أسدل الستار منذ نحو اسبوعين على المونديال الفرنسي وانطلقت التحضيرات والاستعدادات لمونديال 2002 الذي تستضيفه اليابان وكوريا الجنوبية. وفي انتظار الاتفاق على الموعد النهائي للمونديال المقبل، يستعد الاتحاد الدولي فيفا لدرس وتحليل تقارير اللجان الفنية التي عملت في المونديال الماضي. وأفاد أحد أعضاء الفيفا انه من بين التقارير التي ستحظى بكثير من العناية والاهتمام، الدراسة الخاصة بالتحكيم خلال مونديال فرنسا، على ضوء الانتقادات التي وجهت الى الحكام حيث اعتبر أن مستوى التحكيم كان دون المنتظر. ولاحظ المصدر ان المونديال الفرنسي كان في الحقيقة مونديال التحكيم العربي والافريقي حيث منح الفيفا ولأول مرة منذ انطلاق كأس العالم عام 1930 الحكم العربي والافريقي ثقته ليتولى ادارة المباراة النهائية في مبادرة "ثورية". وأبرزت أولى التقارير والاحصائيات الخاصة بتحكيم كأس العالم ان ستة حكام من بين ال 34 الذين شاركوا في نهائيات المونديال الفرنسي، أدار كل واحد منهم 3 مقابلات بينهم ثلاثة حكام عرب هم المغربي سعيد بلقولة والاماراتي علي بوجسيم والمصري جمال الغندور، والثلاثة الآخرون هم الاسباني غارسيا اراندا والمكسيكي بريزيو كارتر وغونزاليس من الباراغواي. وأدار 18 حكماً مباراتين منهم السعودي عبدالرحمن الزيد. ومن الحكام الذين أداروا مباراة واحدة هناك ثلاثة أفارقة وحكم آسيوي واحد. ولاحظ خبير دولي في مجال التحكيم ان لجنة الحكام في الفيفا حرصت خلال المونديال الفرنسي على أن تتسم التعيينات بأكثر حياد ممكن بحيث لا تسند ادارة المباريات الى حكام ينتمون الى قارة أحد الفريقين، ولم يحدث ذلك إلا في 6 حالات ومع حكام أوروبا فقط، ما يعتبر تطوراً مهماً. وإذا استثنينا الحكم العربي الاماراتي علي بوجسيم الذي قاد مباراة لأحد المنتخبات العربية المغرب واسكتلندا، فإنه لم تعط لأي حكم افريقي أو آسيوي أو أميركي ادارة مقابلة أحد طرفيها منتخب من القارة التي ينتمي اليها هذا الحكم. وجاء في الدراسة ان الحكام العرب كانوا من أكثر حكام المونديال صرامة، حيث رفع المغربي بلقولة الورقة الصفراء 16 مرة أمام الاماراتي بوجسيم 14 والمصري الغندور 14 والمكسيكي بريزيو كارتر 13 والسعودي عبدالرحمن الزيد 10