الفن الجميل والطراز المعماري المبهر هما شعار الملاعب العشرة التي شيدتها الحكومة البرتغالية لاستقبال مباريات البطولة الأوروبية الثانية عشرة لكرة القدم من 12 حزيران يونيو الجاري إلى 4 تموز يوليو المقبل. ووزع البرتغاليون ملاعبهم على ثماني مدن من براغا شمالاً ونزولاً إلى الجنوب مروراً بمدن غيماريش والميناء الأول بورتو وأفيرو وكويمبرا وليريا والعاصمة لشبونة ونهاية بأقصى نقطة في الجنوب مدينة فارو لوليه. وحظيت المدينتان الكبيرتان وبورتو باحتضان ملعبين في كل منها.. ملعب النور"دا لوز" وهو الأكبر على الإطلاق وسعته 65 ألفاً ويستضيف المباراة النهائية، وملعب خوسيه الفالادي في لشبونة، وملعب دراغاو ويستضيف المباراة الافتتاحية، وبيسا القرن 21 في بورتو. ومع استثناء الملاعب الثلاثة الكبيرة النور والفالادي ودراغاو في لشبونة وبورتو لم تزد سعة أي ملعب آخر على 30 ألف متفرج.. والحكمة في هذا الأمر ضمان السيطرة الأمنية الكاملة على الجماهير داخل الملعب وخارجه، وكذلك عدم وجود مكان خال في المدرجات" مما يعطي انطباعاً طيباً عن الحضور. والملاعب الثمانية افتتحت قبل البطولة بوقت كاف. وشهد عام 2003 سلسلة من المباريات الافتتاحية للملاعب، وكان أولها ملعب ألفونسو هنريك في مدينة غيماريش في نهاية تموز يوليو وآخرها ملعب بيسا في بورتو، والملعب البلدي في براغا وارتفع الستار عنهما في 30 كانون الأول ديسمبر 2003. "ستاديو دا لوز" هو الملعب الأكبر في البطولة ويستضيف المباراة النهائية مساء 4 تموز يوليو المقبل، وكلمة لوز بالبرتغالية تعني النور أو الضوء، وهو أقيم بجوار الملعب القديم لنادي بنفيكا وكان يحمل الاسم ذاته، ولكن مساحة الملعب القديم كانت أكبر ومدرجاته كانت أرحب، بسعة وصلت إلى 120 ألف متفرج. ملعب النور الجديد مملوك أيضاً لنادي بنفيكا، وسعته تصل إلى 65 ألف متفرج، ومدرجاته اكتظت بهذا العدد في الأسبوع الأخير من تشرين الأول أكتوبر الماضي في مباراة الافتتاح التاريخية بين بنفيكا صاحب الملعب وضيفه الأوروغواني ناسيونال، وشهدها الرئيس البرتغالي غورغ سامبايو ورئيس الوزراء خوسيه مانويل دوراوباروسو وعمدة المدينة ورئيس النادي ورئيس اتحاد الكرة البرتغالي، وقال الأخير وهو رئيس اللجنة المنظمة لبطولة أوروبا غيلبرتو ماديل: "إن البرتغاليين فخورون جداً بهذا الملعب العملاق معمارياً وفنياً"، واحتفل البرتغاليون بنجمهم القديم الأسطورة أيوسيبو وسمحوا له بتنفيذ ركلة البداية الاستعراضية. الفنان والمهندس البرتغالي دامون لافيل صمّم الملعب الأضخم في البرتغال، ويحتوي على أماكن للتسلية والمتعة ومراكز ثقافية وتسهيلات وإمكانات ضخمة تجعله ملعباً خمس نجوم، وهو صمم الملعب ليتشابه مع اسمه ويعتمد على الإنارة الطبيعية بصورة كبيرة. افتتح الملعب في 25 تشرين الأول أكتوبر في مناسبة احتفال نادي بنفيكا بمرور 100 سنة على تأسيسه. وتكلفت عملية إنشائه 125 مليون يورو، ويستضيف أقوى مباريات المرحلة الأولى لفرنسا ضد إنكلترا في 13 حزيران، وبعد 3 أيام مباراة روسيا ضد الدولة المضيفة البرتغال، ومباراة كرواتيا وإنكلترا في 21 حزيران في ختام الدور الأول، ويلتقي أول المجموعة الأولى البرتغال وفقاً للترشيحات مع ثاني المجموعة الثانية فرنسا أو إنكلترا أو كرواتيا في 24 حزيران، ويسدل عليه الستار لعشرة أيام كاملة قبل احتضان المباراة النهائية في 4 تموز. خوسيه الفالادي يسير مسؤولو نادي سبورتنغ لشبونة - ثاني أكبر أندية العاصمة - على خطى بنفيكا منذ زمن طويل، وكما شيد بنفيكا ملعبا جديداً بالقرب من ملعبه القديم فعل سبورتنغ لشبونة الشيء ذاته. وملعب خوسيه الفالادي الخاص بنادي سبورتنغ أقيم بجوار الملعب القديم للنادي في شمال العاصمة، وشيد خصيصاً من أجل البطولة الأوروبية، وتصل سعته إلى 52 ألف متفرج وهو جزء من مجمع عملاق يشمل كل عناصر الحياة والترفيه، وبه مجمع تجارب ضخم ومركز طبي كبير وناد صحي واسع وعدد كبير من دور السينما والمطاعم وملعب للبولينغ، وأماكن واسعة لانتظار السيارات. وللملعب سقف كبير وتصميمه الخارجي جميل باللونين الأبيض والأخضر اللذين يمثلان شعار النادي وقميصه التقليدي. ويستضيف الملعب خمس مباريات أيضاً مثل ملعب النور" فتلتقي بلغاريا مع السويد وإسبانيا مع البرتغال وألمانيا مع تشيخيا في الدور الأول أيام 14 و20 و23 حزيران، ويلتقي ثاني المجموعة الأولى مع أول المجموعة الثانية في الدور ربع النهائي مما يضمن لمنتخب البرتغال البقاء في لشبونة إذا تأهل عن مجموعته، وفي 30 حزيران يحتضن الملعب إحدى مباراتي الدور نصف النهائي. والعاصمة البرتغاليةلشبونة التي تحتضن الملعبين مقامة على سبع هضاب وتطل على نهر تاغوش، وهي من أقدم المدن في أوروبا وخرجت منها حضارة رائعة تجلت في مبانيها وقلاعها، ولكن زلزالاً مدمراً أضاع الأغلبية من تلك الآثار عام 1755. وفي القرن الماضي استعادت لشبونة مكانتها وباتت مدينة عملاقة من جديد وبها كل وسائل الترفيه والمتعة والحياة الجادة والعلوم والتكنولوجيا، ونظمت مؤتمر الثقافة الأوروبي الكبير عام 1994 والمعرض الدولي عام 1998. وقلعة كاستيلو ساو غورغ هي الأشهر وبجوارها إحدى ناطحات السحاب، ولا يفوت زوارها مشاهدة متحفها التاريخي والفني غولبنكيان. دراغاو "ستاديو دو دراغاو" الخاص بنادي بورتو بطل أوروبا والبرتغال الحالي، وأحسن وأفضل أندية القارة على الإطلاق في العامين الأخيرين. وتقديراً لموقف نادي بورتو قررت إدارة اللجنة المنظمة إقامة المباراة الافتتاحية للبرتغال ضد اليونان عليه في 12 حزيران يونيو الجاري. والطريف أن بورتو أقام ملعبه بجوار الملعب القديم "ستاديو داس انتاس"، وسعة الملعب الجديد 50948 متفرجاً وتكلف 105 ملايين يورو، وهو يضم مجمعاً هائلاً من المحال التجارية والشقق والمكاتب والمراكز الرياضية والمطاعم، ويحتل مساحة قدرها 3000 متر مربع في شمال شرق المدينة بين ضاحيتي فرناو ماغاليس وبايرو دي مان روكي دا لاميرا المهندس البرتغالي مانويل سالفادور صمم ملعباً خمس نجوم بطريقة رائعة ومبهرة، ويكفي السقف الشفاف الفريد الذي يغطي الملعب بأكمله ويزن 280 طناً من المعدن، وأقصى ارتفاع للملعب يصل إلى ارتفاع عمارة من 14 طابقاً في الجانب الشرقي. والملعب يترك انطباعاً جيداً عند الجميع وله شكل مميز يلفت أنظار الناس من مسافة بعيدة. الافتتاح الرسمي للملعب كان في 16 تشرين الثاني نوفمبر 2003 بمباراة ودية بين بورتو وبرشلونة الإسباني، وفاز البرتغاليون 2-صفر وقدم الساحر الشهير لويس دي ماتوس عرضاً جميلاً أمام الجماهير المذهولة من براعته.