سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولمرت لن يدخل في حكومته حزباً لا يقبل بخطة الانسحاب الأحادي من بعض انحاء الضفة . تسليم زعماء الأحزاب الإسرائيلية الكبرى بنتائج الانتخابات المقبلة يثير ضجراً اعلامياً
تبدو وسائل الاعلام العبرية في الايام الاخيرة كمن يبحث عن أي خبر يتعلق بالانتخابات البرلمانية الوشيكة التي ستجري الثلثاء المقبل لتصنع منه عنواناً مثيراً علّه يدب الحياة في معركة انتخابية تغط في سبات عميق ومملة ربما لم تشهد اسرائيل مثيلتها من قبل، خصوصاً بعد أن سلّم بنتائجها اقطاب الاحزاب الثلاثة الكبرى فغدوا منشغلين في اليوم التالي للانتخابات وفي سيناريوهات التشكيلة الحكومية المتوقعة وحصة كل من الشركاء الافتراضيين في الكعكة. ويندرج في هذا الاطار العنوان الصاخب الذي تصدر الصفحات الاولى من الصحف العبرية الثلاث من تصريحات لزعيم حزب"كديما"المرشح لتشكيل الحكومة المقبلة ايهود اولمرت اعلن فيها انه لن يقبل في حكومته المقبلة حزباً لا يقبل بخطة الانسحاب الاحادي من اجزاء في الضفة الغربية خطة الانطواء في اشارة الى حزب المهاجرين الروس"اسرائيل بيتنا"برئاسة افيغدور ليبرمان اليميني المتشدد الذي ترشحه استطلاعات الرأي لتسجيل نتيجة لافتة 10-13 مقعداً تعزز ورقة المساومة لدخول الائتلاف الحكومي المقبل. وحرص اولمرت في تصريحاته للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي على حض الناخب الاسرائيلي على الخروج الى صناديق الاقتراع والتصويت لحزبه ليحقق افضل نتيجة تخوله اقامة ائتلاف حكومي ثابت ليس مرتبطاً بأمزجة الأحزاب الصغيرة. لكن مراقبين رأوا في اقوال اولمرت مجرد كلام يأتي في سياق دعاية انتخابية سيمحوه نهار اليوم التالي للانتخابات حين تدخل الاحزاب المختلفة مفاوضات جدية حول الائتلاف الحكومي. الى ذلك، خرجت الصحف العبرية بعناوين مثيرة عن تراجع شعبية"كديما"في استطلاعات الرأي في كل الصحف لكن الحزب ما زال الاول في كل الاستطلاعات مع 36-37 مقعدًا يليه العمل بزعامة عمير بيرتس 20-21 مقعدًا ثم ليكود بزعامة بنيامين نتانياهو 14مقعدًا. والحديث هنا عن تراجع بمقعد او اثنين ل"كديما". وازاء هذه النتائج تلهّت الصحف الاسرائيلية في رسم سيناريوهات الائتلاف الحكومي المقبل اذ بات اكيداً ان"العمل"سيدخل في ائتلاف بقيادة"كديما"لكن المقاعد التي سيحصل عليها الحزبان في حال تحققت نتائج الاستطلاعات في صناديق الاقتراع ليست كافية لتشكيل حكومة ترتكز على 61 مقعدا ما يستدعي الائتلاف مع حزب ثالث يرشح ان يكون حزب"ميرتس"اليساري المتلهف لدخول الائتلاف والمرشح للحصول على 5-7 مقاعد. كما تبدو حركتا"شاس"و"يهدوت هتوراة"الدينيتان المتشددتان مرشحتين قويتين لدخول الائتلاف في حال ضمنتا موازنات كبيرة لمؤسساتهما الدينية كما جرت العادة في الحكومات السابقة، وليس مستبعداً ايضاً، على رغم التصريحات التي اطلقها اولمرت اول من أمس ان يجد الاخير ليبرمان الى جانبه في ائتلاف حكومي مقبل. الى ذلك جاء في استطلاع"يديعوت احرونوت"ان غالبية من 26 في المئة من الشباب المصوتين للمرة الاولى في اسرائيل يدعمون حزب"كديما"مقابل 19 في المئة لتحالف الاتحاد القومي - مفدال اليميني المتطرف و9 في المئة لحركة شاس و8 في المئة للاحزاب العربية. وجاء لافتًا ان كلا من"ليكود"و"العمل"لم يحصلا على اكثر من 5.5 في المئة من اصوات الشباب. وتعني هذه الارقام ميل المصوتين للمرة الاولى الى احزاب اليمين علماً ان 57 في المئة منهم فقط اعلنوا عزمهم التصويت في الانتخابات.