أكدت الولاياتالمتحدة انها ماضية في تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي مع البلدان المغاربية، في انعطاف لم تبصره العلاقات بين الجانبين منذ عقود. وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أمس في تونس، المحطة الأولى من جولة ستقوده إلى الجزائر والمغرب، إن واشنطن مصممة على تطوير الشراكة مع بلدان شمال أفريقيا في مكافحة الإرهاب. وأجرى رامسفيلد فور وصوله من صقلية صباح أمس محادثات مع نظيره التونسي كمال مرجان ثم مع وزير الخارجية عبدالوهاب عبدالله قبل أن يجتمع مع الرئيس زين العابدين بن علي. وأفاد في تصريحات أدلى بها الى الصحافيين بأن واشنطن"ترغب في المحافظة على علاقات جيدة مع تونس وتوسيع الشراكة العسكرية والأمنية معها"، وأشاد بتعاونها مع الحكومة الأميركية إبان أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر العام 2001. ونقلت وكالتا"فرانس برس"و"رويترز"عن رامسفيلد تقليله من خطورة تنظيم"القاعدة"على الدول المغاربية. إذ قال في الطائرة التي أقلته من صقلية الى تونس إن الشبكات الارهابية تنجذب الى"المناطق حيث توجد مساحات واسعة لا تخضع لادارة الدولة وحيث الحكومات غالباً ما تكون متساهلة اكثر ازاء التطرف وهذه ليست حال الدول الثلاث"في المغرب. وأضاف:"كل دولة من الدول الثلاث تقدم بطريقتها قيادة معتدلة وتتجاوب على نحو بناء مع مشكلات العالم والحرب على التطرف العنيف". ولم يُعرف فحوى المحادثات التي أجراها رامسفيلد مع المسؤولين التونسيين الذين التقاهم، إلا أن وزير الدفاع مرجان أكد انها كانت"محادثات ودية ومثمرة تعكس عمق علاقات الصداقة بين البلدين"، فيما تردد أنه يعتزم الطلب إلى العواصم المغاربية إرسال قوات إلى العراق لحفظ الأمن. وقال للصحافيين الذين رافقوه من صقلية إلى تونس إن واشنطن تقيم علاقات عسكرية منوعة مع تونسوالجزائر والمغرب وهي تعتزم تعزيزها انطلاقاً من كون البلدان الثلاثة"شركاء بنّائين"في الحرب على الإرهاب. وأتت زيارة رامسفيلد الأولى من نوعها لتونس بعد ستة أشهر من الاجتماع السنوي للجنة العسكرية المشتركة برئاسة نائبه رودمان ونظيره مرجان والذي توصل الى اتفاقات لم يُعلن عنها في شأن تعميق التعاون الاستخباراتي لمكافحة الإرهاب وبخاصة قطع الطريق أمام المتطوعين الشباب الراغبين بالانضمام الى المقاومة العراقية. ويصل رامسفيلد اليوم إلى الجزائر حيث يجتمع مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين ويختم جولته في الرباط. وتأتي زيارة رامسفيلد بعد مشاركته الخميس والجمعة في اجتماع وزراء دفاع الدول الاعضاء في منظمة حلف شمال الاطلسي في صقلية حيث التقى أيضاً ممثلين عن دول عربية ومسلمة مشاركة في برنامج"الحوار المتوسطي"الذي وضعه الحلف. وتشارك تونسوالجزائر والمغرب في هذا البرنامج الى جانب الأردن وموريتانيا ومصر واسرائيل. ونقلت وكالة"رويترز"عن مصادر أمنية ومحللين أمنيين في المنطقة ان تونس، وكذلك المغرب والجزائر، تشعر بقلق من محاولات تنظيم اسامة بن لادن"بناء قاعدة تأييد في المنطقة لحملتها ضد الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى". وقالت مصادر استخبارات في المنطقة ان"القاعدة"قامت بتجنيد عشرات الشبان في شمال أفريقيا وساعدتهم على دخول العراق للانضمام الى المسلحين هناك وأن بعضهم قُتل في تفجيرات انتحارية. وقال مسؤول عسكري كبير يرافق رامسفيلد:"نحض تونس كما نفعل مع مصر على أن تتبنى تفكيراً مبدعاً واصلاحياً، وهذه قضية حساسة". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه"لديهم عناصر متشددة، عليهم أن يتعاملوا معها". وحملت تونس تنظيم"القاعدة"مسؤولية تفجير انتحاري العام 2002 ضد معبد يهودي رئيسي أسفر عن سقوط 14 قتيلاً معظمهم سياح ألمان.