قبل يوم واحد من عقد قمة شرم الشيخ، احتشد الآلاف من اهالي الاسرى الفلسطينيين وأطفالهم في باحة المجلس التشريعي في مدينة غزة امس للمطالبة باطلاق ابنائهم وذويهم. وجاب أهالي الاسرى واطفالهم ونساؤهم والمدافعون عنهم، شوارع مدينة غزة انطلاقا من مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر وصولا الى مقر المجلس التشريعي، حاملين صور الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال واعلام فلسطين وشعارات تدعو الى حريتهم وتندد بالاحتلال. ودعا المشاركون في المهرجان الخطابي الذي نظمته"جمعية الاسرى والمحررين"حسام، الرئيس محمود عباس الذي توجه الى منتجع شرم الشيخ للمشاركة في القمة، الى التمسك بقوة بالمطلب العادل باطلاق الاسرى والمعتقلين جميعاً ومن دون تمييز. وذكر المشاركون في المهرجان ب"وثيقة الشرف"التي وقعها عباس ابان حملته الانتخابية في قطاع غزة، واكد فيها انه لن يوقع اي اتفاق سياسي ما لم يتضمن اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين. وشددوا على استمرار النضال حتى اطلاق الاسرى والمعتقلين البالغ عددهم اكثر من ثمانية آلاف فلسطيني وعربي، اكثر من 400 منهم اعتقلوا قبل توقيع اتفاق اوسلو عام 1993، بعضهم امضى اكثر من 25 عاما في السجن. واعتبر وزير شؤون الاسرى والمحررين هشام عبد الرازق في كلمة له امام الحشود ان المسيرة الحاشدة رسالة الى الشعب والحكومة الاسرائيلية مفادها ان قضية الاسرى هي قضية الشعب الفلسطيني العادلة. ووصف الاسرى بأنهم جنود الحرية الذين ضحوا بانفسهم من اجل شعبهم، مشددا على عدم قبول نسيان اي اسير فلسطيني. وجدد دعوته ضرورة ان تشمل الدفعة الاولى من الافراجات التي تنوي حكومة اسرائيل تنفيذها وتتضمن اطلاق 900 أسير، الاسرى الذين اعتقلوا قبل الرابع من ايار مايو 1994 عندما وقعت منظمة التحرير واسرائيل اتفاق القاهرة الذي دشن بداية تطبيق اتفاق غزة اريحا. واعتبر ناطق باسم"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"ان أي اتفاق لا يضمن اطلاق الاسرى لن يكتب له النجاح وسيكون اتفاقا واهيا يفتقد الشرعية. كما شددت والدة الاسير احمد عودة في كلمتها على انه لا مفاوضات ولا اتفاق من دون اطلاق الاسرى الذين دافعوا عن حرية شعبهم وشرفه. ولمناسبة انعقاد قمة شرم الشيخ وجهت"اللجنة العامة لحملة المليون توقيع لاطلاق الاسرى في السجون الاسرائيلية"رسالة الى الرئيس حسني مبارك ناشدته فيها العمل على اطلاق الاسرى. وقالت في الرسالة التي سلمها وفد منها الى مكتب تمثيل مصر في غزة امس:"نتطلع اليكم في هذا اليوم وكلنا امل وثقة بجهودكم من اجل معالجة قضية الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، والتي باتت قضيتهم وحريتهم قضية رأي عام محلي بل في مقدم اولويات الشعب الفلسطيني". واضافت:"نعتقد ان الاعلان الاسرائيلي عن الافراج عن مئات من الاسرى كحسن نيات من جانب الحكومة الاسرائيلية، لن يسهم في تهدئة الشارع الفلسطيني وتعميق الهدنة المعلنة حتى الآن من جانب واحد". وثمنت جمعية"حسام"في بيان لها موقف عباس"الذي أصر على اتفاق واضح وصريح في شأن قضية الاسرى كأساس لانجاح قمة شرم الشيخ المقبلة"، فيما طالبت هيئة التنسيق العليا للدفاع عن الاسرى في بيان لها الوفد الفلسطيني الى القمة بالاصرار على اعتبار قضية الاسرى شرطا لاي هدنة او اتفاق، ودعت الى اطلاقهم وفق جدول زمني متفق عليه.