اعتبر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"أخطأ"بالدعوة إلى إغلاق معتقل غوانتانامو الأميركي في جزيرة كوبا. وقال رامسفيلد أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، وهو مركز للبحوث المتعلقة بالسياسة الخارجية:"اعرف كوفي أنان، وهناك العديد من الأمور التي نستطيع الاتفاق معه فيها، لكنه وببساطة أخطأ تماماً"في شأن غوانتانامو. وزاد:"لا ينبغي أن نغلق غوانتانامو. لدينا مئات الإرهابيين والأشخاص المؤذيين، هناك أشخاص إذا أعيدوا إلى الميدان سيحاولون قتل أميركيين". وأوضح:"بكل بساطة، من غير الواقعي إغلاق هذا المكان والادعاء بأنه لا توجد مشكلة". وكان كوفي أنان صرح بأنه"سيتعين عاجلاً أم آجلاً إغلاق غوانتانامو"، بعد نشر تقرير في الأممالمتحدة ينتقد بشدة واشنطن ويؤكد انه يتوجب على"الولاياتالمتحدة إغلاق معتقل غوانتانامو من دون أي تأخير". وقال رامسفيلد بالنسبة إلى أنان،"لم يتوجه إلى غوانتانامو"، مضيفاً أن مئات الأشخاص الآخرين توجهوا إليه، بينهم نواب أميركيون وصحافيون وأجانب واللجنة الدولية للصليب الأحمر، موضحاً أن"هذا المكان يدار في شكل جيد وكما يمكن أن يدار فيه أي معتقل آخر". وأكد أن 15 معتقلاً سابقاً أفرج عنهم من غوانتانامو عادوا إلى القتال. وضم البرلمان الأوروبي صوته إلى هذه الأصوات وحض الولاياتالمتحدة في قرار أصدره بغالبية ساحقة على إغلاق معسكر الاعتقال وتوفير محاكمة عادلة لجميع السجناء. وقال وزير الدفاع الأميركي إن ما يردده معتقلون في المعسكر عن تعرضهم لانتهاكات"مختلق بوجه عام"، مؤكداً أنه"حققنا في أي حالة منفردة تعرضت للتعذيب وصدرت أحكام ملائمة في شأنها". وأشار إلى أن عدداً من أهم المعارك التي تجري في إطار الحرب ضد"الإرهاب"لا تدور رحاها في أفغانستان أو في شوارع العراق، وإنما في داخل غرف الأخبار في نيويوركولندن والقاهرة. وزاد:"أقام المتطرفون لجان علاقات مع وسائل الإعلام"، مشيراً إلى أنهم يعلمون أن المواد الإعلامية"باتت تتخطى الحدود كما أن بوسعهم التعامل بسرعة وفي الوقت المناسب مع وسائل الإعلام". مزرعة الحيوانات وفي لندن، قارن المسؤول الثاني في الكنيسة الانغليكانية معتقل غوانتانامو برواية"مزرعة الحيوانات"الشهيرة للكاتب جورج أورويل. ودان أسقف يورك جون سينتامو في مقابلة نشرتها صحيفة"ذي اندبندنت"البريطانية انتهاكات القانون الدولي، طالباً من لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة إجبار الولاياتالمتحدة عبر المحاكم الأميركية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي على محاكمة المعتقلين أو الإفراج عنهم، مؤكداً أن"الحكومة الاميركية تنتهك التشريعات الدولية". وزاد:"على الولاياتالمتحدة محاكمة المعتقلين الخمسمئة في غوانتانامو، وبينهم ثمانية بريطانيين، أو الإفراج عنهم فوراً. سجن شخص على مدى اكثر من أربع سنوات من دون توجيه تهمة واضحة إليه يظهر مجتمعاً يتجه إلى"مزرعة الحيوانات"لجورج أورويل". ورواية جورج أورويل التي كتبها في العام 1945 تروي تمرد الحيوانات في مزرعة ترمز إلى الاتحاد السوفياتي. وبعد إقامة جمهورية يديرها الحيوانات، يبدأ خنزيران بالتصرف مثل البشر من خلال تجويع الحيوانات الأخرى واستعبادها. المعتقلون العرب في غضون ذلك، أعلن المحامي الأردني سميح خريس عضو لجنة الدفاع عن المعتقلين العرب في قاعدة غوانتانامو أن دعوى قضائية سترفع في الولاياتالمتحدة بالتعاون مع مركز الحقوق الدستورية الأميركي للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين وتعويضهم عن فترة احتجازهم. وقال خريس الذي يتولى الدفاع عن عدد من المعتقلين العرب في غوانتانامو إن الإدارة الأميركية أفرجت عن 300 من أصل 800 معتقل كانت تحتجزهم في القاعدة البحرية في كوبا، 95 في المئة منهم ليسوا من العرب. وزاد المحامي أن عدد المعتقلين الأردنيين حالياً في غوانتانامو يبلغ 30، علماً أن الأرقام الرسمية تشير إلى عشرة معتقلين فقط أفرج عن ثلاثة منهم في السنة الماضية. وأكّد خريس أن اللجنة تواصل اتصالاتها مع منظمات حقوق الإنسان العالمية والبرلمان الأوروبي والأممالمتحدة من أجل إغلاق معتقل غوانتانامو وإطلاق سراح المحتجزين فيه. على صعيد آخر، أكد رامسفيلد إن الولاياتالمتحدة تخسر الحرب الدعائية ضد"القاعدة"وأعدائها الآخرين، ورأى أنه ينبغي إيجاد وسائل أخرى بديلة لاكتساب عقول وقلوب الناس في العالم الإسلامي حيث نجحت القاعدة في تسميم الأفكار إزاء الغرب. وشدد على وجوب أن تستجيب الحكومة الأميركية والقوات المسلحة في شكل سريع للأحداث الكبيرة التي تصنع الأخبار وأن تتعلم الاستفادة من الإنترنت والتلفزيون الفضائي وغيرهما من وسائل الاتصال الحديثة.