رقمان قياسيان جديدان في نهائيات كأس العالم لكرة القدم تسجلهما نهائيات مونديال 2006، عدد الكاميرات التي تنقل المباريات الأربع والستين من إثني عشر ملعباً ارتفع من 260 كاميرا في نهائيات"مونديال"كوريا الجنوبية واليابان 2002 إلى 300 كاميرا، وستكون الغالبية في ملعبي اليانزا في ميونيخ والأولمبي في برلين، ويخصص مخرج البطولة ثلاث كاميرات للقطات المثيرة من الجماهير في كل مكان من المدرجات، ومعها ثلاث كاميرات أخرى للشخصيات المهمة في مقصورة الشرف، ووجوه وانطباعات الجهاز الفني والاحتياطيين في المنتخبين، وللمرة الأولى أيضاً تستخدم 4 كاميرات متحركة عن بعد في زوايا الملعب الأربع. وبفارق 9 آلاف ساعة من البث المباشر من ألمانيا تزيد مساحة البث على الهواء مباشرة في"مونديال"2006 عليها في"المونديال"الماضي، ويصل عدد ساعات البث الكاملة إلى 50 ألف ساعة، وهو الأمر الذي يمكن المشاهدين في كل مكان في العالم من مشاهدة المباريات كاملة، وبكل التفاصيل والدقائق التي لا يمكن أن يصل إليها أي متفرج في المدرجات، وتتابع أيضاً تدريبات ومعسكرات المنتخبات في كل مكان. وللمرة الأولى في التاريخ سيمكن للملايين في أي مكان في العالم أن يشاهدوا لقطات متنوعة ومختارة من المباريات المختلفة، سواء على شبكة الانترنت - حتى ولو كان فوق السحاب في أي طائرة - أو على هاتفه المحمول.. وتخصص الشركة المالكة لحقوق بث كأس العالم عدداً من البرامج المذاعة على الهواء مباشرة لكل دولة وفقاً لمبارياتها وتدريباتها في البطولة. وتقدم الشركة الناقلة، بالتعاون مع اللجنة المنظمة للنهائيات، عدداً من البرامج والعروض الفيلمية الشيقة على الشاشات الداخلية في الملاعب المختلفة لمدة ساعتين كاملتين قبل أي مباراة وفي فترة الراحة بين الشوطين. ونحو مزيد من الأحداث الجديدة وغير المسبوقة في عالم البث التلفزيوني لمسابقات كأس العالم، اتفق الاتحاد الدولي واللجنة المنظمة رسمياً مع شركة"إن فرونت سبورت أند ميديا"السويسرية المالكة للحقوق على بث المباريات كلها على الهواء مباشرة ومجاناً لسكان المدن الاثنتي عشرة التي تستضيف اللقاءات في المانيا، وتنقل المباريات على شاشات عملاقة توضع في الميادين الكبرى لكل المدن لتفادي ظاهرة عدم وجود عدد كاف من التذاكر لسكان المدن، ولن تذاع المباريات إلا في المدينة التي تنظم المباراة ليستفيد منها سكانها فقط، وهكذا سيشاهد البافاريون في ميونيخ المباراة الافتتاحية لألمانيا ضد كوستاريكا مساء 9 حزيران يونيو المقبل من دون بقية المدن الأخرى، ولن يشاهد أحد عبر تلك الشاشات خارج برلين المباراة النهائية في 9 تموز يوليو المقبل. ولم تترك الشركة المالكة للحقوق شيئاً للمصادفة، وبادرت لعقد أكبر وأول اجتماع لممثلي محطات وشبكات التلفزيون في العالم، وحضره 270 مندوباً في مدينة ميونيخ في نيسان ابريل ثم عادوا لمؤتمر آخر في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي. ووضع المجتمعون المقاييس النموذجية لعمليات البث لضمان أعلى درجة من النقاء للصورة خلال النهائيات. وتحاول الشركة السويسرية العملاقة التي يترأسها البليونير الألماني الشهير درايفوس - وهو صاحب شركة"أديداس"للملابس الرياضية أيضاً - أن تحافظ بكل قوة وصرامة على حقوقها المشروعة في الاستفادة من كل شعارات وأنشطة كأس العالم وفقاً لاتفاقها المبرم مع"الفيفا". ولن تسمح الشركة لأي قناة تلفزيونية في العالم بإذاعة أي لقطات من المباريات ولو لمدة ثانية واحدة، وهي ترفض وضع الصور الفوتوغرافية الثابتة من المباريات على الشاشات أيضاً، ولا يمكن استخدام اللقطات المتتابعة بأي فوارق زمنية لأحداث أخرى كنوع من التحايل في عمليات البث. ومن الممنوع أيضاً استخدام شعار أو نموذج كأس العالم أو شكل التميمة في أي عمليات تسويقية للقنوات التلفزيونية أو عبر أي برامج، وبالفعل أوقفت الفيفا عن طريق القضاء في محكمة يافو في تل أبيب محاولة لإحدى الشركات الإسرائيلية الكبرى لاستخدام صورة وشعار كأس العالم في موقعها على شبكة الانترنت. المؤكد أن كل الدول العربية لن تتمكن من بث مباريات كأس العالم 2006 عبر قنواتها الأرضية، كما حدث في المونديال السابق 2002 إلا بعد إبرام اتفاق مع شركة راديو وتلفزيون العرب، والأخيرة اشترت من الشركة السويسرية كل الحقوق في منطقة الشرق الأوسط فضائياً وأرضياً وبكل اللغات.