أطلق الرئيس جورج بوش"مبادرة الطاقة المتطورة لمساعدة الولاياتالمتحدة على كسر اعتمادها على مصادر الطاقة الأجنبية"معلناً في خطاب حال الاتحاد أن الهدف البعيد المدى لمبادرته التي بلغ حجم تمويلاتها منذ 2001 زهاء 10 بلايين دولار وستحصل على تمويل سخي في الموازنات المقبلة للحكومة الاتحادية يتمثل في إيجاد بدائل محلية للجزء الأعظم من واردات النفط الأميركية من الشرق الأوسط بحلول عام 2025. وافتتح بوش الشق الاقتصادي في خطابه السنوي الذي ألقاه في قاعة مجلس النواب في الكونغرس مساء الثلثاء بتوقيت واشنطن عبر التحديات التي تواجهها الصناعات الأميركية العملاقة، لا سيما صناعتي السيارات والفولاذ، مشدداً على أن الحفاظ على تنافسية أميركا يتطلب توافر الطاقة بأسعار مقبولة، وقال إن"أميركا مدمنة على النفط الذي غالباً ما تستورده من مناطق غير مستقرة من العالم وان الوسيلة الأفضل لكسر هذا الإدمان هي التكنولوجيا". ومعلناً أن الولاياتالمتحدة، التي تستهلك نحو 25 في المئة من إنتاج النفط العالمي، بما في ذلك كامل إنتاجها المحلي، أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق"خروقات"في مجال تقنيات الطاقة المتقدمة. وأوضح بوش أن مبادرة الطاقة المتطورة التي أطلقها رسميا في خطابه ترمي إلى تحقيق هدف قومي يتمثل في إيجاد بدائل محلية لما يزيد على 75 في المئة من واردات النفط الأميركية من الشرق الأوسط في العقدين المقبلين. وتشير توقعات نشرتها وزارة الطاقة الأميركية الشهر الماضي إلى أن متوسط واردات النفط الأميركية بلغ نحو 12 مليون برميل يومياً في 2005 وسيرتفع إلى 15.6 مليون برميل في عام 2025 ليشكل 60 في المئة من الطلب الأميركي. لكن هذه التوقعات التي أخذت التطورات الجديدة للأسعار في الاعتبار لا تتضمن معطيات مفصلة وإن كانت توقعات سابقة أفادت بأن الواردات من الشرق الأوسط، وتحديداً دول مجلس التعاون والعراق، سترتفع إلى نحو 6 ملايين برميل يومياً في 2025 بالمقارنة مع 2.3 مليون برميل في 2005. وذكّر بوش بأن مبادرته، التي ركزت على إعادة صوغ مجموعة من المبادرات التي أعلنها في خطاباته السابقة لكنها أغفلت شأن التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في محمية آلاسكا، ستعمل على تنويع مصادر الطاقة من طريق المساعدة في تحقيق خروقات تقنية"تغير الوسيلة التي نستخدمها لتزويد منازلنا وأعمالنا بالطاقة وتشغيل سياراتنا"، معلناً زيادة مخصصات تمويل أبحاث الطاقة النظيفة المناط ادارة شؤونها بوزارة الطاقة بأكثر من 20 في المئة. ولفت إلى أن المبادرة ستعمل على خفض الطلب على الغاز الطبيعي وكلفة الطاقة وستحقق أهدافها من طريق تسريع أبحاث تقنيات الفحم النظيف والطاقة الذرية النظيفة والآمنة والتقنيات الثورية لاستغلال طاقة الشمس والرياح، مشيراً إلى أن موازنة السنة المالية 2007 ستضخ 280 مليون دولار لدعم أبحاث الاستخدامات النظيفة لثروة الفحم الهائلة التي تملكها أميركا وتزودها بما يصل إلى 50 في المئة من استهلاك الكهرباء. وجددت المبادرة أهمية تطوير بدائل محلية لوقود المواصلات من بنزين وديزل ووعدت بتسريع أبحاث إنتاج الايثانول من المخلفات النباتية بهدف جعل استخدامه عملياً ومنافساً للوقود الاحفوري خلال فترة قصيرة من الزمن. ورفعت مخصصات دعم هذه الابحاث في موازنة 2007 إلى 150 مليون دولار متوقعة بأن يوفر"الايثانول السيلولوزي"30 في المئة من استهلاك الوقود في الولاياتالمتحدة بحلول 2012. لكن البيت الأبيض أوضح في عرض مفصل لپ"مبادرة الطاقة المتطورة"أن تقنيات بدائل الطاقة والوقود يتوجب دعمها بخفض استهلاك السيارات وأن أميركا يتعين عليها العمل فوراً في هذين الاتجاهين، إذ كانت تأمل في تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الأجنبية، موضحاً أن أميركا تحتاج إلى 15 عاماً لتحسين كفاية استهلاك الوقود في سياراتها التي يقترب عددها حاليا من عدد سكانها، بمن فيهم الأطفال. وذكر أن موازنة 2007 سترفع مخصصات دعم أبحاث خلية الوقود إلى 290 مليون دولار، مشيراً إلى أن"مشروع أبحاث وقود الهيدروجين"الذي أطلقه بوش في 2003 ويراهن على قدرة الهيدروجين على منافسة الوقود الاحفوري في تشغيل السيارات ومحطات توليد الكهرباء، ساهم في خفض كلفة انتاج خلية الوقود بأكثر من 50 في المئة في أربعة أعوام فقط.