كشفت الأممالمتحدة، أمس، وجود ثلاث جثث مجهولة الهوية بين ضحايا مروحية النائب الأول للرئيس السوداني زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق والتي تحطمت نهاية الشهر الماضي. وطالبت بتوسيع لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس عمر البشير لتحديد أسباب تحطم المروحية الرئاسية الاوغندية حتى"تأخذ طابعاً دولياً"، واعلنت ارجاء المحادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور من 24 آب اغسطس الجاري الى موعد لاحق. وشهدت الخرطوم، أمس، انتشاراً كثيفاً لقوات الجيش والشرطة والأمن في حملة استهدفت"بسط هيبة الدولة وإعادة الإنضباط الى الشارع العام"مع وصول الزعيم الجديد ل"الحركة الشعبية"سالفا كير ميارديت الى العاصمة لأداء اليمين الدستورية اليوم نائباً أول للرئيس رئيساً لحكومة الجنوب. ودعت الناطقة باسم مبعوث الأممالمتحدة الى السودان السيدة راضية عاشوري في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس الى توسيع اللجنة الوطنية التي شكلها الرئيس البشير للتحقيق في تحطم مروحية قرنق مناصفة بين حكومته و"الحركة الشعبية"حتى تكون ذات طابع دولي. وأكدت استعداد الأممالمتحدة للمشاركة في اللجنة بخبراء من المنظمة العالمية للطيران "ايكاو"، موضحة ان المنظمة الدولية لم تتلق حتى الآن دعوة من الخرطوم أو كمبالا للمشاركة في اللجنة، مشيرة الى أن المبعوث الدولي يان برونك تلقى دعوة من قيادات"الحركة الشعبية"لاشراك المنظمة فى التحقيق حتى"تأخذ طابعاً دولياً". واضافت عاشوري ان الأممالمتحدة نشرت فريقاً عسكرياً في منطقة كوش الجديدة التي تحطمت مروحية قرنق بالقرب منها لحراسة حطام الطائرة الى حين وصول خبراء الى المنطقة الأسبوع المقبل، وذكرت ان المنظمة الدولية ستوفر طائرات وسيارات للمحققين. وكشفت ان الأممالمتحدة احصت 17 جثة انتشلت من حطام الطائرة، وان لجنة التحقيق ستحدد اصحابها واسماءهم. وكانت الخرطوم وكمبالا اكدتا ان عدد ركاب الطائرة 14 شخصاً هم قرنق وستة من مرافقيه وسبعة أوغنديين هم افراد طاقمها. وكانت الخرطوم سخرت أول من أمس من إعلان كمبالا وجود جثة مجهولة بين ضحايا طائرة قرنق، وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان الطائرة اوغندية وكذلك طاقمها وان حكومته ليس لها علم بمن كان على متنها. واعتبر التصريحات الأوغندية متناقضة ومضللة. وكان وزير الداخلية الأوغندي روهاناكانا روقوندا أعلن قبل يومين أن بين ضحايا الطائرة المروحية شخصية لم يتم التعرف عليها حتى الآن. وذكرت عاشوري ان القمة الطارئة لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد التي دعت اليها أوغندا لمناقشة مستقبل عملية السلام في السودان عقب مقتل جون قرنق ستنعقد في 19 أو 20 آب اغسطس الجاري. وأعلنت عاشوري ارجاء جولة المحادثات بين الحكومة ومتمردي دارفور التي كانت مقررة في 24 اب الجاري الى موعد يحدد لاحقاً وذلك بطلب من"حركة تحرير السودان"بسبب ترتيبات سياسية وأمنية داخلية في الحركة، موضحة ان كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي السيد سالم أحمد سالم سيجري مشاورات مع اطراف النزاع الأسبوع المقبل خلال مشاركتهم في ورشة ينظمها الاتحاد الافريقي لتقريب المواقف في شأن القضايا التي ستناقشها المفاوضات والمتعلقة باقتسام السلطة والثروة. الى ذلك، شهدت مدن ولاية الخرطوم الثلاث امس حملة كبرى شاركت فيها قوات الشرطة ووحدات من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. وقال نائب المدير العام لقوات الشرطة الفريق شرطة سيد الحسين عثمان إن الحملة تستهدف بسط هيبة الدولة وإعادة الانضباط الى الشارع العام وتنظيم الأسواق ومحاربة المظاهر السلبية في المناحي الاجتماعية والأخلاقية والصحية. وأضاف الفريق الحسين ان الحملة ستستمر حتى يعود الى الولاية مظهرها الحضاري وتنتفي العوامل التي تهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم وممارستهم لحياتهم اليومية باطمئنان. وافاد أن الشرطة تمكنت خلال حملاتها الأيام الماضية من استرداد كميات كبيرة من المسروقات التي نهبت خلال أحداث الشغب والعنف التي شهدتها الخرطوم الاسبوع الماضي عقب اعلان مقتل قرنق وجرت محاكمة الذين ضبطت بحوزتهم المسروقات كما أدلوا باعترافات من خلال التحري ساهمت كثيراً في كشف الحقائق والملابسات التي صاحبت الأحداث. ودعا المواطنين الى التوجه إلى أقسام الشرطة في الولاية لاسترداد ممتلكاتهم التي فقدوها. وباشرت لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس البشير للتحقيق في احداث العنف والشغب التي اوقعت 135 قتيلاً وأكثر من 800 جريح وخسائر مادية ضخمة، مهماتها أمس. وقال وزير الدفاع رئيس اللجنة اللواء بكري حسن صالح في مؤتمر صحافي ان لجنته شكلت لجاناً فرعية لحصر الخسائر المادية والبشرية خلال أسبوع. ورفض التشكيك في حياد اللجنة واستقلاليتها، مؤكداً ان اعضاءها أدوا اليمين أمام البشير أول من أمس وان مهمتهم هي حصر الخسائر وتحديد مسؤولية الاحداث وإن كان هناك تقصير أمني ولا شأن لهم بتعويض المتضررين من الاحداث. في غضون ذلك اكمل نحو خمسة الاف لاجىء سوداني من المهجرين بسبب الحرب رحلة العودة الى جنوب البلاد بعد ان قطعوا سيراً على الاقدام مسافة 700 كيلومتر عبر الغابات الكثيفة والمستنقعات بعد اربع سنوات في المنفى، كما قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس في بيان وزع في الخرطوم.