هددت إيران بقطع علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال فرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، محذرة من أنها ستواصل نشاطاتها النووية سراً في حال تعرضها لهجوم عسكري. وقال المسؤول الإيراني المكلف الملف النووي علي لاريجاني خلال محاضرة حول البرنامج النووي الإيراني:"إذا قررتم فرض عقوبات علينا فسنعلق علاقاتنا مع الوكالة". وصدر هذا التهديد قبل أيام قليلة من انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لإيران وتنتهي الجمعة، لوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم. ورفضت إيران الامتثال لهذا الطلب. وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد حذر مجدداً أول من أمس من أن بلاده قد تعيد النظر في علاقاتها مع الوكالة وتنسحب من معاهدة منع الانتشار النووي اذا ما حاول الغربيون"حرمانها من حقوقها"على الصعيد النووي. وحذر لاريجاني من أن"عملاً عسكرياً ضد إيران لن يؤدي إلى وقف البرنامج"، مضيفاً:"إذا اتخذتم إجراءات قسرية فسنخفي هذا البرنامج". وقال:"اذا قمتم بعمل عسكري ضدنا، فلن يكون في وسعنا إطلاقاً مواصلة العمل بشفافية". وتحدث لاريجاني أيضاً عن استخدام سلاح النفط الذي تعتبر إيران رابع منتجيه في العالم. أما الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام، فاستبعد أي عودة عن البرنامج النووي الإيراني. وقال:"تقنيتنا النووية أشبه برصاصة أطلقت ولا سبيل لإعادتها إلى الوراء". وحمل بعنف على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي على رغم انه لم يحظ يوماً بتأييد الولاياتالمتحدة لتعيينه في هذا المنصب. وقال:"على البرادعي ان يحاسب على أفعاله لأنه أمضى وقتاً طويلاً يعمل على الملف الإيراني لكنه لم يقل الحقيقة". تقرير البرادعي وفي برلين، قال غريغوري شولته مندوب الولاياتالمتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تقرير البرادعي سيكون سلبياً. وقال:"هذا التقرير المقرر إعلانه الجمعة يهدف إلى كشف مدى التزام إيران بمطالب مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن"، مضيفاً:"نظراً إلى ما أعلنوه قبل أسبوعين عن تخصيب اليورانيوم ونظراً إلى ما يبدو من عدم إظهار مزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا نتوقع سوى تقريراً سلبياً". وأعلن المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتن أن مجلس الأمن سينظر في مسودة قرار تطالب إيران بالامتثال لطلب تجميد كل نشاطات تخصيب اليورانيوم وتستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. ويتيح الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة فرض عقوبات وصولاً الى تحرك عسكري. في المقابل، أعلن الناطق باسم الخارجية الصينية كينغ غانغ:"نعتقد في الوقت الحاضر انه ما زال من الممكن تسوية هذه المسألة من خلال مفاوضات"، مضيفاً:"ندعو جميع الأطراف إلى إبداء ليونة. وعلى الأسرة الدولية ألا تتخلى عن جهودها من اجل مفاوضات سلمية حول هذا الملف". وقال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن الملف النووي الإيراني"مقلق"لكل الدول المحيطة بإيران غير ان ذلك لا ينبغي ان يدفع الى البحث"عن خيارات غير الخيارات السلمية". دوست بلازي على صعيد آخر، توجه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى الإيرانيين عبر الصحيفة الالكترونية"روزونلاين"، داعياً إياهم إلى"معرفة مواقف الأوروبيين وفهمها"في الجدل حول الملف النووي الإيراني. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنها المقابلة الأولى التي تجريها صحيفة إلكترونية إيرانية مع وزير خارجية أوروبي. وقال دوست بلازي:"وسائل الإعلام عبر الإنترنت مقروءة كثيراً في بلادكم إيران بفضل طابعها الحر". وزاد:"من الأهمية بمكان في رأيي أن يعلم جميع الإيرانيين بمواقفنا ويفهموها: نتمنى أن تبادر إيران إلى تهدئة قلق المجتمع الدولي وتؤدي دورها كاملاً على الصعيدين الإقليمي والعالمي". وأوضح انه في الأزمة الراهنة"تكمن الصعوبة الرئيسية في غياب الثقة بالأغراض السلمية للبرامج التي يطلقها النظام الإيراني في المجال النووي". وقال إن البرنامج الإيراني"لن يكون له معنى اقتصادي أو تقني في حال اقتصر على إنتاج الطاقة للمفاعلات النووية". وندد دوست بلازي بوضع حقوق الإنسان في إيران، معتبراً"ممارسات على غرار اعتقال سجناء رأي وفكر في شروط صعبة غالباً، لا تتلاءم مع غنى الثقافة الإيرانية وانفتاحها".