دعا الرئيس السوداني عمر البشير حاملي السلاح من أبناء شرق السودان الى الاحتكام الى صوت العقل وانتهاج الحوار والتفاوض لحل الخلافات والمشاكل، مؤكداً سعي حكومته الى إقرار السلام والاستقرار في ربوع البلاد. وتعهد لدى مخاطبته أمس في مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر لقاء جماهيرياً بمناسبة"عيد الشهيد"القومي الرابع عشر، تحقيق التنمية وتوفير الخدمات لأهل شرق السودان لا سيما تأهيل شبكات المياه والكهرباء وتعبيد الطرق ودعم برامج القرى النموذجية. وحيا أسر الشهداء، وقال إن ما ينعم به السودان من سلام واستقرار ما كان له ان يتحقق إلا بتضحيات الشهداء، مؤكداً التزام الدوله رعاية أسر الشهداء وتقديم الخدمات الضرورية لهم. كما دشن البشير أربع سفن حربية تابعة الى القوات البحرية السودانية ورفع العلم عليها في حضور وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين وقائد القوات البحرية الفريق الزين حمد. وأُعلن في الخرطوم ان المفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي"جبهة الشرق"ستبدأ في غضون أسبوعين في العاصمة الاريترية أسمرا. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لنواب"الحركة الشعبية"ياسر عرمان، في تصريحات صحافية، إن الحكومة الاريترية أرسلت أخيراً وفداً بهذا الخصوص على خلفية رسالة حملها النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير خلال زيارته لأسمرا أحيراً والتي وعد الرئيس الاريتري أساياس أفورقي بالرد عليها. واوضح ان لجنة مشتركة بين الشريكين في الحكم - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - توصلت الى اتفاق حول أربع قضايا تتمثل في استضافة أسمرا لمفاوضات الشرق بمشاركة ليبيا، وتطبيع العلاقات مع أسمرا، والتبادل الديبلوماسي بين البلدين، وازالة التوتر على الحدود بين البلدين لتجنيب المواطنين المقيمين على الحدود الضرر. وأضاف عرمان ان"الحركة الشعبية"ترى ان العلاقات السودانية - الاريترية تسير بخطوات جيدة وواثقة ويجب الدفع بها الى الأمام، داعياً الى تطوير العلاقات مع كل دول الجوار من دون استثناء. وصعّد متمردو شرق السودان خلال الأسبوع الماضي عملياتهم العسكرية ضد الحكومة وهاجموا منطقتين قرب كسلا الشرقية، كما هددوا بالاستيلاء على مدينة همشكوريب الاستراتيجية المتاخمة للحدود الاريترية. على صعيد آخر، أكد رئيس لجنة التحقيق في سقوط طائرة زعيم"الحركة الشعبية"رئيس حكومة الجنوب النائب الأول للرئيس الدكتور جون قرنق، العام الماضي، ان مسؤلية سقوط الطائرة يتحملها قائدها ألأوغندي. وكان قرنق قُتل بعد 21 يوماً فقط من توليه منصب نائب الرئيس البشير بعد حرب استمرت اكثر من 21 عاماً، وأثار مقتله اضطرابات شديدة في السودان. وعقد رئيس لجنة التحقيق ابيل الير مؤتمراً صحافياً أمس في الخرطوم بعد تسليم الرئيس البشير نسخة من التقرير الذي يتكون من 240 صفحة وثلاثة مجلدات مرفقة. وعبّر ألير عن ارتياحه الشديد لانجاز اللجنة لعملها، وأشار الى وجود حاجة ماسة لمعرفة الرأي العام السوداني لنتائج التحقيق باعتبار أن الحادث أثّر على الشعب وترتبت عليه احداث وضاعت في سبيله أرواح. وأعلن السفير سراج الدين حامد، مقرر اللجنة الوطنية، اتفاق الجانبين السوداني والأوغندي على أن يعلن رسمياً انتهاء التحقيق في وقت متزامن، وقال إن خلاصة التقرير أرجعت الحادث الى عجز قائد الطائرة في المحافظة على ادراكه لقرب طائرته الهليكوبتر من مناطق جبلية، مما أدى الى ارتطامها بمرتفع قرب الحدود السودانية - الأوغندية ومقتل جميع ركابها.