حمّلت المحامية كالار مارتن، الموظفة في الإدارة المكلفة أمن النقل، مسؤولية الإساءة إلى جهود الإدارة الأميركية الساعية إلى إنزال عقوبة الإعدام بالفرنسي زكريا الموسوي، المتهم الوحيد الذي يحاكم في الولاياتالمتحدة لتورطه في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقررت القاضية ليوني برينكيما رئيسة محكمة الكسندريا الفيديرالية ولاية فيرجينيا قرب واشنطن التي تنظر في قضية الموسوي، الاستمرار في نظر دعوى لإصدار حكم الإعدام في حق الموسوي، مع إلغاء 7 شهادات يعوّل عليها الادعاء وتشكل جزءاً كاملاً من القضية. ويلغي هذا القرار جزءاً كاملاً من مرافعة المدعين الذين كانوا يسعون إلى إقناع هيئة المحلفين أن الموسوي"يستحق"عقوبة الإعدام، ما شكل ضربة قاضية للإدارة. وعلقت برينكيما محاكمة الموسوي حتى 20 آذار مارس الجاري، وقررت إلغاء الجزء المتعلق بأمن الطيران في هذه القضية. واستبعد تالياً كل الشهود والأدلة الحسية المرتبطة بأمن الطيران في إطار القضية. تعرف مارتن بين زملائها بعدوانيتها، وتعتبر واحدة من أبرز العاملين في الظل على رسم الاستراتيجيات القضائية، تتهمها القاضية برينكيما بأنها ارتكبت خطأ جسيماً من النوع الذي عادة ما يحذر منه طلاب الحقوق من الوقوع فيه، وهو إرشاد الشهود. وعللت القاضية إلغاء الاستماع إلى الشهود السبعة إلى ثلاثة أخطاء فادحة ارتكبها محامو الإدارة الأميركية خلال المحاكمة، أخطرها ما ارتكبته مارتن. ورفضت المحامية شرح الدافع وراء خطوتها. وقالت القاضية برينكيما إن محامي مارتن يتوقع أن تدفع موكلته بعدم تورطها في جريمة. لكن الرسائل الإلكترونية المتعلقة بقضية الموسوي والتي جرى تعميمها هذا الأسبوع، إضافة إلى شهادات زملاء ومديرين، رسمت صورة عن المحامية التي تعرف بمغالاتها في الأمور. ومارتن 51 سنة مضيفة سابقة في خطوط طيران"وورلد إويز"، تركزت غالبية أسفارها بين الولاياتالمتحدة وألمانيا لإجادتها اللغة الألمانية. بدأت العمل في إدارة الطيران الفيديرالي قبل انتهائها من التخصص في المحاماة في كلية الحقوق في الجامعة الأميركية في واشنطن عام 1989. لا خبرة لمارتن في الادعاء الإجرامي، ذلك أن غالبية القضايا التي تسلمتها تتعلق بالدفاع عن الحكومة في قضايا مدنية. انتقلت إلى إدارة أمن الطيران عند استحداث هذا الجهاز عام 2002، وقال محامون عملوا معها إنها"كانت مبهورة"لمشاركتها في قضية الموسوي. وقال توماس والنن محامي طيران عمل مع مارتن على عدد من القضايا وضدها في أخرى:" إنها واضحة وجريئة وعدائية وذكية. أنا متفاجئ حقاً لما حصل". وتدل اتصالاتها مع شهود في قضية الموسوي والأدلة التي برزت الثلثاء على أن مارتن طلبت منهم عدم التعاون مع الدفاع. الجدير ذكره أن هذه المحامية اتهمت في قضية سابقة بمحاولة منع محامي دفاع من الحصول على أدلة تساعده في قضية على صلة بجماعة للحريات المدنية. واتهمت بتجاوز المحكمة بحجة حماية الأمن القومي.وأكدت والدة مارتن، جان مارتن لي، أنها تحدثت مع ابنتها مساء الاثنين. وقالت:"كانت منهارة. قالت إنها لم تسمع القاضية"عند إصدارها القرار، إذ كانت تركز على أمر آخر. وفي شهادته الثلثاء، قال كلاوديو مانو الذي عمل مساعداً إدارياً في أمن إدارة أمن النقل الجوي عند وقوع اعتداءات أيلول سبتمبر إن مارتن أغرقته بالرسائل الإلكترونية والطلبات. وقال:"ابتعدت عن الهدف وأضاعت وقتنا. لم نعتقد أن ذلك مهماً". وعلقت وزارة العدل الأميركية على قرار برينكيما، واعتبرته"مخيباً للأمل"، مشيرة إلى أن النيابة العامة عملت بفاعلية وحصلت على اعتراف الموسوي بالذنب في 22 نيسان أبريل 2005، ما يضمن على الأقل الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وفي حال أراد الادعاء استئناف قرار القاضية، عليه أن يلجأ في إطار إجراءات معجلة، إلى محكمة الاستئناف في ريتشموند في ولاية فيرجينيا، وهي المحكمة المختصة في هذا الإطار. وقال المحامي آندرو ماكبرايد المدعي العام السابق في الكسندريا إن إجراء الاستئناف يمكن أن يعطل مجدداً المحاكمة التي بوشرت في كانون الأول ديسمبر 2001 بتوجيه الاتهام إلى الموسوي. واعتبر ديفيد راسكين أحد المدعين إن استبعاد الشهود"عقوبة كبيرة". وسبق لديفيد نوفاك وهو مدع آخر أن قال إن استبعادهم سيؤدي إلى إسقاط"نصف"مرافعة الحكومة.