قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك:"ما زلنا بعيدين عن ان تكون الحكومة اللبنانية قادرة على العمل بالفعل، وان تزول تدخلات اجهزة الاستخبارات السورية وتطبيق القرار الدولي الرقم 1559". وكان شيراك يتحدث امس بعد استقباله في باريس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، رداً على سؤال عما اذا كانت فرنسا ستعاود اتصالاتها بسورية في ضوء تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القاضي البلجيكي سيرج براميرتز والذي تحدث عن تعاون دمشق. وتابع شيراك:"انا لا اقول ان تقرير براميرتز يشير الى تعاون سوري، بل اقول انه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي فعله وان من الضروري تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية في أسرع وقت على أساس حد أدنى من الثقة". وتزامن كلام شيراك مع رد من وزير خارجيته فيليب دوست - بلازي على سؤال حول رأيه في اتهام الرئيس اللبناني اميل لحود فرنسا بالتدخل في شؤون لبنان. وقال الوزير الفرنسي، بعد اجتماعه الى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في بروكسيل امس، انه"ليست لفرنسا أي أجندة مخفية فهي الى جانب مجلس الأمن الذي أقر دعم لجنة التحقيق الدولية". وفيما استمرت ردود الفعل على التصريحات التي أدلى بها لحود في مقابلة تلفزيونية أذيعت السبت الماضي في حمأة مطالبة تحالف قوى 14 آذار بإزاحته، اشار السنيورة في كلمة ألقاها في بروكسيل امام مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الى الصعوبات التي تواجه موضوعي التغيير في رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، في اطار استراتيجية دفاعية، عند استئناف الحوار الوطني غداً الاربعاء، فقال ان لبنان"يستحق بالفعل رئيساً قادراً على النظر الى المستقبل ويكون منتخباً وفق الدستور". وفيما كان"حزب الله"دافع عن الرئيس لحود وأكدت قيادته ان المشكلة ليست في الرئاسة بل في الاكثرية، كذلك"التيار الوطني الحر"الذي يتزعمه العماد ميشال عون الذي حذر قوى 14 آذار من تسمية مرشح للرئاسة لا يتمتع بقاعدة شعبية، وطالب بحكومة أقطاب، قال رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع:"التغيير في الرئاسة بالنسبة الينا نهائي ولن يحصل أي تراجع او تسويف". واعتبر ان موضوع الرئاسة"لا يحتمل التأجيل وبات كثيرون يتاجرون به". وأضاف:"هناك من يريد ان يأخذ أثماناً واذا كان البعض يريد ان يأخذ أثماناً منا فيكون مخطئاً واذا كان البعض يريد مراعاة مواقف خارجية فهذا يتنافى مع كل مبدأ الحوار". ورأى ان"البلد يعيش ازمة كبيرة وأفضل مكان لحلحلة الازمة هو الرئاسة"، مشيراً الى ان عودة التوازن الى مؤسسات الدولة تبدأ بالرئاسة. وعما إذا كان عدم الاتفاق مع الفريق الآخر على موضوع رئاسة الجمهورية سيفجّر الحوار، قال:"الوضع اصبح صعباً"، وفي حال اقترح"حزب الله"وحركة"أمل"والعماد عون تأجيل الرئاسة، قال جعجع:"نكمل الحوار في مواضيع أخرى ونذهب وفق خطتنا في موضوع الرئاسة... بكل الوسائل التي يسمح بها الدستور"، ملمحاً الى اللجوء الى الشارع. وزير الامن الايراني في دمشق استقبل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس وزير الأمن الايراني غلام حسين محسني اجه أي، وبحثا في"اهمية استمرار التشاور وتبادل الرأي بين البلدين إزاء التحديات الراهنة". وقالت مصادر رسمية ان الحديث تناول"مستجدات الاوضاع الاقليمية والدولية المتصلة بالمنطقة، خصوصاً في العراق".