يشهد لبنان اليوم، حداداً وطنياً عاماً، مع انضمام مؤسساته وإداراته ومدارسه ونقابات ومؤسسات تجارية في مختلف المناطق إلى قرار الإقفال حداداً على شهداء الجيش الذين سقطوا في عملية «فجر الجرود» وعلى الشهداء العسكريين الذين خطفهم تنظيم «داعش» الإرهابي والذين سيتم تشييعهم اليوم في حفل تكريمي، في باحة وزارة الدفاع. وستتوقف مؤسسات لن تشارك في الإقفال، عن العمل مدة خمس دقائق حداداً. ودعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى الاجتماع في قصر بعبدا بعد مراسم التكريم.وسيترأس الاحتفال التكريمي الذي سيحضره رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ووزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون وأركان القيادة وشخصيات. على أن يتم بعد ذلك نقل نعوش العسكريين: حسين عمار، محمد يوسف، خالد مقبل، إبراهيم مغيط، يحيى خضر وسيف ذبيان في مواكب ستمر في ساحة رياض الصلح ظهراً كمحطة وداعية لخيمة اعتصام الاهل قبل نقل النعوش إلى قرى الشهداء. وتمنى الأهالي على «المواطنين عدم إطلاق النار». أما عائلات الشهداء علي المصري وعلي الحاج حسن وعباس مدلج فاتخذت قرارها بعدم الانتقال إلى ساحة رياض الصلح بعد وزارة الدفاع لأنها تحمّل، وفق ما أكد حسنين المصري شقيق العسكري الشهيد المصري ل «الحياة»، «الرئيس سعد الحريري والرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام وقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي مسؤولية التقصير في ملف أبنائهم». لكن الشيخ محمد الحاج حسن شقيق العسكري الشهيد علي، رفض في اتصال مع «الحياة» «رمي الاتهامات ضد المسؤولين جزافاً وأبلغت وزير الداخلية نهاد المشنوق هذا الأمر». وبقي قرار عائلة الشهيد مصطفى وهبة غامضاً. واستعدت أمس، قرى عكار والبقاعين الغربي والشمالي والشوف لاستقبال الشهداء. وجرى وضع اللمسات الأخيرة لمراسم التشييع. وفي المواقف المتضامنة مع الجيش، هنّأ الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الرئيس عون، «الجيش على تحرير قسم كبير من الجرد من الطاعون الذي كان يوجد فيه»، آملاً ب «بداية مرحلة جديدة للبنان لأننا ندرك تماماً مدى الضرر والخطر اللذين كانا يتأتيان من هذه الجرود على الأمن والاقتصاد». وأمل بأن «تتكشف الحقائق في موضوع استشهادهم، لا سيما أن المرحلة الأخيرة لا تخلو من التساؤلات». وشدد على أن «الجيش عنصر أساسي في مسارنا الوطني ويجسد روح التضحية والمقاومة». وعزى حزب «الوطنيين الأحرار» «قيادة الجيش وذوي العسكريين الشهداء. وأكد تأييده «أي تحقيق يهدف إلى تحديد المسؤوليات في خطفهم واستشهادهم وصولاً إلى الصفقة التي أبرمها حزب الله والنظام السوري والتي سمحت بخروج الإرهابيين إلى حيث يريدون سالمين مكرمين». وأمل بأن «تعود إلى الجيش حصرية امتلاك السلاح». بخاري تبرّع بالدم وجال القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري على عدد من المسؤولين في صيدا (جنوبلبنان)، بعدما تبرع بدمه خلال حملة لدعم الصليب الأحمر اللبناني، مؤكداً ان المملكة «تسعى دائماً الى العمل الإنساني والتبرع بالدم جزء من هذا العمل الذي يثبت من خلاله العمل الديبلوماسي السعودي ان المملكة مع الإنسان اينما كان وفي كل مكان». وزارت أمس، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان السفيرة كريستينا لاسن، العماد عون، معزية ب «العسكريين اللبنانيين الذين سقطوا دفاعاً عن الحدود الشرقية ضد الجماعات المتطرفة». وأعربت في بيان عن «تعاطفها العميق مع أسر العسكريين وكذلك مع لبنان دولة وشعباً في يوم الحداد الوطني». وأثنت على «الجهود والتضحيات المستمرة للجيش في الدفاع عن البلاد وشعبها، ورحبت بتصميم جميع القادة على وضع حد للإرهاب». وأكدت أن «الاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه لمؤسسات الدولة للحفاظ على وحدة لبنان واستقراره وأمن شعبه، ويشيد بالدور المهم للجيش كركيزة للسيادة وفي محاربة الإرهاب». «الوفاء للمقاومة» الى ذلك، اعتبرت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية أنه «آن الأوان لتصويب العلاقات مع سورية ومعالجة الشوائب». ورأت أنه «تم تأمين كامل الحدود الشرقية واستعاد لبنان سيادته عليها وأسقط المشروع الأميركي». وشددت «على تحالفها مع حركة أمل والتيار الوطني الحر»، مؤكدة «حرصها على تمتين العلاقات مع كل الدول الصديقة وفي مقدمها الصين وروسيا». ودعت الى «مراجعة نقدية تصوب الاداء السياسي». شورتر:السماح بفرار «داعش» مؤسف أعلنت السفارة البريطانية لدى لبنان أنها ستنكس أعلامها اليوم. وكان السفير هيوغو شورتر زار قائد الجيش عون، مهنّئاً الجيش اللبناني ب «النجاح العسكري لعملية فجر الجرود، ومقدماً تعازيه الحارة بالجنود». وقال في تصريح: «كانت عملية فجر الجرود معقدة ودقيقة ومحفوفة بالأخطار. يشكل داعش تهديداً عالمياً للناس في كل مكان. وأظهر الجيش اللبناني أنه فاعل ومهني وقادر على الدفاع عن لبنان من التهديدات غير المتوقعة في المنطقة. أتم الجيش مهماته، ومن المؤسف أن يسمح آخرون لمسلحي داعش بالفرار عبر سورية». وذكرت السفارة في بيان بأن «المملكة المتحدة تساعد على تدريب أكثر من 11 ألف جندي، وبناء أكثر من 20 قاعدة عمليات متقدمة، و30 مركزاً لمراقبة الحدود، ودعمنا سيستمر. ونؤمن بأن الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان ووحده يمثل كل اللبنانيين ويعمل في إطار القانون وبموافقة الدولة اللبنانية وشعبها».