طهران، موسكو، واشنطن، بكين – رويترز، أ ف ب، «برس تي في»، وكالة «إرنا» - اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس، ان روسيا ستنضم الى أي مسعى دولي لفرض عقوبات اضافية على إيران بسبب برنامجها النووي، اذا «اصبح ذلك ضرورياً»، فيما تمسكت موسكو بأن التركيز على العقوبات سابق لأوانه، داعية الى انتظار نتائج المحادثات مع طهران. في غضون ذلك، اكد الجنرال حسين سلامي نائب قائد «الحرس الثوري» ان «ايران قوية ولا تُقهر، بخلاف الفكرة الخاطئة للأعداء»، مضيفاً ان «العدو يحاول تصوير ايران على انها بلد غير فاعل، ويجب ان نثبت ان العكس صحيح». وقالت كلينتون لقناة «اي بي سي» التلفزيونية من موسكو: «انا سعيدة جداً لدعم الروس لما اصبح جهداً دولياً متحداً» في مواجهة ايران. وأضافت: «مازلنا ملتزمين بمنع ايران من ان تصبح قوة مسلحة نووياً. يأمل الكل بالنجاح، ولكن سنواصل أيضاً النظر في امكان فرض عقوبات إذا لم ننجح. اعتقد انه إذا اصبحت العقوبات ضرورية، سنلقى دعماً من روسيا». وفي حديث إلى إذاعة «صدى موسكو»، اعتبرت كلينتون ان مواقف روسيا والصين والولاياتالمتحدة حول ايران «اصبحت متقاربة اكثر مما كانت عليه قبل نصف سنة». في المقابل، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي: «لا افهم جيداً لماذا علينا التركيز الآن على تشديد العقوبات» على ايران. ونقلت وكالتا «انترفاكس» و «ريا نوفوستي» عنه قوله: «اولاً هناك عقوبات مفروضة، بل وكثير من العقوبات. القول ان مسار العقوبات اصبح متأخراً ليس صحيحاً، لأننا حصلنا للتو على نتائج أولى على مسار المفاوضات. علينا ان نتخذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها في جنيف»، في اشارة الى المفاوضات التي أجرتها ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، مطلع الشهر الجاري. وأشار إلى أن «كل الأساليب السياسية والديبلوماسية للتعامل مع الملف النووي الإيراني لم تُستنفد»، مشدداً على معارضة روسيا «فرض عقوبات من طريق الالتفاف على مجلس الأمن». في بكين، اعتبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان ترهيب ايران لن يجدي نفعاً، وحضّ الدول الكبرى على السعي الى حل وسط. وقال ان «من المبكر» الحديث عن فرض عقوبات على ايران. وكانت كلينتون فشلت في الحصول على تعهد من موسكو بفرض مزيد من العقوبات على طهران. وقالت: «لم نطلب شيئاً. قمنا بمراجعة الوضع. فكرنا على الدوام في امكان فرض عقوبات، لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد». اما نظيرها الروسي سيرغي لافروف فأكد ان «العقوبات والتهديدات والضغوط في الوضع الراهن، غير مجدية»، مضيفاً: «على كل القوى ان تكون موجهة نحو دعم المحادثات» مع ايران. وأشار الى ان «هناك أوضاعاً تكون فيها (العقوبات) لا مفر منها، حين يتم استنفاد بقية الوسائل»، معتبراً انه «بالنسبة إلى إيران، نحن بعيدون عن ذلك». وأشار مسؤول اميركي بارز الى انه «فوجئ» بقوة تصريحات لافروف، لكنه اكد ان روسياوالولاياتالمتحدة متفقتان حول ايران. وقال مسؤول اميركي آخر ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أبلغ كلينتون انه يتوقع ان تفي ايران بوعودها في ما يتعلق ببرنامجها النووي، وإذا لم تفعل ذلك «يجب فرض عقوبات. هذا بيان واضح بالموقف الروسي الذي نرى انه يبعث على الاطمئنان». ولكن مع صعوبة انتزاع تعهد روسي حول العقوبات، التفتت الإدارة الأميركية الى الصين، اذ قال كوت كامبل مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الآسيوية: «اذا اردنا تحقيق تقدم لتوجيه رسالة موحدة الى ايران، سنحتاج لدعم الصين». وأضاف كامبل الموجود في بكين: «سنحتاج لمزيد من التعاون والتنسيق بين الولاياتالمتحدة والصين، اذا اردنا ان نكون فاعلين في ايران». في واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي ان «الاقتصاد الإيراني يعاني من نقاط ضعف، ونعتقد انه لا يزال ممكناً ممارسة مزيد من الضغوط اذا رفضت ايران معالجة المسائل المقلقة حول تطلعاتها النووية». ونددت طهران بتصريحات كلينتون في موسكو، اذ اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي انها «تتعارض مع المعطيات ونتائج محادثات جنيف. ونوصي كلينتون باعتماد مواقف واقعية وعدم تكرار الشعارات الواهية وغير المجدية في عهد (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش».