شدد الرئيس الاميركي جورج بوش على ضرورة"منع ايران من تطوير سلاح نووي، لئلا تشكل خطراً على العالم، خصوصاً اسرائيل". جاء ذلك بعد محادثاته في البيت الابيض امس، مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل التي اعتبرت ان تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حول اسرائيل"ساهمت في وصول المفاوضات الايرانية مع الترويكا الاوروبية الى افق مسدود". وأكد بوش ومركل"وجود رغبة مشتركة في تسوية الازمة الايرانية ديبلوماسياً"، في حين تحدثت المستشارة عن ضرورة التعامل مع طهران على غرار الأسلوب المتبع مع سورية راجع ص 8. وكان الرئيس الإيراني هدد أمس بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال أحيل الملف النووي على مجلس الأمن، رافضاً تقديم أي تنازلات في البرنامج النووي. كما هدد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي بوقف"إجراءات التعاون الطوعية"مع الوكالة. وتستعد"الترويكا"والولاياتالمتحدةوروسيا والصين للقاء يعقد في لندن الاثنين، تمهيداً لاجتماع مجلس حكام الوكالة أواخر الشهر. وفي وقت أعلنت فرنسا وألمانيا أن الحديث عن عقوبات تفرض على طهران"سابق لأوانه"، اكدت مصادر في موسكووبكين ان لا نية لدى الجانبين لاستخدام حق النقض الفيتو في حال التصويت على قرار ضد طهران في مجلس الأمن. وحذر الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان من ان اللجوء الى المجلس بات"الخيار الوحيد"لمنع طهران من تطوير اسلحة نووية، فيما استبعد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو فرضية العمل العسكري ضد ايران. تزامن ذلك مع تقرير نشر في لندن عن خطط اسرائيلية لشن غارات على المنشآت النووية الايرانية. واعتبر الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان"من المبكر"الحديث عن عقوبات على إيران، في حين أعلن ناطق باسم الخارجية الألمانية أن قراراً بهذا المعنى لا يتخذ إلا بعد محادثات في فيينا داخل الوكالة الدولية ثم في الأممالمتحدة. من جهته، قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس انه"قد يكون من حق ايران الاصرار على حقوقها، لكن عليها ايضا ان تحترم التزاماتها"نحو الوكالة الدولية للطاقة الذرية"وان تبقى ضمن قواعد معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية". وابلغ انان سفراء بريطانياوفرنسا والمانيا ان كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني ابلغه خلال محادثة هاتفية برغبة بلاده في"مفاوضات جدية وبناءة"واستعدادها لاستئناف المفاوضات مع الاوروبيين شرط وضع اطار زمني محدد لها. وكان متوقعا ان يبحث انان امس الملف الايراني مع السفير الصيني لدى الاممالمتحدة وانغ غوانغيا الذي قال للصحافة"نريد حلا، لكن احالة الموضوع الى مجلس الامن تعقد المسألة". موسكووبكين وكررت موسكو دعوتها الإيرانيين إلى التراجع عن قرار استئناف البحوث النووية، والتعاون مع خبراء الوكالة الدولية، ولوّحت مجدداً بورقة مجلس الأمن، فيما اعتبرت مصادر ديبلوماسية روسية أن التشدد الروسي يهدف إلى حمل طهران على إبداء"مرونة"لتفادي عقوبات. وبدت بكين مربكة لاضطرارها إلى التوفيق بين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة ومصالحها السياسية ومصالحها في مجال الطاقة. ورجح محللون في بكين أن تعارض فرض عقوبات على إيران، ولكن عبر الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن، بدلاً من استخدام"الفيتو". في غضون ذلك، أكد مصدر مطلع ل"الحياة"في فيينا أن اجتماع"الترويكا"الاوروبية والولاياتالمتحدةوروسيا والصين، سيعقد في لندن الاثنين، وتوجه على اثره الدعوة إلى اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية بين نهاية الشهر وبداية شباط فبراير، لدرس احالة ايران على مجلس الامن. ونفى الحلف الأطلسي أن يكون لديه أي توجه للتخطيط لعمل عسكري ضد ايران، وقال ناطق باسم الحلف أنه لم يشهد أي نقاش لمسألة شن عمل عسكري، معلناً دعمه جهود"الترويكا"ل"جر إيران الى تعاون مطلق مع الوكالة الدولية والتخلي عن التخصيب". ورحب ناطق باسم الخارجية الإسرائيلية بموقف"الترويكا"، فيما كشفت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية أن إسرائيل وضعت خططاً لشن ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، باستخدام قنابل قادرة على اختراق التجهيزات المحصنة تحت الأرض زودتها بها الولاياتالمتحدة. لكن التقرير أشار إلى أن إسرائيل لا تعتزم شن تلك الضربات الجوية في هذه المرحلة. في غضون ذلك، نفت روسيا أنباء عن تفاوضها مع طهران لبيعها شبكة صواريخ مضادة للطائرات من طراز"أس-300". وقال وزير الدفاع سيرغي إيفانوف أن هذه الأنباء"غير واقعية"، موضحاً ان"أي وفد عسكري روسي لم يزر طهران". وأفادت تقارير أن وفداً روسياً قطع محادثاته مع إيران حول صفقة نظام"أس-300"وعاد إلى موسكو الاثنين الماضي، بعد استئناف إيران البحوث النووية. إلا أن إيفانوف أشار إلى أن الظروف المتعلقة بمسألة"الوقود النووي"الإيراني لن تؤثر في عقد لتسليم طهران أنظمة دفاع جوي من طراز"تور أم-1"، المضادة للصواريخ والقصيرة المدى. الليزر.ووصف إيفانوف هذه الانظمة الدفاعية بأنها"قصيرة المدى، مصممة لأهداف الدفاع الجوي ولا يمكن استخدامها ضد أهداف أرضية". وتحدثت تقارير عن مضي موسكو في صفقة بقيمة بليون دولار لبيع إيران صواريخ "تور- أم 1".