طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، ان اسرائيل «غير راضية» عن المفاوضات النووية التي تجرى حالياً بين بلاده وبين دول مجموعة الست الكبرى في شأن اعتماد اتفاق فيينا لتخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج، آملاً بأن تستمر وألّا تتأثر ب «العناصر الشيطانية للنظام الصهيوني والدول المهيمنة»، على رغم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وصف اول من امس الاتفاق بأنه «خطوة اولى ايجابية». وأضاف نجاد: لم تثق ايران شعباً وحكومة بالمفاوضات مع الدول الغربية، لكن الواقع يفرض على الأخيرة ان تتفق معنا». وطلبت ايران اول من امس اجراء مفاوضات اضافية حول «مشروع اتفاق» الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اعطاء ردها، على رغم نفاد صبر واشنطن وباريس، علماً ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت الخميس الماضي انها تلقت «رداً اولياً» من ايران على الاتفاق الذي قدمته في 21 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. لكن مصادر ايرانية رسمية أكدت لاحقاً ان الرد «غير نهائي»، مشيرة الى ان «الجمهورية الاسلامية ابدت في التقرير الذي ارسلته الى الوكالة الدولية رأياً ايجابياً في المفاوضات، وأبدت استعدادها لإجراء مفاوضات معمقة تتناول اعتبارات تقنية واقتصادية ترتبط بوسيلة التزود بالوقود لمفاعل البحوث الطبية في طهران». وبعدما تراجعت طهران عن إعطاء ردها الرسمي على الاتفاق هذا الأسبوع، وسربت مطالب بإجراء تغييرات كبيرة من شأنها تقويض الاتفاق المبدئي، شكا ديبلوماسيون غربيون من تكتيكات التعطيل والتسويف التي تستخدمها إيران مشيرين إلى أنها «غير مهتمة بتنفيذ خطة تثبت أن طهران تريد استخدام اليورانيوم المخصب لأغراض سلمية فقط وليس لصنع أسلحة نووية». وأفادت وسائل إعلام ايرانية بأن «طهران تريد شحن اليورانيوم المنخفض التخصيب بكميات صغيرة متفرقة وليس دفعة واحدة كما يقضي نص مسودة الاتفاق. كذلك تريد ايران ايضاً ان تستورد أولاً الوقود اللازم للمفاعل قبل إرسال 75 في المئة من مخزوناتها من يورانيوم الى الخارج». وترى القوى الكبرى ان هذه المطالب تقوض جوانب رئيسة في الاتفاق، محذرة إيران من أنها تخاطر بفرض رزمة رابعة من العقوبات عليها إذا لم تستطع تخفيف حدة المخاوف في شأن برنامجها النووي. وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى أن الولاياتالمتحدة ستسمح بإجراء محادثات مع إيران في شأن برنامجها النووي قبل فرض عقوبات جديدة، فيما صرح الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس بأن «وقت الرئيس باراك اوباما ليس غير محدود»، مضيفاً انها «ليست محادثات من اجل اجراء محادثات. يتعلق الامر بالتوصل الى اتفاق كان يبدو قبل بضع اسابيع أمراً يريده الايرانيون». وحض الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا الاسبوع ايران على قبول اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لأنه سيمثل اجراءً مهماً لبناء الثقة». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني النائب كاظم جلالي معارضته اتفاق فيينا، وقال: «إلزامنا تسليم كل المواد النووية المخصبة لدينا إلى بلاد أخرى لتلبية احتياجات طهران من الوقود مرفوض بالكامل». وقال: «لا يوجد ضمانات على أن الغرب سيزودنا وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة، في مقابل اليورانيوم المنخفص التخصيب الذي سنرسله. لذا نشكك بالغرب» وأيضاً أعلن النائب حشمة الله فلاحت بيشه إن ايران يجب ألا ترضخ للضغوط حول برنامجها النووي. وقال: «يجب أن نتعامل بحذر شديد مع اقتراحات الوكالة الدولية كي لا نقع في فخ الديبلوماسية الاوروبية ونعلق كل نشاطاتنا النووية». ووصف مارك فيتزباتريك، المحلل المتخصص في شؤون حظر الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، عدم موافقة ايران على الاتفاق بأنه «مخاطرة سياسية لإيران». وأضاف: «تعتبر طهران انه يصعب إبرام اتفاق مع الغرب، على رغم أنه جيد بالنسبة اليهم. الوضع متعثر لكنه ليس تعثراً تكتيكياً. توجد اضطرابات سياسية حقيقية في إيران».