قبل 60 يوماً من انطلاق المونديال حسم المدير الفني الألماني جورجين كلينسمان الصراع الدائر على حراسة مرمى المنتخب المضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم على أرضه ووسط جمهوره. وأعلن كلينسمان اختيار حارس أرسنال الإنكليزي جينز ليمان ليكون الرقم 1 على حساب كابتن المانيا السابق وحارس بايرن ميونيخ بطل الدوري المحلي كان، وأشار المدرب إلى أن ليمان في أحسن أحواله، ولم تهتز شباكه بأي هدف في أربع مباريات صعبة ضد ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وعلى العكس يتحمل كان مسؤولية كبيرة في الهدف الأميركي ضد ألمانيا في المباراة الودية التي انتهت بفوز الألمان 4-1، وتكررت أخطاؤه في مباراة ناديه ضد كولون في الدوري وتعادلا 2-2. ووصف كلينسمان القرار بأنه الاصعب في تاريخه كمدرب، وطلب من كان قبوله بروح رياضية وتقديم الدليل العملي على سلوكياته الطيبة، ورد كابتن المانيا في كأس العالم الماضية - وهو توج بالكرة الذهبية لأحسن لاعب فيها - بالتأكيد على احباطه من القرار، ولكنه رفض الكشف عن رد فعله، مؤكداً انه سيركز اولاً مع ناديه في الدوري والكأس، وأن أداءه في المباريات المقبلة سيكون الرد الحقيقي على القرار المتسرع والباكر لمدربه الذي حرمه من شارة كابتن المنتخب في بداية عمله قبل عامين، ولن يعلن موقفه من البقاء مع المنتخب الالماني في نهائيات المونديال، أو الاعتذار عن عدم الاستمرار الا بعد تفكير طويل وجيد وفي الوقت المناسب. ولكن الصراع على المركز الأول في حراسة المرمى في نصف منتخبات المونديال لا يزال متأججاً ولا سيما في المنتخبات السعودي، والفرنسي، والاسباني، والارجنتيني، والاسترالي، والاكوادوري، والياباني. الفرنسيون حائرون في تحديد حارسهم الاول بين المخضرم فابيان بارتيز الذي منحهم كأس العالم 1998 وبطولة اوروبا 2000 ولكن اخطاءه تعددت أخيراً ولم يعد الاوحد في منتخب بلاده، وموقفه مع ناديه مرسيليا ليس جيداً، ويميل الكثيرون، ومنهم المدرب رايمون دومينيك إلى حارس مرمى ليون بطل فرنسا الدائم غريفوري كوبيه، وهو شارك في 6 مباريات في التصفيات في مقابل 4 لبارتيز. وخرج أخيراً من دائرة الاختيار حارس نانت الفرنسي ميكايل لاندرو. والموقف امام المدرب البرازيلي لمنتخب السعودية باكيتا صعب عند انتقاء الحارس الاول في مواجهة الاجادة اللافتة للمخضرم محمد الدعيع الفائز أخيراً في كأس المملكة مع الهلال، ويدعمه تاريخ طويل في المونديال وخبرة لا يمتلكها حارس آخر في العالم، وعلى الجانب الآخر حارس الاتحاد بطل العرب وآسيا مبروك زايد الذي قدم في الدورة الاخيرة للتصفيات الآسيوية شهادة تفوق كاملة، ولم يترك لحارس آخر الفرصة ولو لدقيقة واحدة. وخاض 5 مباريات متتالية بشباكه نظيفة بينها مباراان ولا أصعب في الكويت وسيول في مواجهة منتخب الكويت وكوريا الجنوبية. والمدير الفني الاسباني لمنتخب بلاده لويس اراغونيس اعتمد دائماً في التصفيات على حارس ريال مدريد ايكركاسياس وأشركه كل الوقت في كل المباريات وكان باستمرار عند حسن الظن، ولكن التألق اللافت في الدوري المحلي لحارس فالنسيا المخضرم كانيزاريس فتح باب الجدل والمفاضلة بين الحارسين، والثاني حافظ على نظافة شباكه في معظم المباريات الصعبة لفالنسيا في مرحلة الاياب في الدوري، وتصدى لركلة جزاء من البرازيلي رونالدو في نهاية لقاء ريال مدريد. والمدير الفني الارجنتيني لمنتخب بلاده خوسيه بيكرمان هو الاكثر حيرة لنفسه وللصحافة والخبراء عند التعامل مع مركز حارس المرمى وهو أعطى الفرصة كاملة للحارس غيرمان لوكس في نهائيات كأس القارات في ألمانيا، وهي البطولة الأقوى للمنتخب في الأعوام الأخيرة، ولكنه لم يمنحه ولو دقيقة واحدة عبر 18 مباراة في التصفيات، ووزعها بين 11 لقاء للحارس ابوندانتزيري و6 لقاءات لبابلو كافييرو ولقاء واحد للثالث ليوناردو فرانكو وتبدو فرص ابوندانزيري أكبر في نهائيات كأس العالم من الحراس الثلاثة الآخرين. والحيرة تصل الى مداها لدى منتخب استراليا العائد الى نهائيات كأس العالم بعد غياب 32 عاماً، واعتمد مدربه الهولندي غوس هيدنيك بالتبادل على الحارسين مارك شوازر المحترف في ميدلزبرا الانكليزي، وزيليكو كالاتش الاحتياطي الدائم في ميلان الايطالي، وخاض شوازر 3 مباريات في مقابل 6 لكلاتش، ولكن الاول لعب اساسياً باستمرار في كأس القارات في ألمانيا. وتبقى لدى جماهير الكرة اليابانية ثقة اكبر في حارسها الأول كاواغوتشي اكبر من الحارس الثاني نارازاكي، ومشاركة كاواغوتشي في كأس العالم الماضية وفي كأس القارات تعطيه الافضلية في مونديال المانيا، وهما تبادلا اللعب بانتظام في تصفيات البطولة، ويعتمد المدير الفني الكولمبي لمنتخب اكوادور لويس سواريز على سياسة تبادل المركز الاهم في الفريق بين الحارسين القادمين من أكبر الأندية المحلية، فيافورتي من برشلونة وكريستيان مورا من كيتو.