تطرق الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار مع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية في القاهرة الى المبادرة العربية وموقف حكومة"حماس"منها، في وقت وعد الزهار بنقل هذا الموقف الى حكومته. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى استقبل امس الزهار الذي يزور القاهرة حالياً في مستهل جولة تشمل عدداً من البلدان العربية والإسلامية. وكان لافتاً أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لم يلتقه على رغم نفي مصر وجود ضغوط خارجية منعت عقد مثل هذا اللقاء. وجدد موسى في مؤتمر صحافي مع الزهار دعوة الدول العربية، مواطنين وشعوبا ومؤسسات وهيئات، إلى سرعة دعم الشعب الفلسطيني من خلال التبرع على الحسابات المفتوحة لهذا الغرض في البنوك. وأشار إلى أهمية اللقاء الذي عقده الزهار مع المندوبين الدائمين في الجامعة وكذلك محادثاته المطولة معه، موضحاً أنه دار في هذين الاجتماعين نقاش مطول تناول الوضع السياسي والتطورات على الساحة الفلسطينية، وقال إن المبادرة العربية تمثل موقفاً عربياً ثابتاً، مؤكداً أن هذه المبادرة لا تقدم أي شيء مجاني، لكنها تمثل إطاراً من الأخذ والعطاء وتحقيق الحقوق في إطار الشرعية الدولية. من جهته، أكد الزهار أن لقاءاته مع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية تناولت المبادرة العربية ورؤية الجانب العربي لتحقيقها، وقال:"سأحمل كل هذه المداخلات وهذه المعاني وكل ما سمعته من المسؤولين العرب والجامعة العربية الى الحكومة الفلسطينية". وردا على سؤال ان كان هناك ربط للدعم العربي بالاعتراف بالمبادرة العربية للسلام، قال:"سننقل كل ما سمعناه الى كل فرد من صناع القرار وسنضع صورة واضحة عن المبادرة، نحن جزء من العرب، وعمقنا هو العرب والاسلام، ونحن نؤكد ثوابتنا"، مشيرا الى ان"المشكلة هي أن يقبل الطرف الآخر هذه المبادرة". ورفض بشدة الحديث عن وزارة بديلة، لكنه أيد وزارة ظل وقال إن"هذا شيء مشروع، ولن نقبل استخدام امعاء الشعب الفلسطيني للوصول الى اهداف سياسية، وهذا امر غير مقبول". ونفى وجود شروط مصرية لاتمام اللقاء مع أبو الغيط، وقال:"أجريت اتصالا معه وأبلغني ان لديه انشغالا وان اللقاء يمكن أن يتم بداية الرحلة او نهايتها، وليست هناك شكوك في نية الوزير في عقد اللقاء"او ان يكون لهذا الموقف"بعد سياسي". وردا على سؤال عن موقف"حماس"من الاعتراف باسرائيل وما اذا كانت تبحث تنظيم استفتاء شعبي حول ذلك، قال ان"الثوابت لا يتم الاستفتاء عليها". وبالنسبة الى الرسالة التي بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وتحدث فيها عن دولتين تعيشان جنبا الى جنب، قال ان هناك"اتفاقا بين الفصائل على قيام الدولتين، وعلى اقامة الدولة الفلسطينية على اراضي 1967 وعاصمتها القدس، وهذا ليس موقفا جديدا". وأضاف:"نحن نقول اننا نقبل قيام دولة على أي شبر، لكن لنا ثوابت متمسكون بها، وهذا ليس ارتباكًا". وتساءل:"عن أي إسرائيل نعترف، فهي نفسها لم تحدد حدودها وهي تحتل الجولان وشبعا وغيره، وهم يقولون إن القدس عاصمة ابدية لهم؟". ورفض الحديث عن"خريطة الطريق"، وقال:"لم نسمع من الاخوة في اللقاء عن خريطة الطريق، والحديث دار فقط عن المبادرة العربية". وأكد أن عدم تدفق الاموال العربية الى السلطة كان بسبب أن التحويلات المالية كانت على البنك العربي، وهو لديه مشكلة كبيرة، وعندما تعلن البنوك الاخرى التي ترسل عليها التحويلات ستصل الاموال الى السلطة. وقال ان زيارته للدول العربية تأتي في السياق، و"ما استمعنا اليه من الأخوة العرب مطمئن ويؤكد استمرار الدعم، ونحن نسعى لزيادة هذا الدعم لمواجهة الاحتلال". وقال إن"انهيار الحكومة يعني انهيار السلطة واي شخص سيأتي بعد ذلك لن يقبله احد، وهذه خيارات صعبة ومن يأمل في تدمير الحكومة عليه أن يضع البدائل".