تبادل السودان واريتريا الاتهامات أمس في حرب كلامية تنذر بفشل مساع تبذل للحد من خلافهما الذي اندلع اثر توغل قوات المعارضة السودانية في مناطق سودانية متاخمة للحدود مع أريتريا. واعترفت الخرطوم أمس بهزيمة قواتها في مدينة همشكوريب الحدودية في شرق البلاد، واتهمت جارتها بالمشاركة بقوات وأسلحة في الاستيلاء على المدينة. راجع ص 6 وأعلن الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان ان مواقع الجيش في منطقة الحدود مع اريتريا تعرضت لهجوم جديد شنته حركة التمرد بقيادة جون قرنق "باسناد أريتري بالقوات والنيران". واتهم الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم أحمد عمر اريتريا بمحاولة "فرض نفسها على الحكومة لمنحها دوراً في عملية السلام عبر قيادة عمليات عسكرية ودعم متمردي حركة قرنق للهجوم على شرق البلاد". وردت اسمرا على الاتهامات، معتبرة أنها ترقى الى "اعلان حرب" وتمثل "تهديداً صريحاً لسيادة أريتريا". وأكدت لمبعوث ليبي يسعى إلى معالجة الخلاف أنها "لا تزال تبذل مساعيها لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السودانية". وأصدرت وزارة الخارجية الاريترية بياناً وصفت فيه الاتهامات السودانية بأنها "أكاذيب مختلقة وعارية من الصحة في الوقت الذي دأبت أسمرا على بذل جهود للتسوية بين المعارضة والحكومة". وفي تطور لافت شدد الدكتور عمر على أن الخرطوم "لا تتهافت على السلام، ولن تتخلى عن القوى الجنوبية المتحالفة معها ولن تسلم الجنوب الى زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق وحده". في غضون ذلك، تزايد التوتر في صفوف الحزب الاتحادي الديموقراطي. وفيما اصدر الحزب في الداخل بياناً مؤيداً لموقف رئيسه محمد عثمان الميرغني يرأس أيضاً التجمع الوطني الرافض للحرب في الشرق، واصل الناطق الرسمي باسم الحزب عادل سيد أحمد عبدالهادي تأكيد مشاركة قوات الاتحادي ضمن التجمع في هذه الحرب. وحذر من أن "التجمع ليس طرفاً" في اي اتفاق لوقف الاعمال العدائية يسبق مفاوضات السلام بين الحكومة و"الحركة الشعبية"، منذراً بذلك بعدم وقف القتال شرقاً، مما ينعكس سلبا على استئناف المفاوضات.