دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الهند إلى الاستمرار في دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية:"لتسهم في الجهود الدولية للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة لهذه المشكلة". وقال الملك عبدالله الذي يقوم بزيارة تاريخية لنيودلهي ان الوضع في فلسطين"مشكلة طالت"، مشدداً على تأثيرها"على استقرار المنطقة". وعن الخلاف الهندي - الباكستاني في شأن جامو وكشمير وقضايا اخرى عالقة بين البلدين، رأى الملك عبدالله في كلمة مساء اول من امس"أن الاستقرار يتطلب الأمن والسلام". مشيراً إلى أن"الحروب كما يدرك كل العقلاء نار مدمرة تأكل الأخضر واليابس ولا يوجد فيها منتصر ومهزوم... لذلك ومن منطلق الحرص على السلام، وفي ضوء علاقتنا الممتازة المعروفة مع باكستان، وعلاقتنا المتنامية مع الهند، فإننا نتمنى أن تنجح المباحثات بين البلدين في الوصول إلى الحلول لكل القضايا العالقة التي يرضاها الطرفان، وتنزع فتيل الخلاف، وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة". وواصل قادة الهند احتفاءهم البارز بالملك عبدالله بن عبدالعزيز في اليوم الثالث من زيارته لنيودلهي، إذ شهد صباح أمس الاحتفالات الوطنية ب"يوم الجمهورية"، وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين. واستكمل الملك عبدالله والرئيس الهندي أبوبكر زين العابدين عبد الكلام، بعدما شهدا الاحتفالات، محادثاتهما الثنائية للمرة الثالثة خلال الزيارة. ويغادر الملك عبدالله مساء اليوم مطار القاعدة الجوية في نيودلهي إلى محطته الثالثة في الجولة الخارجية الأولى له بعد توليه مهمات الحكم في المملكة، واختار الملك أن يزور أربعة بلدان رئيسة في آسيا، هي الصينوالهند وماليزيا، ويختتم الجولة بزيارة العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وكان الرئيس الهندي عبد الكلام أكد في حفلة العشاء الرسمية التي أقامها أول من أمس تكريماً للملك والوفد المرافق بالقول:"كانت زيارتكم منتظرة منذ وقت طويل". وقال إنها"تكتسب أهمية في إطار التغيرات البعيدة المدى التي تحدث في العالم والمنطقة. كما تشير إلى حافز جديد لحوارنا السياسي وشراكتنا الاقتصادية". ونوه الرئيس الهندي بجهود السعودية في مكافحة الإرهاب، مثمناً نتائج المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت اليه الرياض العام الماضي، ومبادرتها في إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب. واضاف أن السعودية"تشكل أهمية كبيرة للعالم بأسره في المجالات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية. لذلك فإن السلام والاستقرار في الخليج يشكلان أهمية حيوية لنا جميعاً، ونشارككم التهديد المشترك من الإرهاب، وهناك ضرورة لتعزيز تعاوننا لمحاربة هذه المشكلة العالمية". وقال:"إننا الآن شريكان وثيقان في قطاع الطاقة، وحوالي ربع واردات النفط الخام تأتي من بلدكم". ولاحظ"أن الطلب على الطاقة سينمو مع التوسع السريع للاقتصاد الهندي". وأشار إلى أن الهند والسعودية"ربطتهما دائماً علاقات الصداقة، بيد انه يتعين على هذه العلاقات أن تحقق كامل إمكاناتها، وقد حان الوقت الآن لتعزيز وتوسيع المزيد من هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات مرتفعة جديدة". وجدد الرئيس عبد الكلام رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع السعودية في مجال التجارة والاستثمار"بصورة خاصة". ورأى:"ان اقتصاد البلدين مكمل لبعضه بعضاً، فالنمو الاقتصادي السريع للهند يوفر فرصاً جديدة لشراكات مهمة في قطاعات عدة، تشمل الطاقة والبنية التحتية والتصنيع وتقنية اتصالات المعلومات والعلوم والتقنية". وأضاف:"ونحن في حاجة إلى إقامة شراكة استراتيجية في مجال الطاقة وتطوير شراكة طويلة الأجل، عبر مشاريع مشتركة في مجالات الغاز والطاقة في المملكة العربية السعودية والهند". مرحباً ب"الاستثمارات السعودية في اقتصادنا"، ومتطلعاً إلى"عهد جديد من التعاون من اجل المنفعة المشتركة للبلدين".