على رغم مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ما زال فوز"حركة المقاومة الإسلامية"حماس يستأثر بالاهتمام الأقصى لدى أقطاب الدولة العبرية ولا يفسح المجال للقضايا الأخرى، حتى المعركة الانتخابية، للاستئثار بأضواء الإعلام وتحليلات المعلقين لأبعاد انتصار الحركة الإسلامية. وفيما تبارى مسؤولون عسكريون كبار، حاليون وسابقون، ونواب في اليمين المتشدد في تقديم النصح للمستوى السياسي حول سبل مواجهة"خطر حماس"،"طمأن"القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت الإسرائيليين الى أن إسرائيل"تواصل محاربة الإرهاب بكل قوة"، وان جيش الاحتلال ينشط على مدار الساعة يوماً بعد يوم"أمس في نابلس، وقبله في خان يونس وغزة، وفي كل مكان بكل قوة ومن دون تصريحات رنانة، إنما بحزم وصرامة ونجاعة"كما قال للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، مضيفاً ان إسرائيل لم تفقد الأمل بالتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين على رغم تغير الأجواء والواقع وتقلص الاحتمالات للتوصل الى تسوية كهذه مع حركة مثل"حماس". ودعا أولمرت خلال لقائه رئيسة لاتفيا، الاتحاد الأوروبي الى التمسك بموقف موحد ضد"حماس"وبالمطالب التي طرحها المجتمع الدولي على الحركة شرطاً للتفاوض معها. يعالون يدعو الى التصعيد العسكري من جهته، دعا القائد السابق للجيش الإسرائيلي الجنرال موشيه يعالون الى تكثيف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة لمنع اطلاق الصواريخ منه الى بلدات إسرائيلية"حتى ان اقتضى الأمر إعادة احتلال القطاع"، محذراً مما وصفه ب"تعوّد إسرائيل على سقوط قذائف القسام وكأنها زخات من المطر". وقال إنه ينبغي على إسرائيل أن تتخذ خطوات صارمة"تلزم الفلسطينيين إعادة النظر في تصرفاتهم وتردعهم عن مواصلة اطلاق القسام". واعتبر يعالون الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من القطاع"خطوة مغلوطة"ساهمت، برأيه في فوز"حماس"لأن الفلسطينيين فهموا من هذا الانسحاب أنه يجدر بهم ممارسة الارهاب. وقال يعالون في محاضرة ألقاها أمس في القدس ان"الاسلام الأصولي المتطرف ينظر الى انتصار حماس باعتباره مرحلة أخرى في طريق احتلال الغرب"وأن فوز"حماس"يوطد العلاقات بين الحركة والنظام الايراني، معتبراً ان لقاء رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد"يجب أن يقض مضاجعنا". "قمة الكراهية"في طهران وتصدر لقاء مشعل وقادة ايران عناوين الصحف العبرية الكبرى التي اتسمت بالتهويل وبشيطنة الجانبين، وكتبت"يديعوت أحرونوت"في صدر صفحتها الأولى:"قمة الارهاب. المرشد الروحي للثورة الايرانية قدم النصيحة لزعيم حماس: وأصلوا الجهاد ضد الصهاينة، هكذا فقط تنجحون". وعنونت الصحيفة التقرير عن لقاءات مشعل في طهران ب"قمة الكراهية"ونقلت عن مسؤول اسرائيلي انه ساوى بين هذه القمة و"قمة فانزا"التي بلورت مخطط"الحل النهائي"لإبادة يهود أوروبا، كما كتب. واحتلت صورة أحمدي نجاد ومشعل نحو نصف الصفحة الأولى في"معاريف"أرفقتها بعنوان"تحالف الكراهية"وأضافت في عنوان في صفحاتها الداخلية:"حماس تقول: ايران شريكة في الفوز". ورأى المستشرق ايال زيسر يديعوت احرونوت ان زيارة مشعل لطهران تبغي تدعيم الشراكة بين الطرفين و"اقامة محور شر جديد، طهران - غزة أو ربما محور طهران - دمشق - حزب الله - غزة". وأضاف ان فوز"حماس"ينطوي على تشجيع عناصر راديكالية في المنطقة يفتح أمامها نافذة فرص نادرة. الى ذلك، تحدثت محافل سياسية عن ارتياح إسرائيل للموقف العربي الدولي من"حماس"والموقف الدولي عموماً. وكتبت"هآرتس"في صفحتها الأولى على لسان معلقها في الشؤون العسكرية زئيف شيف ان مسؤولين مصريين رفضوا طلب"حماس"التقاء زعمائها الرئيس المصري حسني مبارك أثناء زيارتهم الأخيرة للقاهرة. وأضاف ان مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان بلّغ قادة الحركة بالرفض. وعزا المعلق الرفض الى رفض الحركة طلب مصر أن تعترف بإسرائيل. وزاد أن القاهرة انتقدت أيضاً قرار روسيا وتركيا دعوة قادة"حماس"لزيارتهما بداعي ان هذه الدعوة شوشت على الوساطة المصرية لتليين موقف"حماس". ونقل شيف عن جهات مصرية أن القاهرة أوضحت لقادة حركة"فتح"أن مصر ترغب برؤية الحركة تشارك في حكومة"حماس"لاعتقادها أن المسؤولية عن جهاز الأمن الوقائي ستبقى بيد رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن، لكن قادة"فتح"رفضوا الاقتراح. في المقابل، أوردت"هآرتس"نبأ يقول إنه على رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية خفض علاقاتها بالسلطة، لكن التنسيق الأمني الإسرائيلي - الفلسطيني يجري كالعادة، لتضيف أن الأمور قد تتبدل في حال سيطرت"حماس"على أجهزة الأمن الفلسطينية.