في الوقت الذي تحدثت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة عن مزيد من الاشارات السورية الى رغبة دمشق في استئناف المفاوضات مع اسرائيل عاود رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعالون التلويح بقبضة اسرائيل العسكرية والتهديد بعدوان عسكري جديد على الأراضي السورية. وفي غضون ذلك صعّد معلقون اسرائيليون بارزون انتقاداتهم لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون على خلفية رفضه التجاوب مع الاقتراح السوري باستئناف المفاوضات. ووجه يعالون تحذيراته في سياق محاضرة ألقاها مساء أول من امس في جامعة حيفا تناولت قدرات الجيش الاسرائيلي العسكري والتحديات التي يواجهها. وقال انه اذا واصلت دمشق تجاهل الرسائل الاسرائيلية التي تلقتها عبر جهات دولية - لوقف دعمها حزب الله والتنظيمات الفلسطينية "فقد تكون ثمة حاجة لتوجيه رسالة اخرى على غرار الرسالة التي تمثلت بالهجوم العسكري على عين الصاحب" قبل ثلاثة اشهر. واضاف ان "الارهاب الفلسطيني" أضحى في الآونة الأخيرة أداة في أيدي سورية وايران وحزب الله "لتحريك وتشجيع وتمويل العمليات العسكرية ضد اسرائيل". واعتبر يعالون "الليونة" التي تبديها سورية أخيراً من خلال تصريحات الرئيس بشار الأسد حول استعداده استئناف الحوار مع اسرائيل أمراً يعكس "حال الحرج والضغوط الشديدة" التي تتعرض لها سورية بعد اسقاط النظام العراقي، مضيفاً انها باتت تخشى "الاستراتيجية الاميركية القائمة على التعامل مع الأنظمة الداعمة للارهاب على غرار ما فعلت مع العراق". وختم حديثه بالتباهي بقوة الجيش الاسرائيلي وقدراته المتعاظمة يوماً بعد يوم و"بوتيرة تبعث على الارتياح وتشكل رادعاً لكل من تسول له نفسه اختبار قدراتنا". الى ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الرئيس السوري طلب من مضيفيه الأتراك المساعدة في تجديد المفاوضات مع اسرائيل "حيال الضرورة لتحييد مراكز عدم الاستقرار في المنطقة وانهاء النزاعات". وتابعت ان الحكومة الاسرائيلية ما زالت تنتظر ردود الرئيس السوري على استفسارات لتصريحاته طلبتها منه عبر أنقرة عشية زيارته لها وموقفه من المطالب الاسرائيلية "بلجم "حزب الله" واغلاق مقار حركتي "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" في دمشق، والقيام بلفتات انسانية تتعلق بمصير ستة جنود اسرائيليين أسرى ومفقودين وإعادة رفات الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين الذي أُعدم عام 1965. وانتقد اثنان من كبار الصحافيين الاسرائيليين تعاطي ارييل شارون سلباً مع تصريحات الأسد، وكتب ايتان هافر في افتتاحية "يديعوت احرونوت" يقول ان رئيس الحكومة الاسرائيلية، خلافاً لموقف قادة المؤسسة الأمنية الذين اعتبروا تصريحات الأسد جدية، يبحث عن أي فجوة يتملص عبرها من مواجهة المبادرة السورية، معتبراً الأسد مصدر ازعاج تنبغي ازاحته عن كاهله. واعرب الكاتب عن خشيته من ان تكون اسرائيل قد تفوت فرصة تاريخية لإنجاز اتفاق سلام مع سورية "فرصة قد لا تتكرر في المستقبل". وكتب المعلق البارز في الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف انه إزاء موقف شارون من أقوال الأسد، فإن الأخير محق في ادعائه ان الحكومة الاسرائيلية لا تمثل شريكاً للسلام. وزاد ان كل ما في الأمر ان القيادة الاسرائيلية يردعها الثمن المطلوب منها دفعه. وقال ان قادة الأجهزة الأمنية يرون ان دوافع الاقتراح السوري استراتيجية وليست مجرد تكتيكية "وإذا ما ثبت ذلك حقاً فإن مزايا اتفاق سلام مع سورية "تفوق الثمن المطلوب".