الترشيحات في كل مكان أجمعت على تصنيف المجموعة الرابعة أضعف المجموعات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 وهي تضم البرتغال التي لم تتجاوز الدور الأول في النهائيات الأخيرة، ولم تصل قبلها إلى المونديال عبر 36 عاماً، ومعها المكسيك التي لم تعبر ربع النهائي في تاريخها، وإيران التي تعود إلى النهائيات بعد ثماني سنوات، وهي خرجت في مشاركتيها السابقتين من الدور الأول، وأنغولا التي صعدت للمرة الأولى. والمنتخبات الأربعة غير مرشحة للوصول إلى نصف النهائي، ويرى الخبراء أن الأول والثاني - والترشيحات للبرتغال والمكسيك - قريبان من السقوط السريع في الدور الثاني أمام أول وثاني المجموعة الثالثة التي تضم الأرجنتين وهولندا. العجيب أن المجموعة التي يراها الكثيرون الأضعف في البطولة تضم ثلاثة من أبرز هدافي العالم حالياً على رأسهم الإيراني علي دائي الذي يكمل في 21 آذار مارس الجاري عامه ال37، وهو من بين أكبر اللاعبين سناً في النهائيات - وهو هداف العالم الأول في المباريات الدولية برصيد 107 أهداف، وهو الوحيد عبر التاريخ الذي تجاوز حاجز 100 هدف دولياً، وهو الثاني - بعد السعودي محمد الدعيع - بين نجوم مونديال 2006 في عدد المباريات الدولية ورصيده الحالي 145 مباراة بين عامي 1993 و2006 وسبق له المشاركة في كأس العالم 1998 في فرنسا. ولأن المجموعة الرابعة في المونديال هي الأغنى بالهدافين، فقد شملت أيضاً المكسيكي الرهيب ياريد بورغيتي صاحب المركز الأول في صدارة الهدافين في التصفيات بين كل لاعبي العالم، وسجل 14 هدفاً رفعت رصيده إلى 37 هدفاً متصدراً قائمة هدافي المكسيك دولياً على مرّ العصور، وعلى رغم أن بورغيتي أكمل 32 عاماً في آب أغسطس الماضي إلا أنه لم يعرف طريقه إلى الاحتراف في أوروبا إلا منذ أشهر قليلة فقط، ولكن انتقاله إلى بولتون واندررز الإنكليزي لم يكلل بالنجاح، ولا يلعب بورغيتي أساسياً في تشكيلة ناديه في الدوري. ويتمتع المنتخب المكسيكي بوجود ثلاثة من صفوفه بين أفضل ثمانية هدافين في التصفيات، والنجم لوزانو أحرز 11 هدفاً، وفونسيكا سجل 10 أهداف، وهو الأمر الذي يفسر صعود المكسيك الدائم إلى نهائيات المونديال في المسابقات الأخيرة وتجاوزها الدور الأول في النهائيات الثلاثة الماضية وهو المنتخب الأكثر فوزاً والأوفر أهدافاً في التصفيات برصيد 13 فوزاً و49 هدفًا ولدى بورغيتي هدفان في نهائيات كأس العالم الماضية. ولا يقتصر الأمر على علي دائي، وبورغيتي، في ايران، والمكسيك، ولكنه يمتد أيضاً ليشمل البرتغالي باوليتا، وهو الهداف الأول لقارة أوروبا في التصفيات برصيد 11 هدفاً والطريف أنه تجاوز ال33 أيضاً من عمره لتصبح الخبرة الطويلة في الملاعب صاحبة الكلمة العليا بين الهدافين في التصفيات. وشهد ملعب بورتو في 12 تشرين الأول أكتوبر الماضي هدفين لباوليتا في شباك ليتوانيا، وفازت البرتغال 3- صفر وعادل هدفه الأول الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف لأي لاعب في تاريخ المنتخب، والمسجل للأسطورة إيوسيبيو 41 هدفاً في 64 مباراة، وحطم الهدف الثاني لباوليتا الرقم ليصل إلى 42 هدفاً في 79 مباراة. ويواجه باوليتا في نهائيات مونديال 2006 تحدياً كبيراً كهداف، ولو نجح في إحراز سبعة أهداف فسيضرب عصفورين بحجر واحد أولهما صدارة هدافي البرتغال في النهائيات، والرقم الحالي لإيوسيبيو برصيد 9 أهداف نال بها هداف كأس العالم 1966 في إنكلترا، والرصيد الحالي لباوليتا 3 أهداف في 3 مباريات في كوريا الجنوبية واليابان 2002، ويرفع باوليتا أيضاً رصيده من الأهداف الدولية إلى 50 هدفاً، وهو حاجز لم يصل إليه أكثر من 25 لاعباً في القارة الأوروبية. ويتوقع باوليتا صعود البرتغال إلى الدور الثاني عبر مجموعتها التي تبدو له أسهل من بعض المجموعات الأخرى، والمباراة الأولى ضد أنغولا هي الأهم على الإطلاق، ومباراتا المكسيكوإيران تمثلان صعوبة خاصة بسبب وفرة المهارات الفردية بين لاعبي المنتخبين، والمهمة الحقيقية والاختبار الجاد للبرتغال يبدأ من ثمن النهائي. ويختلف المدير الفني البرازيلي لمنتخب البرتغال لويز فيلبي سكولاري مع الجميع في التقدير المتسرع لضعف المجموعة، ويرى أن الفرحة الزائدة التي عمت البرتغاليين بعد قرعة بطولة أوروبا 2004 بداعي سهولة المجموعة أدت إلى خسارة اللقب أمام اليونان في النهائي، وتكرار الفرحة يمكن أن يؤدي إلى كابوس جديد في ألمانيا ولا يمكن الاستهانة أبداً بمنتخب إيران الذي يتمتع بصلابة كبيرة ونجوم موهوبين بوفرة. ويحرص سكولاري دائماً على تذكير لاعبيه بأن منتخب البرتغال خرج من الدور الأول في النهائيات الماضية على يدي الولاياتالمتحدة على رغم أن الكثيرين رشحوا الفريق للمنافسة على اللقب، وسبق لها الخروج أيضاً من الدور الأول عام 1986 على يدي المغرب، ولا مجال للتفاؤل الزائد لأن التاريخ لا يحمل أي عناصر إيجابية.