يبدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم زيارة لمصر تستغرق يومين، يجري خلالها محادثات مع نظيره المصري حسني مبارك الذي يعول عليه الجانب الفرنسي لاقناع حركة"حماس"بالمشاركة في عملية السلام مع اسرائيل. وهذه الزيارة السابعة التي يقوم بها شيراك الى مصر منذ توليه منصبه في 1995. وإضافة الى العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، يتناول الرئيسان أيضاً بالتفصيل الملف النووي الإيراني في ظل"ظرف دقيق"، وفقاً لما قاله الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون، الذي عبّر عن أمل فرنسا في أن"تتفهم إيران رسالة الأسرة الدولية وتجمد نشاطات تخصيب اليورانيوم وتعود الى طريق احترام التزاماتها". وذكر بونافون أن علاقات شيراك ومبارك"وثيقة جداً على الصعيد الشخصي"ولديهما"وجهات نظر متطابقة"حول مختلف المواضيع الكبرى، مثل التعددية ومكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. وأشار الى ان فرنسا مقتنعة بأن لمصر دوراً خاصاً يمكن أن تلعبه على صعيد اقناع"حماس"بتعديل مواقفها. وتشمل محادثات شيراك ومبارك ايضاً الملف اللبناني - السوري. وعلمت"الحياة"ان الرئيس الفرنسي يرى ان سورية تتأخر في التجاوب مع النصائح العربية المتعلقة بترسيم الحدود مع لبنان واقامة علاقات ديبلوماسية والتعاون تماماً مع لجنة التحقيق الدولية. وترافق الرئيس الفرنسي زوجته برناديت لتشارك في برنامج خاص مع زوجة الرئيس المصري سوزان مبارك. وكانت زوجة رئيس الحكومة اللبناني السابق نازك الحريري وصلت أمس الى القاهرة، تلبية لدعوة من سوزان مبارك للمشاركة في برنامج السيدات. ومن المتوقع ان تنتقل السيدة شيراك الى الإمارات العربية المتحدة لافتتاح مدرسة الليسيه الفرنسية في دبي خلال حفلة تشارك فيها السيدة الحريري. وأشارت وكالة"فرانس برس"الى ان وفداً كبيراً يضم 80 شخصية سيرافق شيراك في زيارته الأولى لمصر منذ 2002. وسيقوم شيراك ومبارك صباح الخميس بافتتاح الجامعة الفرنسية في مصر رسمياً. وكانت هذه الجامعة فتحت ابوابها أمام الطلاب قبل ثلاث سنوات ونصف السنة. كما سيقوم الرئيس الفرنسي بإطلاق"مجلس رئاسي مصري - فرنسي للأعمال". وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة على قائمة الدول المصدرة لمصر وارتفعت صادراتها الي هذا البلد بنسبة 40 في المئة في 2005 مقارنة بالعام السابق، كما انها تحتل المرتبة الرابعة على قائمة الاستثمارات الاجنبية في مصر. وتأكد اهتمام المستثمرين الفرنسيين بمصر في 2006 من خلال شراء مصرف"كاليون"لمصرف مصري خاص كبير هو"البنك المصري الأميركي". وذكرت"فرانس برس"ان شيراك والوفد الفرنسي سيسعيان الى تعزيز ملف الكونسورتيوم الفرنسي الذي تقدم لانشاء المرحلة الثالثة من مترو القاهرة. واشارت الى ان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي يرافق شيراك، سيقوم بزيارة سريعة الى شرم الشيخ، الخميس، لزيارة النصب التذكاري ل148 فرنسياً قُتلوا في تحطم طائرة"فلاش اير"المصرية في البحر الأحمر في كانون الأول يناير 2004. ولم يُرض التقرير المصري النهائي عن هذا الحادث الذي نشر الشهر الماضي، أسر الضحايا الفرنسيين. وفي حوار مع عدد من النواب المصريين اشار الرئيس المصري إلى"ضرورة استمرار تبادل الرأي بين سورية ولبنان، باعتبار ان لهما علاقات تاريخية ممتدة". وقال ان"مصر تبذل وستظل تبذل كل جهدها للتغلب على العقبات. وستقف الى جانب سورية حتى تتخطى الازمة". وأوضح ان"مصر حريصة على تحسين العلاقات بين سورية ولبنان والتوصل الى وضوح رؤية مشتركة حول تخطيط حدود مزارع شبعا".