قالت مصادر حكومية ل"الحياة"ان الاتصالات من أجل زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق للتباحث مع القيادة السورية في الحصول على وثيقة تثبت لبنانية مزارع شبعا المحتلة وفي اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين لم تنضج بعد، على رغم بعض الرسائل التي نقلت الى بيروت عن"استعدادات أفضل"لدى الجانب السوري من أجل الاستماع الى الجانب اللبناني. وكان مؤتمر الحوار الوطني اللبناني فوض السنيورة القيام بكل الاتصالات والتحركات الضرورية من أجل تثبيت لبنانية المزارع. وقالت المصادر ان السنيورة نفسه هو الذي اقترح ان يزور دمشق لهذا الغرض، ولكنه أكد أنه يريد ضماناً لأن تكون الزيارة منتجة، بحيث تكون تتويجاً لاتصالات ترسم ما يمكن الاتفاق عليه والحصول على نتيجة في شأن اعتراف سوري موثق على الخرائط بلبنانية المزارع. وذكرت المصادر نفسها ل"الحياة"ان مبادرة السنيورة لقيت استحساناً لدى حلفاء دمشق، أي التحالف الشيعي، بعد ان اتفقوا مع تحالف قوى 14 آذار على صيغة للدور السوري في تثبيت لبنانية مزارع شبعا وان الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله أكد للسنيورة أنه مستعد للمساعدة على التمهيد للزيارة متى قرر رئيس الحكومة القيام بها. وأشارت المصادر الى ان السنيورة اقترح على مؤتمر الحوار الوطني بعد ملاحظة من رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط اوضح فيها ان دمشق قد تستخدم الحجة القائلة ان توقيعها على خرائط قديمة تعترف بلبنانية المزارع يضعف موقفها التفاوضي في شأن الجولان وبحيرة طبريا التي تستند في المطالبة بها الى خرائط مختلفة عن تلك التي رسمت في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، ان يتم اعتماد خريطة جديدة كلياً يرسم عليها خط جديد، باتفاق البلدين، ويقدم الى الاممالمتحدة. ورأى السنيورة ان هذا المخرج يرفع الاحراج عن دمشق اذا ارادت التجاوب مع المطلب اللبناني. ورأت المصادر ان السنيورة في حال زار دمشق لا يستطيع الا التحدث بصراحة متناهية مع الجانب السوري، مثلما فعل خلال زيارته الى سورية في شهر تموز يوليو من العام الماضي، لأن هناك الكثير من المواضيع التي تفرض الاوضاع اللبنانية اثارتها، ومنها الوضع الامني في لبنان والاتهامات الموجهة الى دمشق بأنها تدعم عملية زعزعة الاستقرار عبر بعض الاعمال الامنية التي تنفذ في لبنان، كما انه لا بد من أن يثير الموقف من موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي أيد مؤتمر الحوار الوطني قرارات الحكومة بضرورة انهائه خلال 6 أشهر، خصوصاً ان المنظمات الفلسطينية الحليفة لدمشق هي المعنية بالتنفيذ الذي تأجل كثيراً نتيجة ممانعة هذه المنظمات. وسألت المصادر:"هل ان دمشق باتت اكثر تقبلاً لتغيير طريقة تعاطيها مع لبنان قياساً الى اسلوبها السابق الذي تسبب بأضرار في العلاقة؟ فرئيس الحكومة سبق ان أكد للمسؤولين السوريين ان"مرحلة وحقبة"عبد الحميد السراج التي كانت فيها سورية تتدخل وتملي التوجهات على لبنان، قد ولّت وان البلدين يجب ان يتصرفا في شكل مستقل مع التأكيد على خصوصية العلاقة بين البلدين تاريخياً وجغرافياً فضلاً عن البعد القومي الذي يحرص عليه السنيورة المعروف بعقله العروبي وبعواطفه القومية". وانتهت المصادر الى القول ان السنيورة لن يتحرك قبل اتضاح الاستعدادات السورية، من خلال الاتصالات العربية التي أجراها فور انتهاء جلسة الحوار الوطني الثلثاء الماضي، والتي يواصلها. وأكدت انه لا يمكن الجزم اذا كان السنيورة سيزور العاصمة السورية بعد القمة العربية في الخرطوم حيث ينتظر حصول اجتماعات ولقاءات سورية - عربية واحتمال حصولها قبل القمة وارد إذا نجحت هذه الاتصالات في توضيح الاستعدادات السورية. وغموض هذه الاستعدادات هو وراء التريث ايضاً في اتخاذ قرار لبناني بتلبية دعوة دمشق لوزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ لزيارتها.