بات الحكم الاماراتي الشهير علي بوجسيم ثاني حكم عربي يشارك في نهائيات مونديال كرة القدم للمرة الثالثة على التوالي بعد السوري جمال الشريف، الذي حقق هذا الانجاز في اعوام 1986 و1990 و1994، علماً انه سبق للاماراتي ان ادار مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين السويد وبلغاريا في مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994 ومباراة الدور نصف النهائي بين البرازيلهولندا في مونديال فرنسا عام 1998، كما قاد المباراة النهائية لكأس القارات العام الماضي، والتي جمعت بين فرنسا واليابان. ومن آخر المباريات المهمة التي قادها بوجسيم، المباراة الفاصلة بين الولاياتالمتحدة وكوستاريكا، وايضا مباراة الاوروغواي واستراليا ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2002. ونال الحكم المصري جمال الغندور فرصته الثانية في النهائيات بعد نجاحه في المونديال الماضي، والذي قاد فيه ثلاث مباريات من بينها البرازيل مع الدنمارك في الدور ربع النهائي. وهو أول حكم مصري افريقي يشارك في مونديالين متتاليين، علماً انه كان قاد مباريات عدة ايضاً في نهائيات كأس الأمم الافريقية والآسيوية والأوروبية ودورة ألعاب اتلانتا الاولمبية عام 1996 وكأس القارات. وضمت لائحة حكام الساحة العرب المختارين ايضاً المغربي محمد جزاز والتونسي مراد الدعمي والكويتي سعد كميل، والحكام المساعدين الاردني عوني حسونة والسعودي علي طريفي واللبناني حيدر قليط والمصري وجيه احمد والتونسي توفيق العجنقي. حلم النهائي مشروع وعلق بوجسيم على اختياره لقيادة النهائيات للمرة الثالثة في تاريخه بانه انجاز شخصي له ولبلاده وللعرب وآسيا عموماً، وأشار الى ان كل الاحتمالات واردة لقيادته مباريات في الادوار المتقدمة ومن بينها المباراة النهائية "ويبقى طموحي كبيراً بتحقيق الافضل في الاستحقاق الكروي الاكثر اهمية في العالم". وأبدى الحكم الاماراتي سعادته بارتفاع عدد الحكام العرب في النهائيات المقبلة، علماً ان ثمانية اسهموا في ادارة مباريات مونديال فرنسا الاخير... وتمنى ان يظهروا بصورة مشرفة. من جهته، اعلن الغندور أن الحكام العرب الذين اختيروا للمونديال لا يمثلون أنفسهم بل جميع الحكام العرب من المحيط الى الخليج. وأعتبر أن سعادته باختياره الثاني تفوق تلك في المرة الاولى "وهو جاء في التوقيت المناسب، اذ انني سأعتزل دولياً في العام المقبل". وأكد الغندور، الذي اطلقت زوجته زغاريد الفرح فور سماعها الخبر، ان الحكام العرب سيتمسكون بفرصة اثبات حضورهم القوي، والذي يعكس صورة العافية الكبيرة للتحكيم العربي، وواقع كونهم في الطليعة عالمياً". وهو لم يخف ان ادارة المباراة النهائية حلم مشروع له ولجميع الحكام "لكن المنافسة هذه المرة ستكون صعبة للغاية". اما الكويتي سعد كميل فوصف اختياره بالحلم الذي تحقق "وتطلعت بثقة للحصول على هذا الحق بعدما نجحت في قيادة مباريات عدة في مونديال الشباب ودورة الالعاب الاولمبية وبطولة القارات وسواها". وأوضح كميل انه يجب على الحكم الذي سيشارك للمرة الاولى في قيادة مباريات المونديال ان يكون في قمة استعداده ذهنياً وبدنياً ونفسياً. وتمنى، ان يقود مباريات في الادوار المتقدمة للمونديال، لكنه استدرك قائلاً: "ليس شرطاً ان يقود اي حكم ممتاز المباراة النهائية، ووجوده في ربع النهائي مثلاً امر مهم، لكن الاهم بالنسبة الينا ان نثبت وجودنا في هذا المحفل الدولي". وكان كميل نال شرف اعتباره العربي الوحيد الذي قاد مباريات ضمن بطولة العالم الاولى للأندية التي اقيمت في البرازيل في كانون الثاني يناير 2000، وتوّجها بادارته مباراة القمة بين فاسكو دا غاما البرازيلي ومانشستر يونايتد الانكليزي. كما قاد ايضاً نهائي البطولة الافرو- آسيوية للاندية بين الرجاء البيضاوي المغربي وبوهانغ الكوري، ونهائي البطولة الافرو- آسيوية للمنتخبات بين السعودية وجنوب افريقيا. حضور اول للبنان والاردن بالانتقال الى تعليقات حكام الساحة المختارين، قال المصري وجيه احمد: "هذا مسك الختام لمسيرتي مع التحكيم حيث سأتقاعد العام المقبل. وهي المرة الاولى التي يشارك فيها وجيه في كأس العالم والثانية التي يشارك فيها حكم مساعد مصري بعد حسن عبدالمجيد في مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994. واعتبر وجيه اختياره تتويجاً لمسيرته الطويلة في ميدان التحكيم، وكشف انه كان يتمنى ان يكون حكماً للساحة لكن قصر طوله حال دون ذلك وفق رؤية الحكم الدولي الراحل علي قنديل الذي نصحه بالتخصص في مراقبة الخطوط التي نجح فيها بجدارة، ونال شرف ادارة مباريات بطولات عدة في افريقيا وكأس العالم للشباب عام 1999 في نيجيريا وأخيراً دورة ألعاب سيدني الاولمبية عام2000. وبدوره، ابدى السعودي علي الطريفي سعادته باختياره، والذي حقق بحسب قله مشروعه الطموح في ميدان التحكيم. وأكد الطريفي ان وجود الحكم السعودي المستمر في نهائيات كأس العالم دليل على تميزه، علماً ان هذا الامر ظهر جلياً عبر قيادة عبدالرحمن الزيد وفلاج الشنار في مونديال فرنسا عام 1998. وهو حمل لمسات الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. ورأى الطريفي ان نجاح الحكم العربي في كأس العالم ليس مستغرباً، "لأن عدداً منهم سبق ان تألقوا من امثال المغربي سعيد بلقولة والاماراتي علي بوجسيم وعبدالرحمن الزيد وغيرهم". ويبلغ الطريفي سن ال41، وسبق ان نال الشارة الدولية عام 1998، وشارك في قيادة مباريات عدة ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات المونديال المقبل. وبالانتقال الى اللبناني حيدر قليط فوصف اختياره بأنه انجاز غير مسبوق لكرة القدم اللبنانية. وأشاد قليط 38 عاماً بالدور الذي لا يزال يضطلع به العميد السوري فاروق بوظو رئيس لجنة الحكام في الاتحادين العربي والآسيوي عضو لجنة الحكام في الاتحاد الدولي الفيفا، واعتبره مثله الاعلى على الصعيدين التحكيمي والاداري. وكان قليط نال شارة التحكيم المحلية عام 1990، والشارة الدولية بعد ستة اعوام، ويتضمن سجله حكماً مساعداً 44 مباراة دولية من بينها اربع مباريات في نهائيات كأس أمم آسيا عام 1996 في الامارات، والمباراة الودية التي اقيمت في ساراييفو بين منتخبي نجوم العالم والبوسنة والهرسك كان آخرها في نهائيات كأس ابطال الاندية العربية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في قطر. وقاد قليط ايضاً 9 مباريات، وهو رقم قياسي، في كأس امم آسيا للشباب عام 2000 في ايران، و5 مباريات في نهائيات بطولة العالم للشباب في الارجنتين العام الماضي احداها مباراة المركزين الثالث والرابع بين مصر والباراغواي. اما الاردني عوني حسونة فقال ان اختياره اجمل هدية له في عيد ميلاده ال38 الذي سيحتفل به اليوم، وقال: "انا فخور بهذا الاختيار، خصوصاً انني اول اردني ينال هذا الشرف. اشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي في تشريف حكام الكرة الاردنيين والعرب والآسيويين، وآمل ان اكون عند حسن ظن الجميع". واعتبر ان اختياره لا يعد نهاية بل بداية لمشوار الخطوة خطوة الذي استهله عام 1995، "لانني اشعر بانه لا يزال لدي الكثير لأقدمه". ويملك حسونة في جعبته 48 مباراة دولية ومئات من المباريات المحلية. وسبق له ان اختير افضل حكم في قارة آسيا عام 1998، وافضل حكم عربي في استفتاء مجلة "الحدث الرياضي" اللبنانية عامي 1999 و2000، ومجلة الاهرام الرياضي عام 2001. ومن ابرز البطولات الدولية التي انتدب للتحكيم فيها، نهائيات كأس العالم للناشئين عامي 1995 و1997، وكأس العرب في الدوحة عام 1998، وكأس القارات في المكسيك عام 1999، ودورة ألعاب سيدني الاولمبية عام 2000، وكأس آسيا عام 2000 في لبنان.