لا يتكرر مشهد الإجماع العربي في أي محفل إلا نادراً، وكم كان غريباً أن يكون إجماع 14 عضواً من 14 دولة على انتخاب مجلس إدارة جديد للرابطة العربية للنقاد الرياضيين رداً على أكبر انشقاق في تاريخ الهيئة. وأسفرت الانتخابات التي أجريت في الجمعية العمومية ظهر أمس في القاهرة عن احتفاظ الصحافي المصري رئيس اتحاد كرة القدم السابق عصام عبدالمنعم بموقعه رئيساً للرابطة، والسعودي منصور الخضيري في موقعه أيضاً نائباً أول للرئيس، واختير اللبناني المخضرم يوسف برجاوي نائباً عن عرب آسيا، والليبي الشاب صلاح بلعيد نائباً عن عرب أفريقيا. وضمت قائمة الأعضاء سالم الحبسي من عمان، وعدنان السيد من الكويت، وغازي غريب من فلسطين، ومحمد بوعبيد من المغرب، ومحمد ولد الحسن من موريتانيا، وشارك في الجمعية العمومية أيضاً مندوبون من الجزائر والبحرين والصومال وجيبوتي وجزر القمر، وحضر مندوبون من تونس بصفة مراقب لعدم وجود تنظيم رسمي للصحافة الرياضية في تونس. واستعرض المجتمعون في البداية تقريراً قدمه الصحافيان الكبيران الكويتي عبدالمحسن الحسيني، والسوداني كمال حامد عن الزيارة التي قاما بها إلى الأردن لمحاولة رأب الصدع في الرابطة بعد الانشقاق الذي تزعمه النائب الأول السابق الأردني محمد جميل عبدالقادر. وأكد الحسين وحامد عدم نجاحهما في الحصول على موافقة عبدالقادر للتراجع عن موقفه وإصراره على إعلان نفسه رئيساً جديداً للرابطة مخالفاً للوائح والشرعية. وقدم مندوب الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية نائب رئيس الاتحاد الآسيوي الكويتي فيصل القناعي تقريراً من الاتحاد الدولي حول دعمه الشرعية واعترافه الكامل بالقرارات التي تصدرها الجمعية العمومية من القاهرة. ووجه عبدالمنعم، بعد انتخابه، شكره الخاص وامتنان الصحافيين الرياضيين العرب إلى الأمير سلطان بن فهد على مبادراته المتتالية لدعم الرابطة وإعادة الموقف إلى نصابه الصحيح، وأكد أن الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحادين العربيين للألعاب الرياضية وكرة القدم كان وراء النجاح اللافت لعمل الرابطة في السنوات الأخيرة. وتنظم الرابطة في القاهرة صباح اليوم ندوة مفتوحة عن قضية الساعة التي تشغل جماهير الرياضة العربية في كل مكان، وهي التشفير التلفزيوني للأحداث الرياضية، والأسلوب الأمثل لمواجهته بما يكفل نجاح الرياضة كصناعة تحقق دخلاً وأرباحاً للدولة والاتحادات والأندية، ويضمن للبسطاء مشاهدة الأحداث من دون أعباء جديدة.