمال شغب ونهب اعقبت انتخاب رئيس وزراء جديد، في وقت ارسلت استراليا ونيوزيلندا قوات لاستعادة الامن والنظام. وأعلن واينا حظراً على التجول ليلاً في العاصمة هونيارا، فيما تصاعد الدخان الاسود من المباني المحترقة في المدينة، وواصل اللصوص نهب المباني. وزاد واينا:"قلت لشعب جزر سليمان: أرجوكم التزموا الهدوء ولا تحاولوا أخذ حقوقكم بأيديكم"، موضحاً انه أرجأ أداء رئيس الوزراء المنتخب اخيراً سنايدر ريني القسم الى حين هدوء الأوضاع، واختير ريني في اقتراع سري في البرلمان امس. وكان المحتجون هاجموا اول من امس، مصالح الجالية الصينية ودمروا ونهبوا عدداً من المحال التجارية التي يملكها صينيون، متهمين رجال الاعمال بدفع اموال للنواب من اجل تسهيل انتخاب رئيس الوزراء. وانتهت التظاهرات بأعمال عنف بعد إعلان فوز ريني على خصمه جوب رادلي تاوسينغا المخضرم في العمل السياسي. وطوّق 500 من أنصار تاوسينغا البرلمان، متهمين ريني بالتزوير في الانتخابات التي أجريت في 5 نيسان ابريل الجاري، وبالخضوع لمطالب الجالية الصينية. إلا ان ريني الذي كان نائب رئيس الحكومة المنتهية ولايتها ووزيراً للمال في التسعينات، نفى تلك التهم. وبثت وسائل إعلام محلية ان شرطة مكافحة الشغب اكتفت بمراقبة مجموعة من نحو 1500 شخص عاثوا خراباً في العاصمة هونيارا. وقال جونسون هونيماي الناطق باسم الحكومة:"هناك قدر كبير من الخوف. الناس يأملون في ان يهدئ الجيش الاوضاع". وأغلقت المدارس والمصارف والاسواق الكبرى ومكاتب البريد ومبانٍ اخرى، في وقت استمرت اعمال الشغب لليوم الثاني. وقال مثيرو الشغب ان الحكومة الجديدة برئاسة ريني ستقع تحت نفوذ رجال الاعمال الصينيين في البلاد والحكومة التايوانية التي تعترف بها جزر سليمان ديبلوماسياً. وتتصارع الصين وتايوان منذ فترة طويلة على الفوز بالاعتراف الديبلوماسي من دول جنوب المحيط الهادئ. وفي السياق ذاته، اعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد امس، إرسال قوات لبسط الامن والنظام في جزر سليمان غداة اعمال الشغب. وقال للصحافيين ان كانبيرا قررت ارسال 110 عسكريين خلال ساعات الى الأرخبيل الذي يضم 500 ألف نسمة ويبعد 1200 كيلومتر شمال شرقي استراليا. وأعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلاندية هيلين كلارك انها مستعدة لاتخاذ اجراء مماثل. وأسفرت الانتخابات الاولى في جزر سليمان، منذ تدخل بعثة سلام استرالية قبل ثلاث سنوات لبسط الامن فيها، عن انتخاب 25 عضواً جديداً في البرلمان المؤلف من 50 مقعداً. وسادت حال من عدم الارتياح عندما أعلن ريني انه يعتزم تشكيل ائتلاف يعتمد على اعضاء الحكومة السابقة. وكانت جزر سليمان التي استقلت عن بريطانيا عام 1978، شهدت اعمال عنف اتنية بين ميليشيات متنافسة من السكان الاصليين في جزيرة غوادالكنال حيث تقع العاصمة هونيارا وپ"مهاجرين"من جزيرة ماليتا المجاورة. وتعد الاضطرابات التي وقعت عقب الانتخابات في هذه الجزر ? الدولة التي تتألف من ألف جزيرة يقطنها 450 ألف نسمة، نكسة كبيرة لقوة التدخل التي تقودها استراليا، والتي وصلت الى البلاد في تموز يوليو 2003 لاستعادة النظام بعد سنوات من الفوضى وحمامات الدم. وتساهم تلك القوة منذ ذلك الحين في إحياء المؤسسات الحكومية وانعاش الاقتصاد.