اكدت القمة العربية في الخرطوم التزامها مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت العام 2002 واعتبارها الاساس لحل الصراع العربي - الاسرائيلي. كما اشاد الملوك والرؤساء بنزاهة الانتخابات الفلسطينية وعبروا عن تضامنهم مع سورية ومساندة لبنان في استعادة مزارع شبعا واحترام سيادة العراق والاشادة بالمبادرات الوطنية المعنية بتوسيع القاعدة المشاركة في الحكم بالدول العربية. كما ادانت القمة جميع اشكال الارهاب وحضت على مواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على التمييز ضد المرأة. وتنشر "الحياة" نص اعلان الخرطوم : "نحن ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، المجتمعين كمجلس لجامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية الثامنة عشرة في الخرطوم في 28 و29 آذار مارس 2006، وبعد تقويم شامل ودرس عميق للظروف المحيطة بالوضع العربي والعلاقات العربية والاوضاع التي تمر بها الامة، وما يواجهه الامن القومي العربي من تهديدات ومخاطر جدية محدقة بعملية السلام في الشرق الاوسط وبالنظر الى المتغيرات في النظام الدولي، وما تمثله التحولات الجارية فيه من تحديات كبيرة امام النظام الاقليمي العربي، وتأكيداً على التزامنا مبادئ واهداف ميثاق جامعة الدول العربية ورغبتنا في العمل على تنفيذها بما يضمن تماسك وتقدم المجتمع العربي وتحقيق النهضة الشاملة، وتمسكنا بالغايات النبيلة التي كرسها ميثاق منظمة الاممالمتحدة، من اجل عالم يتسم بالحرية والمساواة والعدل، ووحدة المصير، نعلن ما يأتي: وحدة المصير التزامنا الكامل بوحدة المصير والهدف للأمة العربية، ودفاعنا عن قيمها وتقاليدها الراسخة في التحرر والاستقلال والسيادة الوطنية وتمسكنا بالتضامن العربي هدفاً ووسيلة وغاية حفاظاً على الامن القومي العربي، وصون سلامة كل الدول العربية وسيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن سيادتها الوطنية ومواردها ومقدراتها، نجدد التزامنا بميثاق جامعة الدول العربية، والاتفاقات العربية الرامية الى تعزيز الروابط بين الدول والشعوب العربية، التي تقضي بفض المنازعات بالطرق السلمية من خلال الحوار البناء والتفاوض بالطرق الديبلوماسية، بما يكفل العروة الوثقى بين ابناء الامة العربية. وندعو الى مواصلة الجهود الرامية الى تطوير الميثاق وتحديث منظومة العمل العربي المشترك، وتفعيل آلياتها، بما يتيح لها مواجهة التطورات العالمية المتسارعة، ويمكنها من اعتماد سياسات متطورة ومتجددة لإعادة بناء المجتمع العربي المتكامل في موارده وقدراته، وتحقيق التنمية الشاملة المستديمة بما يتلاءم والتحديات الجديدة في المرحلة المقبلة، ويمكن الجامعة العربية واجهزتها ومنظماتها من تجديد آليات عملها وتطوير نظمها، والاضطلاع بالمتطلبات القومية، ومواكبة المستجدات التي تطرأ على المستويين الاقليمي والدولي. نؤكد سعينا لتحقيق الاندماج العربي، من خلال تفعيل آليات العمل المشترك وتنفيذ مشاريع التكامل الاقتصادي ومنها على نحو خاص اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية بما يعزز التجارة العربية، وجعلها قادرة على مواجهة الاختلالات القائمة في نظم التجارة الدولية، وبما يسهم في التخفيف من الاخطار التي تواجهها الصناعات العربية نتيجة لهذه الاختلالات وتنمية الشراكة وزيادة الاستثمار المتبادل واقامة المشروعات الانتاجية المشتركة. رفض المساس بالاديان نؤكد ضرورة التعاون والحوار والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات، وبناء عالم يسوده الانفتاح والتسامح، ونذكر بأن احترام المقدسات الدينية والمعتقدات عامل حاسم في بناء الثقة وجسور الصداقة بين الامم ونعبر عن رفضنا الحازم وادانتنا القاطعة لأي مساس بالأديان او رموزها او بقيم الايمان الروحية، وندعو دول العالم الى سن القوانين والتشريعات التي تجرم المساس بالمقدسات الدينية، ونشدد على احترام حرية الرأي والتعبير من دون اخلال بثوابت الايمان العقيدي للشعوب. نؤكد ضرورة تأصيل ثقافة الحوار بين الحضارات والاديان تكريساً للامن والسلم الدوليين وسعياً الى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، وندعو الى العمل مع الحكومات والمنظمات الدولية الاقليمية من اجل تعزيز آليات التفاعل للاطلاع على ثقافة الآخر واحترامها، ونؤكد اهمية استصدار قرار من الاممالمتحدة يجرم الاساءة الى الرموز والمقدسات الدينية لكل الاديان. التمسك بالمبادرة العربية نؤكد مجدداً الخيار العربي لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط ونجدد تمسكنا بالمبادرة العربية للسلام، التي اقرتها القمة العربية في بيروت العام 2002 لحل الصراع العربي - الاسرائيلي واقامة السلام العادل والشامل والدائم القائم على عودة الاراضي العربية المحتلة كافة الى اصحابها، استناداً على مبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد، وفي اطار مبادئ الشرعية الدولية وعلى اساس قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة. الانتخابات الفلسطينية نعلن دعمنا الكامل للممارسة الديموقراطية في فلسطينالمحتلة، ونشيد بنزاهة الانتخابات التشريعية وشفافيتها ونعرب عن تأييدنا التام للسلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها بقيادة الرئيس محمود عباس في سعيها المتواصل للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، وندعو المجتمع الدولي الى احترام ارادة الشعب الفلسطيني في اختيار قياداته، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وتأكيدنا الثابت أن السلطة الوطنية الفلسطينية شريك كامل في عملية السلام، ورفضنا للاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب الرامية الى انهاء عملية السلام. سندعو كل الاطراف الدولية الى التزام مبادئ ميثاق الاممالمتحدة القائمة على اساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب، والعمل على تنفيذ قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة بعملية السلام في الشرق الاوسط خصوصاً القرارات 242 لعام 1967 و338 لعام 1973 و1515 لعام 2003 ، وكذلك مرجعية مدريد القائمة على اساس الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية والتنفيذ الفوري والشامل لخريطة الطريق بما يكفل اقامة السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط والقضاء على اسباب التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. نطالب اعضاء اللجنة الرباعية الدولية بالعمل على تنفيذ خريطة الطريق وفقاً لاهدافها المعلنة التي تؤكد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على كامل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس، مع تأكيدنا شمولية الحل وضرورة التحرك المتزامن على جميع المسارات. نؤيد فتوى محكمة العدل الدولية في شأن الاثار القانونية الناشئة عن تشييد جدار الفصل العنصري العازل في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتأكيد المحكمة"ان حق الشعوب في تقرير المصير اليوم هو حق للجميع"ولكون تشييد اسرائيل للجدار العازل في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بما في ذلك القدسالشرقية يعوق بشدة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفقاً لما خلصت اليه المحكمة في فتواها فإننا ندعو مجدداً المجتمع الدولي، الى مطالبة اسرائيلية بإزالة الجدار العازل فورا ومن دون ابطاء. السلام العادل نؤكد مجدداً ان السلام العادل والدائم في الشرق الاوسط لا يمكن ان يتحقق الا بانسحاب اسرائيل الشامل من الاراضي العربية المحتلة في الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية الى حدود 4 حزيران يونيو 1967 وان الامن والاستقرار في المنطقة مرهون بالتزام اسرائيل القاطع بمبدأ عدم جواز الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة كما ندعو الى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والبناء على ما انجز في إطار مؤتمر مدريد للسلام. نقدر جهود الدول العربية بتأسيس صندوق الاقصى وانتفاضة القدس، وكذلك جهود الصناديق والمؤسسات المالية والاقتصادية العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك لما قدمته من عون مالي مقدر للشعب الفلسطيني وندعوها لزيادة هذا الدعم وتكثيفه ونناشد الدول المانحة تنفيذ التزاماتها بشأن العون المقدم للشعب الفلسطيني، وتوجيه مساره ليحقق اهدافه المعلنة في تأهيل الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز قدراته الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي بما يسهم في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. دارفور نرحب مجدداً بتوقيع اتفاق السلام الشامل في جمهورية السودان وانهاء الصراع فيه وندعو كل الاطراف الاقليمية والدولية المعنية، الى العمل على اعادة الامن والاستقرار في السودان وتقديم الدعم والمساعدة لإعادة اعمار المناطق المتضررة من الحرب، ونحث المجتمع الدولي والدول المانحة، على الوفاء بتعهداتها لدفع عملية التنمية الشاملة في السودان. ندعو الأطراف السودانية المشاركة في محادثات السلام حول دارفور، لمضاعفة جهودها للتواصل الى اتفاق شامل ونهائي لحل أزمة دارفور، ونؤكد على مواصلة دعمنا للاتحاد الأفريقي في مهمته لمعالجة أزمة دارفور، ومراقبته لوقف اطلاق النار، ورفضنا لإرسال أي قوات أخرى للإقليم، من دون موافقة مسبقة من حكومة السودان، وعزمنا على زيادة القوات العربية المشاركة في قوات الاتحاد الأفريقي، وتقديم الدعم المادي اللازم لاستمرار مهمتها. رفض العقوبات على سورية نعرب عن تضامننا التام مع سورية الشقيقة، إزاء العقوبات الاميركية كما نعبر عن استغرابنا وقلقنا من إقرار الكونغرس الاميركي لقانون ما يسمى"محاسبة سورية"ونعتبره تجاوزاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وميثاق جامعة الدول العربية، كما نقدر موقف سورية الداعي إلى تغليب لغة الحوار والديبلوماسية كأسلوب للتفاهم بين الدول وحل الخلافات فيما بينها. مساندة لبنان نساند لبنان الشقيق في حقه السيادي، في ممارسة خياراته السياسية، ضمن الأصول والمؤسسات الدستورية، وندعم قراره الحر بإقامة وتعزيز علاقات الأخوة والتنسيق والتعاون مع سائر الدول العربية الشقيقة، ونطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي اللبنانية وفقاً لقرار مجلس الأمن 425 ونشدد على احتفاظ لبنان بحقه الثابت والمشروع في مقاومة الاحتلال بشتى الوسائل حتى تحرير أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي، ونؤكد تأييدنا للحوار الوطني اللبناني، وندعو لكشف جريمة الاغتيال التي ذهب ضحيتها الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق ورفاقه، وكذلك الجرائم التي سبقتها وتلتها، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية لإنزال القصاص العادل بحق جميع من ارتكبوا هذه الجرائم. سيادة العراق نجدد تضامننا مع الشعب العراقي وحكومته المنتخبة، وندعو إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وحريته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترامنا لإرادة الشعب العراقي وخياراته الديموقراطية، وضرورة تقرير مستقبله بنفسه، وإدانتنا التامة للأعمال التخريبية التي استهدفت المقامات والأضرحة والمساجد ودور العبادة، وندعو أبناء الشعب العراقي كافة إلى التمسك بالوحدة الوطنية وعدم السماح بالنيل من أمنه واستقراره وضرورة احترام حرية المساجد والمراقد وقدسية أماكن العبادة لجميع الطوائف والأديان. نطالب باستمرار البحث من أجل كشف مصير جميع المفقودين والأسرى الكويتيين ورعايا الدول الأخرى، ونعرب عن تعازينا الحارة لأسر الضحايا الذين جرى التعرف على رفاتهم، واهتمامنا بمحنة أسر أولئك الذين لا تزال أماكن وجودهم مجهولة وبذل الجهود اللازمة لمعرفة مصيرهم. الجزر الإماراتية حفاظاً على علاقات الأخوة العربية - الإيرانية، ودعمها وتطويرها، ندعو الحكومة الإيرانية إلى الانسحاب من الجزر العربية الثلاث وإعادتها إلى السيادة الإماراتية، ونثمن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعي إلى اتباع الإجراءات والوسائل السلمية لاستعادة جزرها الثلاث. نرحب بالتطورات الإيجابية والانجازات التي حققتها المصالحة الوطنية الصومالية، ونعرب عن أملنا في أن يتمكن الأشقاء في الصومال من استكمال مؤسسات الدولة وتعزيز مسيرة المصالحة الوطنية وإرساء دعائم الاستقرار، وندعو إلى الإسراع في تقديم الدعم العاجل للحكومة الصومالية لتمكينها من أداء مهامها. نعلن دعمنا للتطورات الإيجابية التي تشهدها جمهورية القمر المتحدة، خصوصاً ما يتعلق بمواصلة تنفيذ اتفاق موروني للمصالحة الوطنية، ونرحب بالنتائج الإيجابية لمؤتمر المانحين الخاص بجمهورية القمر المتحدة، وندعو إلى التعجيل برصد الموارد المالية الضرورية لتنمية جمهورية القمر المتحدة. نناشد الدول الأعضاء ومنظمات العمل العربي المشترك ذات الصلة والدول المانحة والمنظمات الدولية كافة تقديم المعونات الغذائية العاجلة لصالح سكان بعض المناطق التي تواجه كارثة الجفاف والتصحر في جمهورية النيجر، والصومال، وكينيا وأثيوبيا. نؤكد أهمية التعاون العربي - الأفريقي وضرورة تنشيط هياكله وإحياء مؤسساته وإزالة العقبات التي تعترض سبيله حتى يسهم إيجاباً في تعزيز العلاقات العربية الأفريقية، وفي دفع عجلة النماء والتقدم في المنطقة العربية الأفريقية. أسلحة الدمار الشامل نطالب المجتمع الدولي بإعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وعلى نحو خاص الأسلحة النووية، وذلك لدعم السلام والأمن الدوليين، كما نطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع جميع انشطتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. نشدد على ضرورة إصلاح النظام الدولي، بما يمكن الأممالمتحدة من زيادة فعالياتها وكفاءتها على مواجهة التحديات التي يواجهها العالم، وندعو إلى إنشاء هيكل قيادي وإداري متوازن، يعمل على تعزيز القدرة القيادية للأمم المتحدة بما يكفل تحقيق السلم والأمن الدوليين، كما نطالب بتوسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، بما يتيح لمختلف الأقاليم الجغرافية وثقافات العالم بأسره المشاركة في إدارة النظام الدولي بكفاءة واقتدار وبما يعكس مبدأ التعاون الدولي ويحقق العدل والانصاف والشفافية في النظام الدولي. الإرهاب نعلن إدانتنا للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره إذ أنه يعمل على تقويض بناء المجتمع وقدراته ومكتسباته التي حققها بجهود مضنية، ونرى في الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية انتهاكات جسيمة للحقوق السياسية للإنسان، وتمثل تهديداً مستمراً للسلامة الوطنية للدول العربية ولأمنها واستقرارها والدعوة لعقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأممالمتحدة ووضع تعريف للإرهاب وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب والتفريق بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال. المبادرات الوطنية نشيد بالجهود المتواصلة التي تبذلها الدول العربية من أجل تعميق ممارسات الديموقراطية والإدارة الرشيدة، بما في ذلك الحكم المتسم بالشفافية، والمسؤولية والمساءلة والمشاركة وتعزيز هذه الممارسات التي تستجيب لتطلعات الدول العربية وشعوبها، ونعلن عن دعمنا لكل المبادرات الوطنية الرامية إلى توسيع قاعدة المشاركة في الحكم وأجهزته بما يضمن الوئام الوطني والسلم الأهلي. نهيب بالمجتمع الدولي التعاون في تعزيز الجهود الرامية لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية واستئصال الفقر، وضرورة توفير الموارد وتوزيعها عادلاًَ لضمان بلوغ جميع الأهداف المتفق عليها دولياً لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر، ومضاعفة الدعم المالي، خصوصاً للدول الأقل نمواً، وإعمال المبادرات الدولية الخاصة بإلغاء الديون أوخفضها وتضييق الفجوة بين مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الغنية والدول الفقيرة، ونطلب من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب مواصلة الجهود الرامية لتنفيذ أهداف ومبادئ الإعلان العربي للأهداف التنموية للألفية والوصول به إلى غاياته. التمييز ضد المرأة نؤكد ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على التمييز ضد المرأة واطلاق مبادرات بنشر الوعي بالمبادئ الإسلامية والعربية التي تكفل الحقوق الطبيعية للمرأة ودورها في المجتمع وسن التشريعات اللازمة لحماية المرأة وصيانة مكانتها. ندعو إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمتع الأشخاص المعاقين بجميع الحقوق على قدم المساواة مع غيرهم، بما في ذلك الحق في الحصول على التعليم والرعاية الصحية الجيدة وحظر التمييز ضدهم وتيسير مشاركتهم واندماجهم في المجتمع وإنفاذ وتفعيل العقد العربي للأشخاص المعاقين. نؤكد على الحق في التعليم على أساس تكافؤ الفرص وعدم التمييز، وذلك بجعل التعليم الابتدائي إلزامياً وإتاحته مجانياً لجميع الأطفال، فضلاً عن جعل التعليم الثانوي متاحاً للجميع مع ضمان المساواة في فرص الحصول على التعليم. نقر دعم البحث العلمي والتكنولوجي وتخصيص الامكانات المالية اللازمة وزيادة الموارد المخصصة له، وتكثيف التعاون بين المراكز العلمية والبحثية في الدول العربية من أجل توفير المعارف العلمية والتكنولوجية التي تسهم في دفع عملية التنمية الشاملة والنهوض الحضاري، وندعو إلى الإسراع بتطوير البحث العلمي بهدف زيادة الكفاءة الانتاجية وتقوية المقدرة على بناء مجتمع المعلومات وسد الفجوة الرقمية. ندعو إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في المجتمع من خلال المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإعطائهم الحق في التعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم والمشاركة في الحياة السياسية وتوفير فرص العمل لهم. توجيه خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية لجهوده القيمة ومبادراته ومساهماته الكبيرة إبان توليه رئاسة القمة السابقة والتي أثمرت في دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتطوير منظومته. كما نتوجه بخالص الشكر وبالغ العرفان إلى الرئيس عمر حسن أحمد البشير على إدارته الواعية لأعمال القمة ونفاذ بصيرته في توجيه مداولاتها، ونعرب عن ثقتنا التامة في أن العمل العربي المشترك سيشهد في ظل رئاسته المزيد من الانجازات والتطوير لما فيه خير الأمة العربية، بما عرف عنه من حكمة وخبرة مشهود لهما بالكفاءة والتجديد. واعرب المجتمعون عن"الامتنان العميق"لجمهورية السودان وشعبها المضياف، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى التنظيم المحكم لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الثامنة عشرة، وقدروا دقة الأداء والتحضير الجيد والمشاورات المكثفة التي اجريت مع الدول العربية كافة لتأمين نجاح القمة وعقدها في أحسن الظروف وأيسرها، كما اعربت القمة عن"الاعتزاز والتقدير للجهود التي بذلها السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا الشأن".