سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعود الفيصل يتحدث عن تحرك عربي لجمع الأطراف في العراق ... والقاهرة تعرب عن القلق على وحدته . لجنة من "الائتلاف" للتفاوض مع السنة والأكراد على ترشيح الجعفري
اعتبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان العنف الذي يعصف بالعراق لا يمكن وصفه الا بالحرب الاهلية، موضحاً ان الدول العربية تسعى لحمل الاطراف العراقيين على الاتفاق لوضع حد للخلاف. وجاء الموقف السعودي في وقت أجمعت القيادات العراقية على رفض تصريحات الرئيس حسني مبارك عن العراق، رغم توضيح القاهرة بانها تعكس القلق على وحدة هذا البلد. في موازاة ذلك، استمرت الخلافات داخل الائتلاف الشيعي العراقي في شأن رئاسة الوزراء، فكلف لجنة التفاوض مع باقي الكتل البرلمانية لمعرفة موقفها النهائي من ترشيح رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري مجدداً لهذا المنصب. راجع ص2 و3 وقال سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الذي يرافق الملك خوان كارلوس في زيارته للسعودية، ان"تعريف الحرب الاهلية ان الاهل يتحاربون... ولا ادري ماذا يمكن ان نسمي ما يجري في العراق الا حرباً اهلية". واضاف"هذا ما نأمل بأن نتخطاه بالقيام بمجهود من قبل الجامعة العربية لجمع الاطراف العراقية عسى ولعل ان نوقف هذه الحرب التي ليس منها الا المصائب على الشعب العراقي والكارثة للمنطقة". لكنه اوضح ان"المبادرة لوقف الحرب يجب ان تأتي من العراقيين انفسهم". وتطرق الوزير السعودي الى مسألة انسحاب القوات الاجنبية من العراق، فاعتبر ان الحكومة العراقية هي التي يمكنها اتخاذ قرار بطلب انسحابها او استبدالها بقوات اخرى. وقال:"هناك طرف واحد يستطيع ان يبت في مسألة سحب القوات الاجنبية من العراق هو الحكومة العراقية نفسها". واضاف ان حكومة العراق"هي التي تستطيع ان تقرر متى تستطيع تحمل المسؤوليات عند انسحاب هذه القوات وهي التي تستطيع ان تقرر اذا كان ستكون هناك قوات بديلة للقوات الموجودة". رفض عراقي وكان الرئيس العراقي جلال طالباني وصف في مؤتمر صحافي أمس تصريحات مبارك عن ان العراق يعيش حرباً اهلية وان الشيعة فيه وفي دول المنطقة الاخرى يوالون ايران اكثر من دولهم، بأنها"تهمة ظالمة ليس لها اساس"، واشار إلى ان"غالبية الجيش العراقي الذي قاتل ضد ايران كانت من الشيعة". واستغرب الجعفري الذي تلا بيان الرئاسات الثلاث خلال المؤتمر مواقف الرئيس المصري وقال انها"مبنية على معلومات غير صحيحة". واضاف:"هناك مجرمون يتلبسون بالأوساط السنية ويسيئون إلى الشيعة وآخرون يتلبسون بالشيعة ويسيئون إلى السنة". واعتبر رئيس قائمة الحوار الوطني السنية النائب صالح المطلك ان"هذه اللغة جلبت البلاء على العراق والعراقيين وتساهم في دفع العرب الشيعة باتجاه ايران، في حين ان ولاءهم للعراق والعروبة". وكان الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد اوضح امس ان تصريح مبارك"يعكس قلقه البالغ من استمرار تدهور الوضع الراهن وحرصه على وحدة العراق وشعبه وعلى تحقيق الوفاق الوطني بين كل ابناء الشعب العراقي الواحد الذي تتعامل مصر مع جميع فئاته واطيافه من دون تفرقة او تمييز". أزمة رئاسة الوزراء في هذا الوقت، لم يحسم اجتماع كتلة"الائتلاف الموحد"امس الموقف من ترشيح الجعفري بسبب استمرار الخلاف بين اطرافه، وتمخض عن تشكيل لجنة تضم اعضاء من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"و"حزب الدعوة الاسلامية"وكتلة المستقلين، تتولى التفاوض مع الكتل البرلمانية الاخرى الاكراد والسنة والعراقية، في شأن ترشيح الجعفري، على ان تجتمع قيادات الائتلاف بعد 48 ساعة لاتخاذ القرار المناسب. وكشف فاضل الشرع، المفاوض باسم كتلة تيار الصدر داخل الائتلاف، ل"الحياة"عن اصرار"المجلس الاعلى"على رفض ترشيح الجعفري، وقال انه تذرع بأمرين"اولهما الرفض الاميركي - البريطاني للجعفري، وثانيهما رفض الكتل البرلمانية الاخرى". وأكد ان"الأزمة ما زالت قائمة". في الوقت نفسه، جددت كتلة التحالف الكردستاني كردية اصرارها على رفض ترشيح الجعفري أياً كانت الضمانات. وقال محمود عثمان، العضو المفاوض باسم الكتلة ل"الحياة"ان"موقفنا من الجعفري نهائي ولا تغيير فيه، وهذا هو الجواب الذي ستحصل عليه اللجنة". من جهتها، أبدت كتلة جبهة التوافق العراقية سنية، مرونة في هذا الصدد، وأكدت انها"ستعيد النظر بموقفها"اذا قدم وفد الائتلاف ضمانات تكفل"ادارة مشتركة وكفؤة للملف الامني وتوازناً شيعياً - سنياً - كردياً في المؤسسات الحكومية، وشراكة فعلية في اتخاذ القرار". وكان الرئيس الموقت للبرلمان العراقي عدنان الباجه جي اعلن في مؤتمر صحافي امس في بغداد انه سيحدد"خلال الايام القليلة المقبلة موعداً لانعقاد المجلس ينتظره الشعب بفارغ الصبر". واضاف"نرجو بعد انعقاد جلسات مجلس النواب ان يكون بالامكان البدء بخطوات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية".