ما زالت التطورات في الساحة الفلسطينية تطغى على أولويات الإعلام العبري الذي واصلت منصاته المختلفة استضافة مستشرقين ومعلقين اسرائيليين في الشؤون الفلسطينية مزجوا بين التمني والتحليل. كما استضافت مسؤولين فلسطينيين لا يترددون في "نشر الغسيل". وتناولت صحف أمس الاعلان الفلسطيني عن وقف النار في عناوينها الأبرز لكنها اعتبرته هشاً، فيما راح معلقون الى أبعد من ذلك بالجزم بأن الخلافات بين"فتح"و"حماس"بلغت نقطة اللاعودة وان"الحرب الأهلية باتت حقيقة ناجزة في قطاع غزة وبقدر كبير في الضفة الغربية ايضاً"، كما كتب داني روبنشتاين في"هآرتس". وشرح الكاتب في تحليل"ميزان القوى"بين الحركتين وأشار الى ان مؤسسات"فتح"في القطاع غائبة وأن"فاروق القدومي يتعاون مع خالد مشعل في دمشق، ضد حركته فتح، وهو ليس الوحيد". وحمل المعلق قادة"فتح"مسؤولية ما آلت اليه الحركة من وضع تعيس"بسبب الفساد وفشل السياسة التي تبنتها"، لكنه حمّل ايضاً الحكومات الاسرائيلية جزءاً من مسؤولية هذا الفشل"بعد أن ضاعفت منذ اتفاقات اوسلو عدد المستوطنين في الضفة الغربية"ما أتاح لحركة"حماس"تعزيز قوتها ليس بفعل جنوح الفلسطينيين الى التدين بل جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي اليومية. وخلص المعلق الى الاستنتاج بأنه من دون أن تقوم اسرائيل باطلاق مسار سياسي مع الفلسطينيين فلن يكون للرئيس محمود عباس ولحركة"فتح"أمل بالخروج منتصرين. من جهته جزم روني شيكد في"يديعوت أحرونوت"بأن الأزمة ما زالت بعيدة عن الحل وكتب ان وقف النار لن يحل أساس المشكلة بين الحركتين المتنازعتين مستبعداً تماماً قبول"حماس"تبكير الانتخابات او قيام حكومة تعترف باسرائيل،"وعليه فالصدام المقبل ليس سوى مسألة وقت.. وستكون النتيجة حربا طويلة الأمد بين المعسكرين يدفع المواطن الفلسطيني العادي ثمنها". وجاء لافتاً ان الصحيفة العبرية قدمت، الى جانب هذا التعليق موجزاً عن الحرب الأهلية في الجزائر بعد انتخابات العام 1991. من جانبه استبعد القيادي في"فتح"سفيان ابو زايدة في حديث للاذاعتين الاسرائيليتين، العامة والعسكرية أن تندلع حرب أهلية لكنه قال ان الاحتكاك بين الحركتين الفلسطينيتين سيتواصل طالما انتشرت القوة التنفيذية التابعة ل"حماس"في شوارع القطاع. وأضاف ان من غير الممكن اجراء انتخابات من دون توافق الحركتين"لأن اجراءها من دون اتفاق يعني نهراً من الدماء". واسف للاقتتال الداخلي"على لا شيء، على سلطة لا سيادة لها وعلى دولة غير قائمة وعلى أرض غير محررة". ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن مصدر استخباراتي اسرائيلي ان رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية أدخل معه لدى عودته الى القطاع مبلغا تراوح بين مليون ومليوني دولار. وتوقع مصدر عسكري أن تقدم"حماس"على اقحام اسرائيل في صراعها مع"فتح"من خلال العودة الى اطلاق قذائف"القسام"على البلدات الاسرائيلية لارغام اسرائيل على الرد"ليتحد الفلسطينيون في مقاومتهم الجيش الاسرائيلي". أما"معاريف"فأفادت ان مئات العناصر من"حماس"غادرت القطاع أخيراً الى ايران لتلقي تدريبات عسكرية"ولتحسين قدراتهم القتالية استعداداً لمواجهة مباشرة محتملة مع الجيش الاسرائيلي في القطاع".