يعتبر المؤتمر السنوي السادس حول"ميزان المناعة والأمن القومي لاسرائيل الذي يبدأ اعماله مساء اليوم السبت في مدينة هرتسليا، مناسبة سنوية تطلق فيها النخبة السياسية والأمنية والأكاديمية في الدولة العبرية تصريحات تتناول مواقف وميول صناع القرار، فضلاً عن التقرير السنوي لمركز"يافي"للأبحاث الاستراتيجية في جامعة تل ابيب ومساهمات ضيوف أجانب في مختلف القضايا المنضوية تحت عنوان ميزان الحصانة القومية. وإضافة الى مواضيع تقليدية يتناولها المؤتمر سنوياً مثل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتنامي الفقر، فإن الملف النووي الايراني والديموغرافيا وحدود الدولة العبرية والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، ستتصدر أعمال مؤتمر هذا العام الذي يستمر ثلاثة أيام، ويتوقع أن يفتتحه القائم بأعمال رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وبحسب إعلان صادر عن"المعهد للسياسة والاستراتيجية"الذي ينظم المؤتمر، فإن أعمال المؤتمر السادس الذي سيعقد ما بين 21 و24 الشهر الجاري سيتناول"كثيراً من مواضيع التفكير الآني والاستراتيجي التي تشغل وتعبر عن اتجاهات التفكير السائد لدى النخب الاسرائيلية، إزاء معضلات وتحديات مركزية تواجهها اسرائيل على مختلف الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها". ويشارك في تقديم المحاضرات وأوراق العمل حشد من الشخصيات الاسرائيلية التي ترى في مؤتمر هرتسليا"لقاء القمة الأهم والأضخم في إسرائيل". وسيكون بين المشاركين الى جانب أولمرت، وزير الدفاع شاؤول موفاز وقائد الجيش الجنرال دان حالوتس وسلفه موشيه يعالون، وزعيما حزبي"العمل"و"ليكود"عمير بيرتس وبنيامين نتانياهو، ومسؤولون أمنيون، ولفيف من النواب في الكنيست، ورؤساء أحزاب وأكاديميون وإعلاميون، على أن تقدم فرق خبراء ومهنيين تقارير وتوصيات ووثائق تُجمع لاحقاً في كتاب خاص يصدر عن المعهد. ويأتي انعقاد المؤتمر قبل شهرين من الانتخابات البرلمانية، وفي ظل تطورات جدية في الخريطة الحزبية الاسرائيلية كان أحدثها تشكيل رئيس الحكومة ارييل شارون حزب"كديما"الجديد الذي بات الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات. كما قد يشكل المؤتمر فرصة لقادة الأحزاب الرئيسية لعرض برامج وأفكار جديدة، مثلما فعل شارون قبل عامين حين تحدث للمرة الأولى عن خطة"فك الارتباط". ويتوقع أن"يطغى الملف النووي الايراني"الذي لم يغب عن المؤتمرات السابقة على المؤتمر الحالي بقوة مع تصعيد إسرائيل معركتها الاعلامية ضد ايران في الأسبوعين الأخيرين، وعملها لإحالة هذا الملف الى مجلس الأمن. وكالعادة، سيبقى"الهوس الديموغرافي"في صلب الاهتمام الاسرائيلي، ما قد يعزز احتمال تلميح مسؤولين اسرائيليين الى تنفيذ خطة انسحابات أحادية الجانب من مناطق في الضفة الغربية، أو طرح تصورات لحل أحادي للصراع بزعم"غياب الشريك الفلسطيني"، وتحت طائل دخول"حركة المقاومة الاسلامية"حماس المجلس التشريعي الفلسطيني. وجاء في إعلان منظمي المؤتمر ان جدول اعماله سيتناول العناوين الآتية:"الارهاب والذرة وتحديات الأمن القومي"، و"مؤشرات الحصانة وتقويم وضع الأمن القومي 2006"، واتجاهات استراتيجية في الإطار العالمي"، و"تسلح ايران النووي - أبعاد استراتيجية"، و"مكانة اسرائيل في أوروبا ومستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وملف شمال الأطلسي"، و"مكانة اسرائيل في الولاياتالمتحدة ومستقبل علاقاتها معها"، وأطلس"لخرائط طريق ولخيارات سياسية في عملية التسويات الاسرائيلية - العربية"، و"حدود قابلة للدفاع"، و"الديموغرافيا والحدود والدولة الفلسطينية"، و"القدس عاصمة اسرائيل والشعب اليهودي"، و"الجليل كتحد قومي"، و"اليهود كثقافة في عصر العولمة"، و"الوطنية والمناعة القومية في اسرائيل"، و"تحديات السياسة: تحصين قوة الدولة اليهودية والديموقراطية"، الى جانب محاضرات كثيرة تتناول"سلطة القانون"والسياسة الاقتصادية والاجتماعية.