العرب... عربان! ليس جديداً أن نسمع عن خلافات عربية - عربية، ولكن الجديد أن نسمع أن من يحملون القلم ويفترض أن يكونوا سلطة رابعة باتوا هم أنفسهم عرضة للنقد، ولكن مَن سينتقد مَن؟ آلمني ويؤلمني جداً حال الانقسام الذي نال من جسد الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وبات هناك معسكران واحد في عمّان العاصمة الأردنية، والآخر في القاهرة العاصمة المصرية. ليس مهماً لي شرعية هذا الاتحاد أو ذاك بقدر ما هو مهم لي ولكل الزملاء الحال التي آل إليها الاتحاد، خصوصاً أنني شخصياً لا أنتمي إلى أي من الاتحادين، وربما كثر غيري. وما يؤلمني أكثر أن الشرعيين والمنقسمين - بحسب تصنيفاتهم - هم جميعاً زملاء وأصدقاء نعرفهم منذ ما ينوف على ربع قرن من الزمان. وخلال وجودي في القاهرة التقيت رئيس الاتحاد الزميل عصام عبدالمنعم وأمينه العام الصديق أشرف محمود، وما أسعدني على رغم تناقض المشهد هو رفض الزميل عصام أن يتحدث بأية كلمة جارحة أو نابية أو حتى ناقدة للخطوة التي أقدم عليها الزميل والصديق أيضاً محمد جميل عبدالقادر وأمينه العام محمد قدري حسن. وإن كان الاجتماع الأخير في القاهرة في حضور مندوبين من 14 دولة كرس رئاسة عبدالمنعم ونيابة الرئاسة للزميل منصور الخضيري فإن صحيفة إماراتية مثلاً نشرت في نفس اليوم الذي اختتم فيه اجتماع القاهرة خبر"الملتقى الإعلامي العربي والدورة التدريبية الأولى للصحافيين الرياضيين الشباب في الأردن مقر الاتحاد العربي"عبر تصويت الجمعية العمومية - بحسب تعبير الصحيفة الإماراتية. وإذا كان الوضع سيبقى على ما هو عليه فإن حجم الإشكالات سيزداد مع تشبث الفريقين بأحقيتهما في الشرعية على رغم تدخل العقلاء لرأب الصدع ومن يقول إن الأمور عال العال وليس هناك لا صدوع ولا من يحزنون يُجانب الحقيقة كثيراً. ويكفي أنني في استطلاع ميداني بين عشرات الصحافيين وجدت فيهم من لا يجد أساساً أن الاتحاد العربي يمثله أو يقدم له شيئاً كالتخفيضات على بطاقات الطائرة أو الإقامة في الفنادق أو الدورات التدريبية المنتظمة أو حتى التأمين التقاعدي بعد سنوات الخدمة، ولكن الزميل عصام عبدالمنعم قال إن هذه الأمور تقع على كاهل الاتحادات المحلية، وإن الاتحاد العربي هو رمز للجميع كتجمع عربي، أي أنه كيان معنوي أكثر منه كياناً خدمياً، ولكن هذا الرمز بات مشروخاً وبهويتين، فهل هذا عارض صحي؟ وما السبيل إلى عودة الجميع تحت مظلة واحدة؟ أترك هذين السؤالين رهينة بين أيدي من لهم الحل والربط ورجاحة العقل والمنطق. [email protected]