"الانتصار الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين"حماس"يوم الأربعاء الفائت، يعتبر الحلقة المكملة لانتصار الاسلاميين في سنة 1384 الإيرانية. فقبل"حماس"، مكان الاسلاميون الذين يعرفون بصفات مثل"المتدينون"وپ"المعادون للغرب"، قد حققوا انتصارات واضحة في ايران انتخاب محمود أحمدي نجاد وأفغانستان البرلمان والعراق الجمعية الوطنية. وفي سلسلة الانتصارات هذه انتصر خط العودة الى الدين من جهة، وخط المواجهة مع الغرب، من جهة أخرى. وفي هذه السنة أيضاً جرت انتخابات في الجمهورية الاذربيجانية. وعلى رغم انها لم تأخذ الصفة الاسلامية، إلا ان التيار الذي انتصر هو المعادي للنفوذ الغربي والتدخل الأميركي، ما حمل على القول ان ملف الانقلابات المخملية في آسيا الوسطى أقفل. و نتائج الانتخابات الفلسطينية تشير بوضوح الى ان مفاوضات السلام، وكذلك خريطة الطريق قد انتهت.وهذا الأمر يعطي وزيرة خارجية الكيان الصهيوني الحق في القول انه، مع هذا الانتصار، فإننا مع المجتمع الدولي نواجه شروطاً جديدة. والانتصار الكبير للاسلاميين في الانتخابات الفلسطينية يدل على نوع من الانسداد العربي أيضاً. لماذا؟ لأن الدول العربية لا تقبل ان تكون ادارة الأمور بيد الشعب الفلسطيني. وهي تفضل ان يحدد مصير فلسطين من طريق مفاوضات"الدول". لكن الشعب الفلسطيني قال كلمته وهي أنه قادر على تحديد كيفية الدفاع عن حقوقه، في حين تؤكد الدول العربية الكبيرة، صراحة على نقطتين: الاستمرار في مفاوضات السلام مع الكيان الصهيوني، واستمرار محمود عباس وادارته في العمل. ويبدو ان انتصار"حماس"وحيازتها 76 مقعداً ليس له أهمية، كما ان انتصار"فتح"في الانتخابات السابقة، في غياب"حماس"، وحصولها على 50 مقعداً من أصل 60 لم يكن له أهمية. لقد مرت أربع سنوات على ذلك وتحولت وتغيرت الأمور. والمهم الآن هو التأثير الجغرافي الجيو- سياسي والجيو- استراتيجي لهذا الانتصار. والحق أن"حماس"خطت خطوة على طريق سياسة ازالة اسرائيل. وفي منطق قانوني كامل، تقول ان على الاسرائيليين الانسحاب من أراضي 1967، بناء على القرار الدولي 242، أي الانسحاب الكامل من قطاع غزة والضفة الغربية، أي 47 في المئة من أراضي فلسطين. وپ"حماس"لم تتنكر للواقع. فأعلنت استعدادها للتعاون مع الأوروبيين والدول العربية، على أساس تهدئة الأوضاع الداخلية والدولية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤلفة من"حماس"وپ"الجهاد الاسلامي"وقسم من"فتح"الذي يعارض المفاوضات. وفي الخلاصة: هذا انتصار يحمل كثيراً من المعاني للعالم. وهم أدركوا ان شرق أوسط جديداً في طور التشكل على أساس إسلامي، وبعد انتصارات الاسلاميين في أفغانستان والعراق وفلسطين. وعلى الغرب انتظار أخبار جديدة. عن سعدالله زارعي، "كيهان" الايرانية، 28/1/2006