"التحكيم الجيد هو أحد أهم عوامل نجاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا". هذا التصريح لرئيس الاتحاد الدولي فيفا سيب بلاتر واكبه أكبر درجة من الاستعدادات والاختبارات والشروط القاسية لاختيار 30 حكماً من كل قارات العالم لإدارة النهائيات. وتنطلق الدورة التأهيلية الأخيرة للحكام المرشحين للمشاركة في المونديال في مدينة فرانكفورت الألمانية من 21 إلى 25 آذار مارس الجاري بمشاركة 44 حكماً، ويؤكد المسؤولون في"فيفا"أن المختارين هم الأفضل جداً بعد رقابة طويلة المدى عبر المئات من الخبراء والمراقبين، ويسعى"فيفا"للمرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم إلى توحيد جنسية طاقم الحكام ليكون من دولة واحدة أو من قارة واحدة، وهو ما يضمن أعلى قدر من التفاهم والانسجام، إضافة إلى وحدة اللغة ما يرفع مستوى الطاقم ويجعله فريقا ناجحاً. الدورة الخاصة بالحكام المرشحين للمونديال تشهد عدداً ضخماً من الاختبارات لضمان أهلية وكفاءة واستعداد كل حكم للمشاركة في المونديال، ويبدأ الأمر بالكشف الطبي الدقيق لكل حكم في أكبر مراكز الطب الرياضي في فرانكفورت، ولن يسمح لأي حكم بمتابعة الدورة إلا إذا نجح بنسبة 100 في المئة طبياً، وبعده يتعرض الحكام لاختبارات اللياقة البدنية كوبر، للكشف عن سرعة الحكم وقدرته على بذل الجهد والجلد عند التعب، إضافة إلى ردود أفعاله. ويشرف أعضاء لجنة الحكام العليا في"فيفا"على امتحان الحكام في حفظهم الكامل قانون اللعبة وفهمهم العميق بنوده المختلفة وحجم استيعابهم تطبيقه. ويجرى الامتحان باللغة الإنكليزية لكل الحكام بلا استثناء، وهو الأمر الذي يجبر الحكام المرشحين على إجادة الإنكليزية في شكل كامل، وأخيراً يأتي الامتحان الأول من نوعه لحكام المونديال على مرّ العصور، وهو الامتحان النفسي لدرس قدراتهم على مواجهة الأزمات والضغوط والمواقف الصعبة، وكيفية مواجهة الجماهير الغفيرة والنجوم الشهيرة وشجاعتهم في إصدار القرارات والعقوبات. وبعد ستة أيام فقط من نهاية الدورة ينتقل رئيس وأعضاء لجنة الحكام العليا في"فيفا"إلى مقر الاتحاد الدولي في زيورخ لعقد اجتماعهم الأخير والحاسم لتخفيض عدد الحكام إلى 30 حكماً فقط، وهم أصحاب الحظوة بالمشاركة في المونديال، وهو أعلى شرف لأي حكم في العالم. الحكام ال44 حضروا دورتهم الأولى في شباط فبراير 2005 في ألمانيا، واختارهم"فيفا"لإدارة أهم المباريات في التصفيات القارية المؤهلة إلى كأس العالم 2006 وفي كل البطولات التي ينظمها"فيفا"- كأس القارات وكأس العالم للأندية وبطولة العالم للشباب دون 20 عاماً وبطولة العالم للناشئين دون 17 عاماً، وأقيمت كلها العام الماضي في ألمانيا واليابان وهولندا وبيرو على التوالي- إضافة إلى مشاركتهم في بطولات الأندية والأمم القارية، وتابعتهم عيون المراقبين بدقة خلال تلك الفترة، وأدت إلى استبعاد عدد من الحكام المشاهير أمثال الدنماركي كيم نيلسين والياباني نوكيرا لارتكابهما أخطاء جسيمة العام الماضي. وشملت قائمة الحكام المرشحين لدورة فرانكفورت ستة حكام من آسيا هم: السعودي خليل جلال الغامدي والياباني ثورو كاميكاوا والكوري الشمالي غونغ تشول كوون والسنغافوري شامسول مايدين والماليزي محمد صالح والإيراني مسعود مرادي، وستة حكام من أفريقيا هم: المغربي محمد جزاز والتونسي مراد الدعمي والبنيني كوفي كودغيا - وهم شاركوا في كأس العالم الماضية 2002 - والمصري عصام عبدالفتاح والجنوب أفريقي جيرومي دامون والغامبي مودو سوي، وستة حكام من قارتي أميركا الشمالية والوسطي هم: الأميركي كيفين سكوت والغواتيمالي كارلوس باتريس والجامايكي بيتر بيرندرغاست والسلفادوري رودلفو سيبريان والمكسيكيان بينيتو أرشونديا وماركو ومورنيو، وحكمان من الأوقيانوس هما الأستراليان مارك شيلد وماتيو بريزي وسبعة من أميركا الجنوبية هم: البراغوياني كارلوس أماريا والتشيلي كارلوس تشانديا والأرجنتيني هوراس اليزوندو والأوروغوياني غورغ لاريوندو، وهو استبعد من النهائيات الماضية في اللحظات الأخيرة السابقة للمونديال بسبب خلاف داخلي مع لجنة الحكام في بلاده، وريني بيتا نكورت والكولومبي رويز أكوستا والبرازيلي كارلوس سيمون. والعدد الضخم قادم من أوروبا التي تحظى برعاية ومجاملات دائمة من لجان الحكام المتعاقبة في"فيفا"، والمرشحون الأوروبيون عددهم 17 حكماً بينهم اثنان من كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وهم: الألماني الفائز بجائزة أحسن حكم في العالم 2005 وأدار نهائي"أمم أوروبا 2004"الدكتور ماركوس ميرك ومواطنه هربرت فانديل، والإسبانيان مانويل ميخوتو ولويس ميدينا كانتاليخو، والأول أدار المباراة الأسطورية لنهائي دوري أبطال أوروبا 2005 بين ليفربول الإنكليزي وميلان الإيطالي، والفرنسيان إريك بولا وألان سارس، والإيطاليان ماسيمو دي سانتيس وروبرتو روسيتي الذي أدار قبل عامين نهائي كأس العالم للشباب من دون 20 عاماً في الإمارات، ومعهم الإنكليزي غراهام بول والسويسري ماسيمو بوساكا، واليوناني الذي أدار أخيراً في القاهرة قمة الأهلي والزمالك كيروس فاساراس، والبلجيكي فرانك دي بليكير، واللوكسمبورغي الذي أدار مباراة الجزائر ومصر في أمم أفريقيا 2004 ألان هامر والنروجي تيرغي هاوغي صاحب قرار طرد المدافع الإسباني لتشلسي الإنكليزي ديل هيرنو ضد برشلونة الإسباني الشهر الماضي، والروسي فالنتين إيفانون والدنماركي كلاوس بولارسين والسلوفاكي مايكل لوبوس الذي أدار نهائي كأس القارات في ألمانيا العام الماضي بين البرازيل والأرجنتين. وفي حال نجاح كل الحكام العرب الغامدي وجزاز والدعمي وعبدالفتاح للاختبار الأخير يتناقص عدد العرب في نهائيات المونديال من خمسة في 2002 الإماراتي علي بوجسيم والكويتي سعد كميل والمصري جمال الغندور، وجزاز والدعمي إلى أربعة فقط، وشهدت نهائيات 1998 في فرنسا أكبر نجاح للحكام العرب، وأدار المغربي الراحل سعيد بلقولة المباراة النهائية لفرنسا ضد البرازيل، وأدار بوجسيم نصف النهائي للبرازيل ضد هولندا وأدار الغندور ربع النهائي للبرازيل ضد الدنمارك.