طالبت الفصائل والقوى والفاعليات الوطنية والإسلامية في قطاع غزة الأجنحة العسكرية بأسر مستوطنين وجنود إسرائيليين، وتبني استراتيجية وطنية لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وبعد ساعات قليلة، أعلن المتحدث باسم الذراع العسكرية لحركة «حماس» كتائب القسام «أبو عبيدة» أن لدى «كتائب القسام» ما يؤهلها لإنجاز «صفقة مشرفة» لتبادل الأسرى مع إسرائيل. وجاءت هذه التصريحات خلال إحياء «يوم الأسير الفلسطيني» الذي صادف أمس، وشهد مسيرات مختلفة في قطاع غزة والضفة الغربية. وقال «أبو عبيدة» في تصريح أن «كتائب القسام تتابع عن كثب قضية الأسرى وندرك سياسة العدو للنيل من إرادة الأسرى... ثقوا أن فجر الحرية قريب ويوم الخلاص قادم بإذن الله... وهذا عهد سنوفيه مهما كانت الظروف». وشدد على أن «ما لدى كتائب القسام يمكنها من أن تنجز بإذن الله صفقة مشرفة لأسرانا وشعبنا وأمتنا». وحذر «أبو عبيدة» إسرائيل من أن «المراوغة ومحاولات التملص من دفع الثمن لا تجدي نفعاً، ومحاولة القفز عن الحقائق لعبة تجاوزها الزمن، فالطريق واضح والأيام ستثبت وفاء الأحرار لعهدهم». بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أن الحركة «ملتزمة إطلاق جميع الأسرى قريباً». وأضاف «نحن ملتزمون بالمسؤولية والإفراج عن جميع الأسرى القدامى والجدد عما قريب». ونظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية مسيرة لمناسبة يوم الأسير شاركت فيها جميع الفصائل، انطلقت من وسط مدينة غزة وصولاً الى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب المدينة. وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة باسم الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، بأسر جنود إسرائيليين لضمان الإفراج عن الأسرى وإعادتهم إلى ذويهم. وقال البطش أنه»لا يمكن أن نقبل بأسر أبنائنا عشرات السنين، ويجب أن يولي هذا الزمن وينتهي، وأن يحضر بيننا زمن التبادل الدوري والمنظم وفق استراتيجية وطنية». وأضاف البطش أن «الأسرى ينظرون إلى المقاومة بأمل الحرية قريباً، وهي تسعى بجميع إمكاناتها لتحريرهم، ولن يهدأ لها بال حتى يرجعوا إلى ذويهم معززين مكرمين». وأشار عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية في كلمة المجلس التشريعي إلى أن «المقاومة وكتائب القسام يعملون ليل نهار من أجل تحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال». واستذكر النواب المعتقلين الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي، والقيادي في «حماس» حسن يوسف، وعضو المكتب السياسي ل «الشعبية» خالدة جرار. واعتبر الحية أنه «عار على كل فلسطيني إن لم يضع قضية الأسرى نصب أعينه، لا خيار لحل القضية الفلسطينية إلا بوحدة الصف والبندقية والمؤسسات الوطنية». وطالب نواب كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة «حماس» بتفعيل قضية الأسرى في سجون الاحتلال في كل المحافل الدولية، ومحاكمة الاحتلال وقادته على الانتهاكات المستمرة في حق الأسرى. ودعا مسؤول ملف الأسرى والمحررين في المجلس النائب محمد شهاب قيادة السلطة الفلسطينية للعمل على «رفع دعاوى باسم الأسرى وذويهم ضد حكومة الاحتلال وقادته أمام المحاكم الدولية والجنائية الدولية». ودعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية الى «ضرورة تكاتف الجهود والعمل الجاد من اجل الضغط للإفراج عن جميع أسرانا وتعزيز صمودهم والتخفيف من معاناتهم ومواجهة انتهاكات الاحتلال في حقهم، بما في ذلك تحقيق مطالبهم بإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية التي عملوا من أجل تحقيقها على رغم آلامهم ومعاناتهم». وطالب مجلس منظمات حقوق الإنسان «بإنهاء سياسة العقاب الجماعي، التي تمارسها قوات الاحتلال باستمرار في حق الشعب الفلسطيني على شكل حملات اعتقال جماعية، واستخدام الاعتقال الإداري على نطاق واسع، وحرمان الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من ضمانات المحاكمة العادلة، وعمليات النقل القسري والإبعاد». ودعا المجلس محكمة الجنايات الدولية الى «فتح تحقيق فوري في قضية الأسرى والمعتقلين، ومحاسبة كل من عرّض الشعب الفلسطيني للتعذيب، والإعدام خارج نطاق القانون، والنقل القسري والاعتقال التعسفي». وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مؤسسات حقوق الإنسان الدولية «بمتابعة قضايا المعتقلين الفلسطينيين، وحشد التأييد الدولي من أجل الضغط على الاحتلال للكف عن ممارساته التعسفية في حقهم، والعمل على إطلاقهم». وأعلن نادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن هناك 7000 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بينهم أكثر من 400 طفل و69 امرأة و18 صحافياً ونحو 150 ناشطاً على شبكات التواصل الاجتماعي، يقبعون في 22 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق إلى جانب معتقلي عتصيون وحوارة. وأوضح ان عدد الأسرى الإداريين ارتفع هذا العام إلى نحو 750، بينهم ثلاث نساء، فيما وصل عدد الأسرى المرضى إلى 700، بينهم 25 مصابون بمرض السرطان. وأوضح البيان «أن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال نحو 30 أسيراً ممن اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو، أقدمهم الأسير كريم يونس وماهر يونس (34 سنة في المعتقل)». وأضاف أن «عدد الاعتقالات منذ 1967 وحتى نيسان (أبريل) 2016 بلغ نحو مليون مواطن» بينهم أكثر من 15 ألف فلسطينية وعشرات الآلاف من الأطفال. وارتفع عدد المعتقلين منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، حيث اعتقلت خلال الثلاثة أشهر الأولى منها 4800 مواطن، منهم نحو 1400 طفل قاصر غالبيتهم من محافظتي القدس والخليل.