كان من المفترض أن تشكل محاكمة زكريا الموسوي في ألكسندريا في ولاية فرجينيا، أفضل فرصة للإدارة الأميركية لرمي مسؤولية الأرواح التي زهقت نتيجة اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 على عاتق المتهم. لكن ممثلي الادعاء الفيديرالي انتهوا هذا الأسبوع من عرض قضيته يتساءلون ما إذا كانت المحاكمة سلطت الضوء على الذنب الذي اقترفه الموسوي بقدر ما تسلط الضوء على أخطاء محامي الحكومة. وحولت شهادة اثنين من الذين استدعاهم الادعاء الاهتمام إلى كيفية التعاطي السلبي لمكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي مع تحذيرات مبكرة من اعتداءات إرهابية. ويتوقع من محامي الدفاع أن يقدموا غداً الاثنين عرضاً غير عادي وعرض تقارير قادة في تنظيم"القاعدة"جمعها عملاء وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي في مراكز اعتقال في الخارج. وستستمع لجنة المحلفين إلى إفادات معتقلين من بينهم خالد الشيخ محمد، العقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 أيلول 2001، ورمزي بن الشيبة المحاسب لديه. ويتوقع مسؤولون أن يقدم الاثنان وصفاً للموسوي على أنه وجه في"القاعدة"لا يعوّل عليه. وسيدلي خالد الشيخ محمد الذي اعتقل في باكستان بشهادته عبر الأقمار الاصطناعية. ومن بين الشهود المحتملين الموسوي نفسه الذي يصر على أنه سيقف في منصة الشهود بسبب اعتراضات من المحامين الذين عينتهم المحكمة للدفاع عنه. وسيسعى فريق المحامين المكلف الدفاع عن الموسوي إلى الحيلولة دون إصدار المحكمة عقوبة الإعدام في حق موكلهم الذي كان اعترف بانتمائه إلى تنظيم"القاعدة". ومن بين الشهود المحتملين أيضاً كارلا مارتن المحامية الحكومية التي تبين أنها أطلعت الشهود على معلومات سرية عن سير القضية. يذكر أن الموسوي 37 سنة سبق أن اعترف بأنه مذنب لارتكابه ست جرائم تتعلق بالتآمر في نيسان أبريل. والخيار الذي يواجه المحكمة التي تنظر قضية الموسوي هو إما صدور حكم ضده بالسجن مدى الحياة أو تنفيذ عقوبة الإعدام. يشار إلى أن القانون الفيديرالي في الولاياتالمتحدة لا يسمح للقاضي بإصدار حكم بالإعدام. وكان ألقي القبض على الموسوي، وهو فرنسي من أصل مغربي قبيل وقوع اعتداءات 11 أيلول التي أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص. وكانت القاضية ليوني برينكيما رئيسة المحكمة علقت محاكمة الموسوي في 13 من الشهر الجاري بعد الكشف عن تلقين المحامية مارتن أربعة من الشهود من إدارة الطيران الفيديرالي لشهاداتهم قبل مثولهم أمام المحكمة، وأكدت أن الادعاء العام أخبرها بأن مارتن تباحثت حول القضية مع عدد من الشهود المحتملين. بيد أنها وافقت في النهاية على استدعاء شهود جدد أمام المحكمة.