سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيمه بيرتس يقترح استئجار الكتل الاستيطانية في الضفة من الفلسطينيين . حزب "العمل" يسرب برنامجه الانتخابي للتخفيف من أزمته بعد انضمام الرئيس السابق لجهاز "شاباك" الى "كديما"
فاقم التحاق الرئيس السابق لجهاز المخابرات الاسرائيلية شاباك آفي ديختر أمس بحزب"كديما"الذي انشأه رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون من الأزمة التي يعيشها حزب"العمل"بزعامة عمير بيرتس في الاسبوعين الأخيرين المتمثلة اساساً في تفضيل الاسرائيليين النخبة الأمنية والاشكنازية على الزعيم الشرقي ل"العمل"ما حدا بالأخير الى تسريب البرنامج الانتخابي الذي يعكف طاقم خاص على نحو يمايز هذا الحزب عن"كديما". وكان ديختر، واضع سياسة"التصفيات الجسدية الموضعية"للكوادر الفلسطينية، أعلن رسمياً امس انضمامه الى حزب"كديما"معللاً خطوته بأن هذا الحزب يقود اسرائيل نحو تغيير حقيقي في السياسة الاسرائيلية وان زعيمه شارون يجسد"بإصراره وشجاعته القدرات المطلوبة لاتخاذ ما يلزم من قرارات واخراج العربة من الوحل"، نافياً في الوقت نفسه ان يكون رئيس الحكومة وعده بحقيبة الدفاع في حال كلف تشكيل الحكومة المقبلة قائلاً انه سيقبل بأي مهمة يلقيها عليه. ونفى ديختر ما أُشيع في حينه عن معارضته خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وقال انها أدت الى"انخفاض عدد العمليات الارهابية الفلسطينية ضدنا بشكل ملموس". وعن موقفه من انسحابات اخرى أحادية الجانب قال ديختر بداية انه قد يحصل انسحاب آخر لاسباب أمنية، لكنه سرعان ما استدرك قائلاً:"لكن الآن الخطة السياسية الوحيدة المطروحة هي خريطة الطريق الدولية وفي حال حصل انسحاب أحادي اضافي فإنه سيتم في اطار هذه الخريطة"، مكرراً ان السلطة الفلسطينية لا تقوم بالملقى على كاهلها"لذا فإن الممر الى ذلك انسحاب ما زال طويلاً جداً". وكان شارون طلب من شريكه الجديد ان يقود طاقم"كديما"يوم الانتخابات تقديراً منه لقدرات ديختر على التنظيم في وقت يفتقر الحزب الجديد الى مؤسسات وكوادر منظمة، وهذا ما دفع أحد المسؤولين فيه الى الاعلان عن نية الحزب منح مكافآت مالية كبيرة لنشطاء مقابل قيامهم بتجنيد أكبر عدد من المصوتين للحزب. واعتبرت الاحزاب الأخرى هذه المكافآت"رشوة سياسية"وطالبت لجنة الانتخابات المركزية بحظرها. واشارت استطلاعات الرأي الى ان ديختر يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الاسرائيليين بصفته جنرالاً سابقاً وقائداً للمخابرات، ورجحت مصادر قريبة من شارون ان يدرج الأخير ديختر في أحد الأماكن الخمسة الأولى على لائحة الحزب الانتخابية، فيما رأى مراقبون ان التحاق وزير الدفاع شاؤول موفاز بحزب"كديما"فوت على ديختر الفرصة لتولي منصب وزير الدفاع في حكومة يشكلها شارون بعد الانتخابات. الى ذلك، واصلت الصحف العبرية محاولاتها لاستقراء الهبوط الحاصل في شعبية حزب"العمل"بعد أقل من شهرين من انتخاب عمير بيرتس زعيماً له والاستطلاعات التي أفادت بأن"العمل"سيحصد 28 مقعداً في الكنيست البرلمان المقبل، لكن العدد هبط الى 19-20 في الاسابيع الأخيرة ما أثار تساؤلات داخل العمل نفسه حول قدرات بيرتس وأهليته لتزعم هذا الحزب العريق. ورأى أحد أقطاب"العمل"شالوم سمحون ان"العمل"يتحطم وان الأجندة الاجتماعية التي يتبناها"عاجزة عن وقف تدهوره"، داعياً الى وجوب رفع رايات سياسية وأمنية. كما دعا زعيم الحزب الى العمل من أجل اعادة زعيم الحزب رئيس الحكومة السابق ايهود باراك الى الصفوف الامامية وبذل جهد خاص لثني سلفه شمعون بيريز عن التحاقه بحزب"كديما". ورأى الوزيران السابقان بنيامين بن اليعيزر وماتان فلنائي وجوب ان يعلن"العمل"في حملته الانتخابية عن انسحابات اخرى من مناطق فلسطينية محتلة"في حال لم تحرز المفاوضات مع الفلسطينيين تقدماً ملحوظاً". ونقلت صحيفة"معاريف"عن نواب كبار في"العمل"تحذيرهم من انه إذا لم يرفع الحزب الراية السياسية - الأمنية الى رأس الصارية في المعركة الانتخابية الى جانب الراية الاجتماعية، فإن الأمر سيؤدي الى انهيار الحزب. من جهتها أفادت"يديعوت احرونوت"ان بيرتس يعتزم الطلب من عدد من قدامى الحزب من الاشكناز القيام بحملة في أوساط سكان الكيبوتسات والمتقاعدين من الاشكناز لثنيهم عن اللحاق ببيريز الى"كديما"على خلفية رفضهم تزعم شرقي لحزب"العمل". الى ذلك، كتبت صحيفة"هآرتس"أمس ان الخطوط العريضة لبرنامج"العمل"سيقوم على أن"القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الى الأبد"وعلى الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربيةوالقدس في اطار"اتفاق ضمان"استئجار مع السلطة الفلسطينية لفترة طويلة الأمد على غرار نموذج هونغ كونغ، كما سينادي الحزب بتفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية ويرفض فكرة الدولة الفلسطينية الموقتة لأنها تؤجج المواجهات. ويؤكد"العمل"رفضه التفاوض مع"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. وفي"ليكود"لم تحسم بعد مسألة انسحاب وزرائه من حكومة شارون. وفي مقابل رغبة زعيم الحزب بنيامين نتانياهو في سحب وزرائه، يبدو الرجل الثاني في"ليكود"وزير الخارجية سلفان شالوم غير متحمس معللاً ذلك بأن لديه ارتباطات ولقاءات مع نظراء له في أوروبا وباعتقاده ان مشاركته فيها تمنح حزبه أصواتاً وانه يفضل عدم مغادرة الحكومة وتركها لوزراء من"كديما"فقط.