أحيا الفلسطينيون ذكرى يوم الاسير الفلسطيني الذي صادف امس بتنظيم المسيرات والمهرجانات الخطابية والتهديد بخطف جنود ومستوطنين لمبادلتهم بأكثر من تسعة آلاف اسير ومعتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وبتعهدات ووعود بعدم نسيانهم. ونظم الفلسطينيون لهذا الغرض مسيرة ضخمة في مدينة غزة انطلقت من مقر البعثة الدولية للجنة الصليب الأحمر حتى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني الذي كان يعقد جلسته العادية في مقريه الموقتين في غزة ورام الله. وشارك في المسيرة وزراء ومسؤولون وقياديون من القوى الوطنية والاسلامية، فيما رفع ذوو الاسرى والمعتقلين والمشاركون في المسيرة صور الاسرى، وفي مقدمهم امين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ورفاقه والمسؤول المالي لقوات الامن الوطني السابق اللواء فؤاد الشوبكي. كما رفعوا اعلام فلسطين ورايات فصائل المقاومة ولافتات كتبت عليها شعارات تطالب باطلاق الاسرى والمعتقلين من السجون ووقف تعذيبهم واحترام آدميتهم وانسانيتهم. وردد المشاركون هتافات تطالب باطلاق الاسرى، منها"الحرية الحرية للي ضحوا بالحرية"و"بالروح بالدم نفديك يا أسير"و"اسرانا عيدنا يوم عودتكم الينا". وقيد عشرات الفلسطينيين، من بينهم أطفال صغار، أيديهم بسلاسل وحبال وقطع قماش في اشارة الى حرية الاسرى المقيدة وتضامنهم معهم. وحمل البعض رسوماً ملونة على أوراق بيضاء رسمها اطفال يظهر عليها طفلان يقولان:"ماما... متى اللقاء؟!". كما وضع طفل حمامة بيضاء ترمز الى السلام في قفص حديد، في اشارة الى حبس الاسرى وتقييد حريتهم. وكشف وزير الاعلام يوسف رزقة في كلمة القاها نيابة عن رئيس الحكومة ان الحكومة قررت ارسال وفد من الاسرى المحررين ليطوف في العالم، خصوصاً العالمين العربي والاسلامي لشرح معاناة الاسرى والمعتقلين. وقال ان الحكومة لن تدخر جهدا لاطلاق الاسرى وستبتكر آليات عمل لاطلاقهم، متعهدا عدم تقديم أي تنازلات في قضيتهم. ووجهت الحكومة لمناسبة يوم الاسير مذكرة الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ابدت فيها احتجاجها على"الممارسات الاسرائيلية في حق الاسرى وعائلاتهم". وطالبتها ب"تنبيه المجتمع الدولي لواجباته بالضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها التعسفية واطلاق الاسرى المرضى وتمكينهم من العلاج الناجح واطلاق الاسيرات والأطفال". "كتائب الاقصى"تهدد من جهتها، هددت"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"بخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. وقالت في بيان اصدرته امس انها توجه"دعوة مفتوحة لكل مقاتلينا على امتداد الوطن الحبيب للتركيز على خطف الجنود والمدنيين الاسرائيليين داخل ارضنا المحتلة، وان لم يلتزم العدو اطلاق اسرانا سيكون الصهاينة خارج فلسطين هدفاً سهلاً لمجاهدينا". وطالب مركز التجمع للحق الفلسطيني في بيان اصدره امس مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة بارسال لجنة تحقيق للاطلاع على أوضاع الاسرى والانتهاكات التي ترتكب في حقهم في سجون الاحتلال الاسرائيلي. واصدر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان تقريراً عن الاسرى اشار فيه الى ان عددهم بلغ حتى أواخر الشهر الماضي 9400 معتقل موزعين على 34 مركز اعتقال واربعة مراكز تحقيق ومركزين عسكريين تابعين لقوات الاحتلال. وقال التقرير ان من بين هؤلاء الاسرى 120 امرأة، و330 طفلاً، و810 معتقلين اداريين، مضيفا ان نحو 182 معتقلا استشهدوا في سجون الاحتلال منذ العام 1967، 69 منهم سقطوا اثناء التعذيب، و41 سقطوا بفعل الاهمال الطبي، و72 جراء القتل العمد.