سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسيرة في السليمانية تضامناً مع الأكراد الايرانيين ... وطالباني سيطيح بأي ثمن نظام الدوائر الانتخابية . بارزاني : لن نقبل هوية اسلامية للعراق والأكراد ليسوا جزءاً من الأمة العربية
حدد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أمس،"الخطوط الحمر"الكردية، معلناً أن"لا مساومة على الحقوق الأساسية للشعب الكردي"وتضمينها في الدستور العراقي. وفي جلسة استثنائية لبرلمان الاقليم، عقدت عشية اجتماع لقادة الأحزاب والكتل السياسية في بغداد اليوم، ابدى بارزاني مزيداً من التشدد، ما رجح كفة التشاؤم بإمكان انجاز مسودة الدستور في المهلة المحددة نهايتها في 15 آب اغسطس الجاري، بعد تذليل عقده، وأبرزها الفيديرالية وهوية العراق. وقال بارزاني أمام نواب الاقليم:"الأكراد لن يقبلوا بأن تكون هوية العراق إسلامية... وليكن الجزء العربي من العراق جزءاً من الأمة العربية، لكننا لسنا جزءاً منها". واستدرك:"إذا كانوا يريدون منا المشاركة في بناء العراق الجديد، عليهم تأمين كل حقوق شعبنا". وتزامن رفض الزعيم الكردي"المساومة"على ما يعتبره"خطوطاً حمراً"، مع أزمة جديدة تضيف تعقيدات الى المخاض العسير للدستور العراقي، إذ لوّح الأكراد بفرط تحالفهم مع الشيعة في حال عُدِل قانون الانتخابات، لمصلحة دوائر بدلاً من اعتماد نظام الدائرة الواحدة لكل العراق، والذي طبِّق في الانتخابات البرلمانية السابقة. وكشف ل"الحياة"مصدر قريب الى الرئيس العراقي جلال طالباني، أن الأخير سيطيح التعديل"مهما حدث"، علماً أن رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري كان أكد أول من أمس توافقه مع المرجع الشيعي علي السيستاني، على إلغاء نظام الدائرة الواحدة. كما هدد الأكراد بالانسحاب من حكومة الجعفري والبرلمان العراقي، إذا لم تُلب مطالبهم، في حين أطلقت قوات عراقية النار في الهواء لتفريق تظاهرة في مدينة السليمانية، نددت ب"جرائم النظام الإيراني بحق الأكراد الإيرانيين". وفي كلمته أمام البرلمان الكردي، رفض بارزاني تأجيل انجاز مسودة الدستور العراقي، محذراً من أن"الأوضاع ستسير نحو الأسوأ"إذا لم تكتمل المسودة بحلول منتصف الشهر الجاري. كما لوّح برفض الدستور"إذا لم يضمن كل حقوق الشعب الكردي"، وسط دعوات في البرلمان الى رفض"أي مرونة". وكرر بارزاني أن ما يطلبه الأكراد هو"أقل الحقوق"، وزاد:"على الأطراف العراقية أن تعلم اننا نطالب بعراق ديموقراطي فيديرالي موحد، واخترنا البقاء ضمن العراق الموحد، على رغم ان 98 في المئة من شعبنا طالبوا بالاستقلال في الاستفتاء الذي نظمته حركة الاستفتاء". وشدد على أن الأكراد"شركاء في الوطن"وليسوا"معارضين"، ثم عدّد نقاط الخلاف مع الأطراف الأخرى، قائلاً إنها تتمحور حول"هوية العراق والحدود الجغرافية لكردستان وقضية البيشمركة والموارد الطبيعية، والمادة 58 من قانون إدارة الدولة بالنسبة الى شعب كردستان". وتابع:"نحترم كل الأديان، خصوصاً الدين الاسلامي، كونه دين الغالبية، لكننا لن نقبل بفرض هوية اسلامية على العراق". ووصف مرحلة صوغ الدستور بأنها"فرصة ذهبية ستضيع اذا لم نفعل ما هو ضروري". أزمة قانون الانتخاب الى ذلك، لوّح الأكراد مجدداً أمس بفرط التحالف بينهم وبين"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي، اذا أُقر تعديل قانون الانتخابات الذي صوّتت عليه الجمعية الوطنية البرلمان بغالبية ضئيلة بداية الاسبوع الماضي. واتهم عبدالجليل فيلي مستشار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني كتلة"الائتلاف"ذات الغالبية في الجمعية ب"التملص من الوعود التي قطعتها والتبعية لايران في القرارات"، معتبراً ان الحفاظ على التحالف بين الاكراد و"الائتلاف"رهن باستجابة الشيعة مطالب حلفائهم. وقال ل"الحياة"ان"الاكراد تعلموا الكثير من المرحلة الماضية، وسيضطرون الى التفكير طويلاً قبل تحديد الجهة التي سيتحالفون معها في الانتخابات المقبلة". وزاد:"الاكراد سيخونون أنفسهم اذا تحالفوا مع الائتلاف بعد الانتخابات، ولن يسمحوا بتمرير التعديل الجديد لقانون الانتخابات والذي سيؤدي الى اطاحة أحزاب سياسية، لا سيما ان نتائج الانتخابات المقبلة ستكون مغايرة اذا أقر التعديل". وأكد مصدر مقرب من الرئيس طالباني ل"الحياة"ان الأخير لن يصادق على قرار الجمعية اعتماد نظام الدوائر الانتخابية المتعددة بدلاً من الدائرة الانتخابية الواحدة للعراق، لافتاً الى ان طالباني"سيطيح القرار مهما حدث". في غضون ذلك، قال فرياد راوندوزي عضو كتلة التحالف الكردستاني في الجمعية الوطنية، العضو القيادي في حزب طالباني، ل"الحياة"ان الأكراد"سيلجأون الى اجراءات اذا حاول بعض الجهات الوقوف في وجه مطالبهم، لا سيما ما يتعلق بالفيديرالية، فحق الاحتفاظ بفيديرالية كردستان لا يمكن التنازل عنه". وحذر من ان الاكراد"سينسحبون من الجمعية الوطنية وحكومة ابراهيم الجعفري اذا لم تنفذ مطالبهم، ما يفضي الى عدم استكمال العملية الدستورية في موعدها". وأفيد أمس بأن الشيعة وافقوا مبدئياً على صيغة للدستور طرحها ممثلو العرب السنّة في اللجنة الدستورية، تشير الى"قانون للإدارة اللامركزية"، وتتجاهل الفيديرالية، ما دفع ممثلي الأكراد الى التهديد مرات بالانسحاب من اللجنة، ثم قرروا احالة المسألة على بارزاني وطالباني. أمنياً، دعا الرئيس الجديد للوقف السنّي أحمد السامرائي الى معاقبة المقاتلين العرب"بأشد قصاص"، في حين استخدمت القوات الأميركية دبابات ومروحيات في صد هجمات في جنوببغداد. وشهدت سامراء اشتباكات، فيما أكد حزب"المؤتمر الوطني"الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي، اغتيال مسؤول بارز في الحزب. رسالة الى الزرقاوي وأفادت وكالة"اسوشييتد برس"أن القوات الأميركية عثرت على رسالة يشتبه في أن أحد أتباع أبي مصعب الزرقاوي ويكنى ب"أبي زيد"، كتبها اليه، شاكياً من"قلة الكفاءات"تدريباً وتعاوناً وسط قياديي تنظيمه في الموصل. ويتابع"أبو زيد":"لا يخفى عليك الانخفاض الملحوظ في هجمات المجاهدين"، منتقداً عدم تنوعها وعدم استهداف المقرات والمراكز، حتى عندما تكون أهدافاً سهلة، وتنفيذ عمليات انتحارية ضد آليات مصفحة.