اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان الخطة الاميركية لنشر الديموقراطية في الشرق الأوسط كان لها مفعول معاكس، إذ أدت الى فوز الإسلاميين في الانتخابات في عدد من دول المنطقة. جاء ذلك عشية مغادرة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس واشنطن اليوم، في جولة على المنطقة لدفع جهود"نشر الديموقراطية"، والتصدي للسياسة الإيرانية"العدائية"تجاه الولاياتالمتحدة. وواصلت طهران التصعيد في الأزمة النووية مع الغرب، معتبرة ان انصياعها الى المطالب الغربية"مرادف للإذلال القومي"، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لإبلاغ وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان"صبر الغرب بدأ ينفد"، وذلك خلال محادثاته في بروكسيل اليوم، مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا. ويصل الى موسكو اليوم، وفد إيراني للبحث في اقتراحها تخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية. واستبقت طهران المحادثات برفضها اي شروط مسبقة، وتشديدها على ضرورة العودة الى التخصيب على الأراضي الإيرانية في مرحلة لاحقة. راجع ص 7 وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية، قال احمدي نجاد امس، ان خطة"الأميركيين من اجل الديموقراطية في الشرق الأوسط أدت الى نتيجة معاكسة لآمال الأميركيين في ايران والعراق ولبنان وحتى فلسطين". وأضاف:"اذا جرت انتخابات حرة في كل دول العالم الإسلامي ... سيفوز الإسلاميون والمجموعات المؤيدة لمقاومة الاحتلال"الأميركي. ورأى الرئيس الإيراني ان"الشعوب لا تؤمن بديموقراطية الغرب الزائفة"...، ووهم الصهيونية الأبدية التي لا تقهر ... سقط بعد الثورة الإسلامية في ايران عام 1979، وهو منذ ذلك الحين في تراجع متواصل". وأكد ان"الشعب الفلسطيني صوّت من اجل مواصلة المقاومة ومن اجل الهدف السامي وهو دولة فلسطينية حرة من المحتلين الإسرائيليين وليس من اجل حياة سياسية في ظل الصهاينة"، في اشارة الى فوز حركة"حماس"في الانتخابات الذي اعتبره"خطوة أولى ستليها نجاحات اخرى". وشدد على ان"الإخوان المسلمين يدركون ان هدف العدو هو تحويل قوى المقاومة ضد المحتل ... الى قوى ديموقراطية على الطراز الغربي"، مشيراً الى ان"الولاياتالمتحدة تريد نزع سلاح حزب الله اللبناني وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني لقمع قوى المعارضة ... لكن اللبنانيين والفلسطينيين يعون ذلك". في غضون ذلك، قال جواد وعيدي عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني"ان الجمهورية الإسلامية لا تتخذ موقفاً عنيداً او مغامراً"، لكنها"لن تقبل إلغاء نشاطاتها لانتاج الوقود النووي". واعتبر ان"طريق المفاوضات بين ايران والاتحاد الأوروبي لا تزال مفتوحة"، في حين ان الأوروبيين ابلغوا طهران بوضوح ان استئناف الحوار مرهون بتعليق كل النشاطات الحساسة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. ونقلت وكالة"رويترز"عن جيفري فان أوردن العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان الأوروبي:"نريد وقفاً لتخصيب اليورانيوم والتزاماً بالبروتوكول الإضافي الذي يسمح بتفتيش مفاجئ للمواقع النووية وتغييراً في لهجة الحوار"، ولن نسمح بأن يظنوا الإيرانيون أن بإمكانهم إحداث انشقاق بين أوروبا والولاياتالمتحدة".