تبادلت واشنطنوطهران التهديدات أمس، في موازاة خلافات مستحكمة بين نواب وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، زائداً ألمانيا، الذين اجتمعوا في موسكو أمس، للتشاور في شأن اتخاذ موقف موحد من الطموحات النووية لإيران. وأكدت موسكو وبكين موقفهما الرافض لفرض عقوبات على طهران، قبل صدور تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في 28 الجاري. وأعلن في موسكو أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف"أوصى بإلحاح"نظيره الايراني منوشهر متقي في اتصال هاتفي ب"تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم". وأشارت الخارجية الروسية في بيان الى أن متقي بادر إلى الاتصال بلافروف، قبل اجتماع"الستة الكبار"لمناقشة التدابير الواجب اتخاذها في مواجهة طهران التي كشفت عزمها على خفض إنتاجها من النفط بمعدل 109 آلاف برميل في اليوم، وذلك في مرحلة تشهد الأسواق العالمية ارتفاعاً حاداً في أسعار النفط الخام. راجع ص 8 في واشنطن، أعلن الرئيس جورج بوش أن"كل الخيارات مطروحة"لمنع إيران من التزود بسلاح نووي، مؤكداً في الوقت ذاته انه يسعى إلى حل ديبلوماسي للازمة. وكان بوش يرد على أسئلة الصحافيين عن احتمال استخدام القوة وأسلحة نووية تكتيكية ضد إيران. وزاد:"نريد حل هذه المشكلة بالديبلوماسية ونعمل جاهدين لذلك"، مضيفاً أن الوسيلة الأفضل هي"بذل جهد موحد مع الدول التي تقر بالخطر المتمثل بامتلاك إيران سلاحاً نووياً". وأشار إلى انه سيبحث الأزمة خلال محادثاته في البيت الأبيض غداً الخميس، مع نظيره الصيني هو جينتاو. في غضون ذلك، تعرضت روسيا لضغوط أميركية لإلغاء عقد لتسليم إيران أنظمة دفاع جوية متحركة من طراز"تور - ام1". ونقلت صحيفة"فيدو موستي"الصادرة في موسكو امس، عن مراقبين ترجيحهم ان تلغي روسيا الصفقة التي تقول حالياً انها علقتها. في المقابل، هدّد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، في خطاب ألقاه خلال عرض عسكري جنوبطهران لمناسبة العيد الوطني للجيش امس، ب"قطع يد أي معتد"، مؤكداً أن القوات النظامية ستكون مستعدة وجاهزة. وأكد ان"جيشاً قوياً لإيران الإسلامية، هو في خدمة السلام والأمن ولا يشكل تهديداً لأحد. ولكن في وجه الأعداء، فإنه مثل الشهب. وسيقطع يد المعتدين ويتركهم في خزي وعار". إلا أن الرئيس الإيراني استدرك قائلاً:"نحن نريد السلام والأمن والتقدم لكل الشعوب خصوصاً في بلدان المنطقة ولجيراننا". واعتبر رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال فيروز آبادي ان"العلوم النووية الإيرانية أهدافها سلمية ولا تشكل خطراً على دول المنطقة التي ترتبط معها ايران بعلاقات صداقة"، مضيفاً أن"قدرة الجيش الإيراني بلغت حداً يمكنه من قطع دابر كل أجنبي يفكر في الاعتداء على بلادنا". في الكويت، أعلن الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني أن بلاده"مستعدة"للمواجهة العسكرية مع الولاياتالمتحدة على خلفية برنامج طهران النووي، وحذر من"العواقب الخطيرة"لهجوم تشنه واشنطن.