أعلنت اللجنة الحركية العليا للانتخابات التمهيدية"برايمريز"في حركة"فتح"أمس الغاء اجراء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية في أعقاب أعمال الفوضى والعنف واطلاق النار وحرق بعض صناديق الاقتراع والمراكز الانتخابية، وخطف صناديق أخرى. وقال رئيس اللجنة ابراهيم أبو النجا ل"الحياة"ان اللجنة قررت في أعقاب اجتماع طارئ عقدته في مدينة غزة أمس الغاء العملية الانتخابية في محافظات قطاع غزة الخميس بسبب ما حدث من تجاوزات خطيرة. وأضاف ان الجميع الآن في انتظار عودة الرئيس محمود عباس من جولته الخارجية ليتم بحث الأمر معه واتخاذ القرارات الملائمة في هذا الشأن. وأشار أبو النجا الى أن الحركة كانت قررت في السابق أنه سيتم تعيين مرشحيها عن الدائرة التي لن تجري فيها الانتخابات التمهيدية"برايمريز"، ما يعني ان اللجنة التي يرأسها عباس هي التي ستختار المرشحين ال49 للحركة من القطاع لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة. وستقرر هذه اللجنة من سيخوض هذه الانتخابات وفقاً لنظام الدوائر، ومن سيخوضها على القائمة المركزية التي ستضم مرشحيها من الضفة وغزة معاً. واشار المنسق الاداري العام للانتخابات التامهيدية ذياب اللوح في تصريحات صحافية الى ان 326 مرشحاً يتنافسون في دوائر القطاع المحافظات الخمس على 49 مقعداً مخصصة للحركة في القطاع. ولفت الى ان 10 مرشحين يتنافسون في محافظة شمال غزة جباليا ويتنافس 72 مرشحاً على 17 مقعداً في محافظة غزة، و75 يتنافسون على 10 مقاعد في خان يونس، و54 يتنافسون على ستة مقاعد في الوسطى، و45 يتنافسون على ستة مقاعد في رفح. وقالت مصادر محلية ان مسلحين احرقوا عدداً من مراكز الاقتراع واغلقوا عدداً آخر منها في محافظة خان يونس، مضيفة ان مسلّحين من"فرسان العاصفة"احد الاجنحة العسكرية للحركة اطلقوا النار داخل مقر الحركة وسط مدينة خان يونس، واغلقوا ابوابه لمنع اجراء عملية الاقتراع. واعتبر متحدث باسم"فرسان الصاعقة"ان تزويراً متوقعاً حدث اثناء عملية الاقتراع، مشيراً الى ان عناصر فاعلة اعضاء كثيرة من الحركة لم تدرج اسماؤها في سجلات الناخبين، على رغم انها سجلت اسماءها في اوقات سابقة كأعضاء في الحركة. ورأى ان ما يحدث ليس سياسة انتخابية بل سياسة تعيين، وان هناك خطة مبيتة لانجاح شخصيات بعينها وصعودها على حساب الآخرين، متوقعاً ان تكشف الساعات القليلة المقبلة اللعبة. ورأى وزير الشؤون المدنية محمد دحلان في الانتخابات التمهيدية قبل اعلان إلغائها"فرصة قوية للجيل الشاب من أجل المشاركة الفعالة والقوية لاتخاذ القرار السياسي والتنظيمي في الحركة، على رغم ما يشوب العملية الديموقراطية الضخمة من أخطاء ادارية وفنية". واعلن دحلان في حديث لوكالة"معاً"الاخبارية المحلية في اعقاب ادلائه بصوته في خان يونس رفضه اعتبار الانتخابات التمهيدية محاولة لاقصاء الحرس القديم في"فتح". وفي محافظة الوسطى، التي شرعت الاجهزة الامنية والشرطية أول من امس بتنفيذ حملة امنية واسعة تستهدف اعادة بسط سيادة القانون والنظام فيها، احرق اعضاء في الحركة مركز للاقتراع في مدينة دير البلح الرئيسة في المحافظة. ولم تجر الانتخابات الا في قرية الزوايدة في المحافظة التي تضم أربعة مخيمات للاجئين، اضافة الى مدينة دير البلح وقرية المصّدر. وبدا في شكل عام ان آلاف العناصر في الحركة الذين سجلوا في اوقات سابقة اسماءهم فيها بموجب وثائق خاصة يطلق عليها الفتحاويون"ذاتية"، لم يجدوا أسماءهم في هذه الكشوف". ويقول بعضهم ان اسماءهم اسقطت عمداً، في حين رأى بعضهم الآخر انها سقطت سهواً نتيجة اخطاء ادارية، فيما شكا آخرون من ان عناصر مؤيدة ومناصرة لحركة"حماس"سجلت اسماءها بغية التصويت والتأثير لصالح مرشحين بعينهم في"فتح".