بكت الأمهات ابناءهن العسكريين اللبنانيين الذين اكتشفت رفاتهم في مقبرة وزارة الدفاع في اليرزة بحرقة أمس، ولو مضى على استشهادهم اكثر من 15 عاماً. كان مشهد تشييع رفات الشهداء العشرة من أمام المستشفى العسكري المركزي في بيروت مؤثراً، وجوه الأمهات التي اعتدنا رؤيتها كل يوم في خيمة المعتصمين من أهالي المعتقلين والمفقودين في السجون السورية تسأل عن مصير الأبناء، بدت مفجوعة بشدة، ولم تثن أجواء الحزن والنحيب عن إصرار الجموع التي احتشدت أمام المستشفى على الهتاف لحظة اخراج النعوش"حرية سيادة استقلال". وانتقد بعضهم غياب التمثيل الرسمي للمسؤولين عن التشييع. مراسم التكريم اقامتها قيادة الجيش للشهداء العشرة الذين تم تحديد هوياتهم من اللجنة العسكرية المختصة وصنفوا"شهداء ساحة الشرف"، وكان قضى 7 منهم خلال الاقتحام الذي نفذته القوات السورية للقصر الجمهوري في 13 تشرين الأول عام 1990 لإزاحة العماد ميشال عون، وثلاثة آخرون قضوا في منطقة الشحار الغربي عام 1984 في معارك بين"القوات المشتركة"وپ"القوات اللبنانية"وعناصر من الجيش اللبناني، وجرت في حضور وفد قيادة الجيش برئاسة نائب رئيس الأركان للعديد العميد الركن حسين الحجار ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وعدد من النواب ووفد من"التيار الوطني الحر"وشخصيات. والنعوش كانت مغطاة بالأعلام اللبنانية، وقدمت ثلة من عناصر الجيش التحية للشهداء، وعزفت موسيقى الجيش نشيدي الشهداء والموتى، فيما حمل الأهالي صور الأبناء، وجرى تقليد كل منهم وسامي الحرب والجرحى. ولدى مرور النعوش أمام عائلات الشهداء نثر عليها الرز وسط التصفيق وزغردة النسوة اللواتي أغمي على بعضهن من شدة التأثر. ثم وضعت نعوش في سيارات الموتى حيث نقلت رفات كل شهيد الى مسقط رأسه لدفنه. وكانت كلمة للنائب ادغار معلوف تكتل التغيير والإصلاح اعتبر فيها أن"هؤلاء الشهداء قدموا حياتهم للبنان، ويجب تكريمهم لا نسيانهم، فهم شهداء الوطن". أما اللواء المتقاعد عصام ابو جمرا التيار الوطني الحر فرأى أن"لبنان قوي برجاله وهؤلاء الرجال عاشوا لبنان". والشهداء هم: الملازم اول روبير عزيز بو سرحال، الرقيب جوزيف حليم عازار، العريف جاك حنا نخول، العريف الياس يوسف عون، العريف جورج مطانيوس بشور، الجندي جان جوزيف الخوري، الجندي ميلاد يوسف العلم، والعريف نبيل فهيم الخوري والعريف ايلي حنا بركات والجندي مطانيوس حنا جرجس. الى ذلك، أعلن عضو لجنة الاتصالات السياسية في"التيار الوطني الحر"زياد عبس"ان وفداً من"حزب الله"سيتوجه أواخر الاسبوع المقبل الى سورية حاملاً ملفاً يتضمن 25 اسماً لمعتقلين في السجون السورية على أمل ان يعود وفي حوزته أجوبة للأهالي". وأشار الى أن التيار تلقى على موقعه الإلكتروني اكثر من 220 اتصالاً من أشخاص لبنانيين لجأوا الى اسرائيل ويريدون العودة ونأمل ان نستقبل أول الأهالي في خلال شهر من الآن".