اعتبر الفائز من حركة"فتح"في خان يونس في الانتخابات التشريعية محمد دحلان أن من العار على حركة"فتح"المشاركة في حكومة ائتلافية مع حركة"حماس"التي اكتسحت معظم مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات التي جرت الاربعاء الماضي بنزاهة وشفافية. وخاطب دحلان الاف المسلحين والمتظاهرين من حركة"فتح"الذين خرجوا للاعلان عن غضبهم من الهزيمة التي منيت بها الحركة في الانتخابات التشريعية وحض قادتهم على عدم المشاركة في الحكومة المقبلة بالقول ان"من العار على"فتح"المشاركة في حكومة تقودها"حماس"، مجدداً رفضه ان تشارك"فتح"في هذه الحكومة"في اعقاب دعوة"حماس"لها للمشاركة بعد فوزها الساحق بنحو 75 مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي ال132. وقال:"ان حركة"فتح"أمانة في اعناقكم وعنقي وعنق كل الشرفاء وأنا شخصياً لن أدخل الحكومة وسأكون في المعارضة وسنعمل من أجل ترتيب وضع حركة"فتح". وأضاف:"علينا أن نحاسب اللجنة المركزية لحركة"فتح" على ما أوصلتنا إليه من مصائب". ولطمأنة انصار"فتح"وموظفيها في السلطة الفلسطينية هدد بانه"اذا فكر أي شخص مهما علا شأنه في الاقتراب من وظيفة أي مواطن فسيكون قد ارتكب الخطأ الأخير في حياته". وكان الآلاف من اعضاء"فتح"من بينهم مئات المسلحين نزلوا الى الشوارع ليل الجمعة - السبت فيما بدا انه ردة فعل ما بعد الاستفاقة من صدمة الهزيمة، واطلقوا النار بكثافة في الهواء قرب منزل الرئيس محمود عباس بالقرب من شاطئ البحر في مدينة غزة الذي لم يكن موجوداً فيه. وحمل المتظاهرون المسؤولية عن هزيمة الحركة في الانتخابات للرئيس عباس واتهموه ب"الخيانة"و"التواطؤ"مع حركة"حماس". وهي المرة الثانية التي يتهم فيها ناشطون في حركة"فتح"الرئيس عباس بالخيانة، اذ كانت المرة الاولى في أوائل ايلول سبتمبر 2003 عندما وصفه اعضاء في"فتح"بانه"كرازي"فلسطين ما دفعه الى الاستقالة في اليوم نفسه. وجاب المتظاهرون والمسلحون عددا من شوارع مدينة غزة وهم في حال من الغضب الشديد الذي عبروا عنه باطلاق الاف الرصاصات والهتاف ضد عباس واللجنة المركزية ل"فتح"وبألفاظ نابية ضد حركة"حماس"خصوصا قائدها الدكتور محمود الزهار. كما احرق المتظاهرون عددا من السيارات المدنية تعود ملكيتها للمواطنين وللمجلس التشريعي، وأحرقوا اطارات السيارات ورايات"حماس"الخضراء في الشوارع. وحطم المتظاهرون الغاضبون زجاج نوافذ المجلس التشريعي ومكيفات الهواء في مبناه الذي اعتلوا سطحه. وفي خطوة للتعبير عن تضامنهم معه، توجه المتظاهرون الى منزل عضو مكتب التعبئة والتنظيم في"فتح"سمير المشهراوي الذي خسر الانتخابات في دائرة مدينة غزة امام مرشحي"حماس". ودعا المشهراوي المتظاهرين الى التعبير بهدوء ومن دون عنف او تخريب عن غضبهم ازاء هزيمة الحركة، معتبراً ان عمليات التخريب تسيء على حركة"فتح". ميدانياً، اصيب 11 فلسطينياً بجروح متفاوتة في اشتباكات مسلحة في مدينة خان يونس جنوب القطاع ليل الجمعة - السبت. واصيب اربعة من افراد عائلة واحدة انقسم افرادها بين مؤيد ل"حماس"وآخر مؤيد ل"فتح"، فيما اصيب سبعة من رجال الامن في اشتباكات مع عناصر من"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"في المدينة. وقالت مصادر محلية ان عناصر من"كتائب القسام"وصلوا الى مقر لجنة الانتخابات المركزية في خان يونس وانتشروا فيه كي يحموه من هجمات محتملة من جانب عناصر"فتح"الغاضبين. ورفضت حركة"حماس"تحميلها المسؤولية من جانب وزارة الداخلية والامن الوطني، محملة بدورها المسؤولية للامن الوقائي الذي خسر نائب مديره سليمان ابو مطلق الانتخابات في دائرة خان يونس امام مرشحي"حماس".