حملت الحكومة السودانية أمس الولاياتالمتحدة مسؤولية خسارتها رئاسة الاتحاد الافريقي بممارسة ضغوط على القادة الافارقة، واعتبرت اشادة واشنطن بعدم حصولها على الرئاسة استفزازاً. لكن الرئيس السوداني عمر البشير اكد التزام بلاده التعاون الكامل مع رئيس الاتحاد الأفريقي الجديد لتحقيق السلام في دارفور وقبول الوساطات الأفريقية لحل الخلافات مع تشاد واريتريا. واتهم وزيرا الداخلية والعدل السودانيين الولاياتالمتحدة بالتدخل والضغط على بعض القادة الافارقة لإعاقة رئاسة السودان للاتحاد الافريقي. وكشف وزير الداخلية الدكتور الزبير بشير طه ان مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الإفريقية جينداي فرايزر جاءت بمخطط واضح لدعم خطة منع السودان من رئاسة القمة، موضحاً إنها وبمجرد أن ضمنت نجاح مساعيها على مستوى المشاورات مع الزعماء الافارقة في الخرطوم خرجت تبشّر عبر الهاتف بأن السودان لن يفوز بالمنصب. وعزا وزير العدل السوداني محمد علي المرضي ايضاً عدم تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي للضغوط التي مارستها اميركا والدول الاوربية علي بعض الدول الافريقية ذات الضعف الاقتصادي والمشاكل الداخلية، وإلى تطلعات بعض الدول الافريقية الأخرى لتولي الرئاسة. وقال رئيس جمهورية الكونغو برازافيل دينس ساسو نغيسو الذي انتقلت رئاسة الاتحاد الأفريقي اليه بدلاً من الرئيس البشير، في مؤتمر صحافي بعد اختتام القمة، ان"لا توجد شروط لتسلم السودان رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2007"، وأكد أن مشكلة دارفور ستمثل التحدي والهم الأول بالنسبة للاتحاد، موضحاً أن الاتحاد بالتعاون مع مفوضيته ومساعدة الشركاء سيعملون على إيجاد حل سلمي وسريع لقضية دارفور. وتابع:"قضية دارفور تمثل تحدياً بالنسبة الينا ونحن نقبل هذا التحدي". في غضون ذلك، وجه كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي في ابوجا سالم أحمد سالم تحذيراً الى الحكومة السوادنية ومتمردي دارفور وطالبهما بالتوصل الى اتفاق خلال الاسابيع المقبلة. وشدد سالم الذي كان يتحدث في جلسة عامة ضمت الاطراف كافة:"أنا لا اتحدث عن شهور وإنما اسابيع، للوصول الى سلام". وقال إنه لا يرغب في الضغط او تخويف وفدي التفاوض بوضع سقف زمني للمحادثات، لكنه عاد وحذر قائلاً:"اذا تجاهلتم ذلك فستندمون". الى ذلك، تجددت اعمال العنف في دارفور وقال مسؤول افريقي وعامل إغاثة أمس ان"حركة تحرير السودان"شنت هجوماً على منطقة قولو التي تسيطر عليها الحكومة. وقالت مصادر ان"جيش تحرير السودان"هاجم منطقة قولو في منطقة جبل مرة التي انتقلت مراراً بين الحكومة والمتمردين أثناء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. وقالت قوات الشرطة الحكومية في ولاية شمال دارفور انها فقدت 23 عسكرياً و13 جريحاً من قواتها إلى جانب مدني واحد إثر هجوم نفذته"حركة تحرير السودان"بزعامة مني اركوي ميناوي على قوة من الشرطة كانت في طريقها من الفاشر كبرى مدن الاقليم إلى كبكابية. وتحطمت أمس مروحية تابعة للأمم المتحدة في منطقة جبل مرة عندما كانت تحاول اجلاء 63 من عمال الاغاثة بينهم سودانيون، في اعقاب قتال عنيف في منطقة قولو. وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس انهم لا يعرفون ما إذا كانت المروحية سقطت لاسباب فنية أو أن هناك جهات اطلقت النار عليها. وذكرت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة راضية عاشوري ان المروحية سقطت بعدما ارتفعت 30 متراً عن الأرض وكانت تحمل 8 عاملين في المنظمات الانسانية الى جانب طاقمها المؤلف من خمسة اشخاص، موضحة انهم جميعا بخير عدا مفقود واحد.